قدمت فرقة فهد بن حسين للفنون الشعبية، في متحف الكويت الوطني، عشر فقرات من التراث، بدأت بـ «العاشوري» وانتهت بـ«الليوه»، ضمن فعاليات «صيفي ثقافي 12». كانت الجماهير على موعد مع الحفل الفني الثالث، ضمن أنشطة مهرجان «صيفي ثقافي 12»، الذي أحيته مساء أمس الأول فرقة فهد بن حسين للفنون الشعبية، في متحف الكويت الوطني، بحضور كبير من المحبين والمهتمين بهذا النوع من الفن. قدمت الفرقة عشر فقرات بدأت بـ «العاشوري» وانتهت بـ»الليوه»، وتفاعل الحضور مع الأغاني التي غردت بها حناجر الفرقة، التي اتسم أداء أعضائها بالتناغم المميز مع الإيقاعات والعزف، وصاحب ذلك الرقصات التراثية مع صيحات أعضاء الفرقة، الذين كانوا يتحركون بشكل دائري حول عازفي الطبل والصفيحة المعدنية، مرددين الكلمات والأبيات الشعرية. وفرقة فهد بن حسين انطلق مشوارها الفني في عام 1968، وكان يترأسها المغفور له فهد محمد بن حسين، ومنذ ذلك الوقت والفرقة تقدم ألوانا من الفنون الشعبية الكويتية الأصيلة بينها فنون الخماري والسامري والصوت والعرضات البحرية وفن المجيلسي، وباتت الفرقة تشكل عنصراً مهماً من عناصر الحفاظ على الموروث الموسيقي الكويتي. وضمن أنشطة المهرجان، وبالتعاون مع ملتقى سين السينمائي عرض في صالة رابطة الأدباء الفيلم الإيطالي «سينما باراديسو»، تأليف وإخراج جوزيبي تورناتوري، وقدم له مؤسس الملتقى خلف العصيمي. الفيلم إنتاج 1988 وحائز جائزة الأوسكار أفضل فيلم أجنبي، إضافة إلى جائزة لجنة التحكيم الخاصة من مهرجان كان، وعشرات الجوائز والترشيحات.. كما يحتل المركز 55 في قائمة موقع IMDB لأفضل 250 فيلمًا. يقع الفيلم في نحو ساعتين ويلعب بطولته جاك بيرين وفيليب نواريه، وتدور أحداثه حول «توتو أو سلفاتوري (بيرين)، الذي يتذكر مسقط رأسه في صقلية، بعد أن تصله مكالمة من والدته التي انقطع عن رؤيتها ثلاثين عاماً، حيث تخبره بوفاة صديقه «الفريدو»، ولعب دوره نواريه. ويصور الفيلم علاقة توتو، مع «الفريدو» مُشغل الأفلام في دار السينما الوحيدة في البلدة التي تحمل اسم «سينما باراديسو»، وذلك الهوس الذي ينتاب هذا الطفل تجاه عالم السينما، والأفلام. ولا يبدو «الفريدو» أقل ولعاً منه، فهو يحفظ مقاطع كاملة وجملاً وردت على لسان أساطير السينما لا يتوقف عن الاستشهاد بها. تأتي هذه العلاقة اللطيفة بين العجوز «الفريدو» والصبي «توتو» عقب مصرع أو غياب والد توتو إبان الحرب العالمية الثانية، حيث يعيش مع والدته وأخته الصغيرة على أمل عودة الأب الجندي. لكن شيئًا فشيئًا يتضاءل الأمل في عودة الأب ويجد «توتو» في مشغل الأفلام بديل أب، يأخذه إلى جنة السينما وسحر الأفلام. ولا تتوقف قصة الفيلم على هذا الخيط المحوري، بل يقدم لنا خيطًا آخر يتعلق بتطور فن السينما نفسه كصناعة وأفلام وأساطير وقضايا، نتابع الكثير من المشاهد على الشاشة، وهي في عملية تناص مع الواقع، وإعادة إنتاج في الواقع، ومدى تأثيرها المدهش على جمهور السينما، لحظات من الحب والألم والدموع والإثارة، إنه فيلم يقدم تحية رائعة لعالم السينما المدهش بعيني جمهورها، وبالأخص بعيني الطفل الحالم «توتو».
مشاركة :