«هناك من يخوض ضدي حرباً... وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح»!بغصة الحزينة ونبرة القوية، تتحدث الفنانة العراقية ميس قمر عن ما تتعرض له في الفترة الأخيرة من إشاعات ومواقف من «أعداء النجاح»، لافتة في حوارها مع «الراي» إلى أن الناس لا ذنب لهم أبداً بالحزن والخوف الذي ينتابها، لذا باتت أخيراً لا تهتمم بالأمور السلبية، وترمي كل شيء وراء ظهرها.قمر، التي تجدد لقاءها مع الجمهور الكويتي حالياً عبر مسرحية «ولد بطنها» مع الفنان طارق العلي، تتمنى أن تقدم شيئاً واقعياً للجمهور الكويتي الذي تصفه بـ «الغالي»، معربة عن أملها بتكرار التجارب مع العلي لأنها من عشاق مسرحه، بحسب وصفها.وتحدثت الفنانة العراقية خلال اللقاء عن آخر أعمالها التلفزيونية، وظهورها في عملين مختلفي المضمون في السباق الدرامي الرمضاني الأخير، مؤكدة حرصها على التنويع في الأدوار، ومعتبرة أنها ليست «مانيكان»، بل ممثلة تعيش الدور المسند إليها.● يبدو أنك متأثرة كثيراً مما أسميته المحاربة الشرسة التي تتعرضين لها أخيراً... فجعلتك بين خوف وقلق وحزن؟- بالفعل... وعبر «الراي» أقول للمرة الأولى إن هناك أناساً لا يخافون الله ويشهّرون بالفنان. كما هناك أناس عندما يرون أن الفنان نجح، يشنون حرباً عليه في مواقع الإعلام. أيضاً، هناك من يوزعون الاتهامات يميناً ويساراً غير مدركين ما يمكن أن تصنعه هذه الافتراءات، ولعل آخر ما اتُهمت به «عدم الوطنية وعدم الوفاء».● وما السبب برأيك... وماذا تقولين لمن يفعلون ذلك؟- أقول لهم إن كان عددكم مئة، وحتى إن أصبحتم مليون شخص، فلا يصح إلا الصحيح. وإذا كان الأمر مرتبطاً بنجاحاتي، فيكفي أنني على نيتي، أحقق نجاحاً سنوياً وأهدي كل إنجاز لبلدي... وأكون نموذجاً من هذا البلد.● ومن هؤلاء الذين أزعجوك؟- قبل فترة هناك من هاتفوني، وقالوا إنهم نازحون ويحتاجون للمساعدات. وحينها، كنت ملتزمة في إنجاز أعمالي لأجل شهر رمضان المبارك وكنت خارج العراق، ووعدتهم بأنني فور الانتهاء من عملي سأكلمهم وأساعدهم حسب اقتداري، ولكنهم بدأوا بمعاودة الاتصال أكثر من مرة وباتوا يشكلون إزعاجاً.هناك من أكد لي أن من كلموني ليسوا إلا «نصابين». حسناً، كل هذا لماذا، ومن أين لي أن أعرف كل الناس ونواياهم بأنها صحيحة. أضف إلى ذلك، هناك من يحاول التشويش عليّ وإطلاق إشاعات تشكك في وطنيتي، مدعياً أنني غير مهتمة بوطني العراق. كما هناك حملة شنت ضدي بسبب امرأة كنت أساعدها وكشفت أنها كذابة.● حزينة ومع هذا تخفين ذلك عبر الضحك؟- الناس الآخرون لا علاقة لهم بحزني، وليس ذنبهم إن مررت بتجارب تكسر القلب. وبدأت أخيراً بعدم الاهتمام بهذه الأمور السلبية، وبصراحة بتّ أرمي كل شيء وراء ظهري... وكلمة «حسبي الله ونعم الوكيل» تكفي.● لنبتعد عن الأمور المحزنة ونتوجه إلى فنك ونجاحك. تقفين لعام جديد أمام الجمهور الكويتي مع الفنان طارق العلي وهذه المرة عبر مسرحية «ولد بطنها» بعد مسرحية «قلب للبيع»؟- صحيح. هذا العمل المسرحي جديد، وأتمنى أن أقدم شيئاً واقعياً للجمهور الكويتي الغالي. كما آمل أن تتكرر التجارب مع طارق العلي لأنني من عشاق مسرحه.● خلال المسرحية نفسها، تخوضين تجربتك الأولى مع المخرج عبدالعزيز صفر... وهو مهتم نوعاً ما بإضافة الجانب الأكاديمي حتى إلى الأعمال التجارية؟- ونحن محتاجون لمخرج أكاديمي في العمل الجماهيري الكوميدي، وهناك إضافات ولكن اللوحة لا بد أن تكون في يد مخرج متمكن. وعبدالعزيز صفر مهتم جداً بنا وبالسينوغرافيا.● غالباً ما نسمع من الفنانين أنهم سوف ينوّعون في الأدوار، وبعد ذلك لا نجد التجديد ولا التنويع. لكننا نلاحظ أنك كسرتِ القاعدة بالفعل هذا العام بين عمل تراثي كويتي في «كحل أسود» وعمل معاصر كوميدي. وكنتِ شريرة تريدين رد اعتبارك من ثأر قديم من «بو طبيع» في شهر رمضان المبارك؟- أحب التنويع، خصوصاً أن العملين عرضا في وقت واحد، أي في شهر رمضان، ولست ممثلة «مانيكان» أو عارضة أزياء، بل أحب أن أمثل وأجسد دوراً واقعياً، ولا أعتمد على شكلي. فالشكل يزول، لكن الموهبة والإمكانية ثابتة، وفي أعمالي الأخيرة لا توجد كوميديا، بل مواقف بسيطة وطريفة تكون ضمن الأحداث.● في «كحل أسود» قدمت دور العراقية المقربة من كل بيوت الفريج... والتي تعرف أسرارهم وتغمرهم بالطيبة ومهملة لنفسها لأجل الآخرين؟- أحب جداً هذا النمط من الشخصيات، وقدمت دور «الهاملة» لنفسها من أجل الناس والضاحكة دوماً معهم وتركض لتساعد الجميع كي لا ترى أحداً حزيناً.● وهذه ميس قمر في الحقيقة، حيث ساعدتِ الكثيرين ووقفتِ إلى جوارهم. لكن جازوك في النكران والجحود؟- ماذا أقول... «يا عيوني» من رحل رحل.● كي لا نظلم الجميع... هناك من «أثمر معه الخير». فهل من جازوك بالخير أكثر من الناكرين؟-لا أحب أن أحدد، وكل شيء يُرد لي حسب الشخص، ومن تنكرني فجزاه الله ألف خير، ونحن البشر مجرد وسيلة أو سبب للآخرين.● هل وجدتِ صعوبة في تقديم التراجيديا بعد التمسك بالكوميديا آخر الفترات؟- في الأساس أنا ممثة تراجيديا، وسبق لي أن قدمت أعمالاً درامية في الكويت.● بماذا تختمين لقاءك مع «الراي»؟- «الراي» عزيزة على قلبي... وأتمنى لكم دوام النجاح والتوفيق والتألق.
مشاركة :