أنهى وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان، زيارة إلى الكويت أمس، في إطار جولته الخليجية الرامية لدعم جهود الوساطة الكويتية لحل الأزمة بين قطر من جهة والسعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة ثانية. وكان لافتاً في تصريحات الوزير الفرنسي اشارته إلى أن نظيره الأميركي ريكس تيلرسون «قدم اقتراحات لخريطة طريق وأسساً للاتفاق تبدو مناسبة».«الراي» سألت ديبلوماسياً خليجياً رفيع المستوى عن عناوين خريطة الطريق التي وضعها تيلرسون وتحدث عنها لو دريان، فقال انها «ما زالت عبارة عن عناوين تحتاج إلى آليات تفصيلية، لكنها ترتكز بشكل أساسي على الآتي: وقف الحملات الاعلامية بين الدول المقاطعة وقطر، التحضير لمفاوضات مباشرة اساسها العودة إلى اتفاق 2014 في الرياض، الاتفاق على بنود جديدة بين الدول المتخاصمة تؤكد ضرورة حفظ مواثيق التعاون والنأي بها عن التسريب وابعادها عن التجاذبات السياسية، تعزيز العمل الجماعي لمكافحة الارهاب وفق أسس وتعهدات واضحة في ظل توافق خليجي - دولي على آلية للمراقبة وضمان وقف دعم الارهاب مالياً وتسليحياً وفكرياً واعلامياً، تأكيد التزام كل دول مجلس التعاون الخليجي بميثاقه وقرارات قممه الداعية إلى توحيد المواقف من القضايا الاقليمية وعدم السماح بالتدخلات الخارجية ما يقتضي العودة إلى التعاون في ملفات صارت مصدر تجاذب (مثل ليبيا ومصر وايران وغيرها)».ورأى الديبلوماسي الخليجي ان العودة إلى التفاوض المباشر المتلازمة مع اجراءات بناء الثقة «هي الاختراق الأول الذي يسعى إليه تيلرسون، بناء على القواعد المذكورة آنفاً كي لا ينهار كل شيء، وهو عندما تحدث عن البعد العاطفي في المشكلة انما كان يقصد ان الأمور بحاجة إلى وقت كي تهدأ النفوس، اما اجراءات بناء الثقة المتلازمة فهي بالطبع عودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل قرارات المقاطعة ورفع الاجراءات تدريجياً بناء على تعهدات رسمية تضمنها الكويت الوسيط الذي ارتضاه الجميع اضافة إلى اميركا وبعض الدول الأوروبية التي ساندت الوساطة وشكلت مظلة دولية لها كون موضوع الارهاب يخص العالم بأسره».واعترف الديبلوماسي الخليجي بصعوبات تواجه خريطة الطريق، «فالدول الأربع تشددت خلال لقائها تيلرسون وتحدثت عن تاريخ من التجارب واهتزاز الثقة كما ان المسؤولين القطريين ابدوا استياء من تسريب اتفاق 2014 واعتبروا ان ذلك يفقده المعنى القانوني الملزم للعودة اليه، لكن قادة الخليج يعلمون قبل غيرهم ان التسويات ولو كانت صعبة افضل لمستقبل العلاقات بين الشعوب وان الخلاف ولو كان سهلاً اسوأ لمستقبل هذه العلاقات ويفتح الباب لتدخلات خارجية قد يصعب غلقه لاحقاً... والجملة الاخيرة تشكل هاجسا اساسيا لدولة الكويت التي بادرت الى التحرك لتحصين البيت الخليجي».وكان سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد استقبل في قصر بيان صباح أمس، رئيس مجلس الوزراء بالإنابة وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد والوزير لودريان والوفد المرافق له.يذكر ان لودريان بدأ جولته الخليجية أول من أمس بزيارة إلى الدوحة تلتها زيارة إلى جدة، حيث أجرى محادثات مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ووزير الخارجية عادل الجبير. وفي مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي، مساء أول من أمس، أعرب الجبير عن أمله أن يحل الخلاف «داخل البيت الخليجي»، وأن «تسود الحكمة الأشقاء في قطر».وقال إنه أكد للجانب الفرنسي رفض السعودية تمويل الإرهاب ودعمه، مشيراً إلى أن الرياض ستقدم لباريس «ملفاً كاملاً عن دعم قطر للإرهاب والتجاوزات التي ارتكبتها».من جانبه، جدد لودريان دعم فرنسا جهود وساطة الكويت، مشيراً إلى سعي بلاده لخفض التوتر لإيجاد بيئة حوار مناسبة بين اطراف الأزمة.وقال «نريد التزاماً قوياً من الجميع ضدّ الإرهاب... وفي هذا السياق، من المهمّ أن يكون مجلس التعاون الخليجي متّحداً لكي يبقى حصنًا ضدّ انعدام الاستقرار».وبعد محادثاته في الدوحة مع نظيره القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، قال لودريان إن «فرنسا تسعى لأن تلعب دوراً مسهلاً للوساطة» التي تقودها الكويت.وفي ختام جولته الخليجية، زار وزير الخارجية الفرنسي، مساء أمس، أبوظبي، حيث أجرى محادثات مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تركزت على الأزمة وسبل حلها بالطرق الديبلوماسية.إلى ذلك، أشاد لودريان بجولة نظيره الأميركي ريكس تيلرسون الأسبوع الماضي التي استمرت أربعة أيام في المنطقة، مشيراً إلى أنه «قدم اقتراحات لخريطة طريق وأسساً للاتفاق تبدو مناسبة» من وجهة نظر فرنسا.
مشاركة :