فتح قرار السماح للأندية السعودية بالتعاقد مع حراس أجانب، بابًا من الجدل حول مدى تأثير ذلك على تطور مواهب الحراسة المحلية، مع تصاعد المخاوف من عواقبه السلبية على المنتخب. وفي هذا الصدد، وصف عبد الهادي حداد، نجم حراسة أهلي جدة والمنتخب السعودي السابق، القرار بالكارثي، محذرًا من اختفاء العناصر الدولية القادرة على تمثيل "الأخضر"، خلال 4 سنوات فقط من الآن. وفي حوار ل، يكشف حداد رأيه في صفقات الحراسة الجديدة بالكرة السعودية، ومستقبل الحراس الوطنيين، فإلى الحوار: - كيف رأيت قرار إدخال الحارس الأجنبي للكرة السعودية؟ بالنسبة لي القرار كارثي، لأن الحراسة بها لاعب واحد فقط، وليست كبقية الخطوط، ورأينا ما حدث في مركز رأس الحربة حين اعتمدت الأندية على المهاجم الأجنبي، فالآن لا يوجد لاعب يقود الخط الأمامي للمنتخب. إذا تكرر الأمر مع حراسة المرمى ستكون مصيبة، وبهذا الشكل لن نجد حارسًا جيدًا للأخضر خلال 4 سنوات بعد أن يعتزل المسيليم والعويس، وأعتقد أن هذا القرار يفيد الأندية ويضر المنتخب تمامًا. - وهل هناك حل آخر لإنهاء معاناة الفرق السعودية من ضعف الحراسة؟ كان يجب على الاتحاد السعودي أن يهتم بمركز الحراسة، لأن غالبية الأندية تعتبره هامشيًا، رغم أنه أساس الفريق، فإذا كان لديك حارس ودفاع جيدين، سيتفرغ الوسط لمهامه، والهجوم لتسجيل الأهداف. وبنظرة أشمل، يمكنني القول إن المنظومة من الأساس بها أخطاء عديدة، وأحد أكبرها المقابل المادي المرتفع الذي يتحصل عليه اللاعبون، والذي يتسبب في عدم رغبتهم بالاحتراف خارجيًا، وأرى أنه في حال استمر الاعتماد على الحارس الأجنبي، فلا بد من احتراف الحارس السعودي خارجيًا بأي شكل. - بمجرّد فتح باب التعاقد مع الحراس الأجانب تسابقت الأندية على استقطابهم.. هل هناك ندرة في حراس المرمى السعوديين الجيدين؟ نعم، الكرة السعودية حاليًا لا تمتلك حراسا كثيرين في مستوى الحضري على سبيل المثال، والمميزون ثلاثة على الأكثر. - حراس في عمر الحضري والحبسي.. هل يمكنهم أن يقدّموا الإضافة في هذه السن؟ أقولها دائمًا إن الحارس في التمارين مجهود، وفي المباريات خبرة، فالخبرة هي أساس الحراسة، وإذا امتلكها فسيكون لديه قدرة على التمركز الصحيح واختيار الأماكن بدقة، وبث الطمأنينة لخط دفاعه، وطالما حالته اللياقية مرتفعة، سيؤدي على أفضل ما يكون. كلما زاد عمر الحارس كان مستواه أفضل، ونجمان بقيمة الحضري والحبسي سيصنعان الفارق مع التعاون والهلال الموسم المقبل، وسيستمران في الملاعب لسنوات. - هل انضمام العويس للأهلي سيضر المسيليم؟ من واقع تجربة لا، فعندما كنت ألعب، كان يزاملني في حراسة الأهلي أستاذي محمد المترو، وكان هناك تنافسا كبيرا بيننا في التمارين، ما ساهم في رفع مستواي كثيرًا، وعندما اعتزل المترو دخلت في حرب مع الإدارة الأهلاوية لكي يعيدوه مرة ثانية، والحارس الواثق من نفسه لا يمكن أن يتأثر بانضمام آخر، ولو كان الأفضل في العالم. وبالنسبة للمسيليم والعويس، فلا بد أن يطبق نظام الدور بينهما، بحيث يمنح أحدهما الفرصة في الدوري والكأس، والآخر في كأس ولي العهد ودوري أبطال آسيا، وهذا النظام سيتيح المجال للهولندي بيرت فان مارفيك المدير الفني للمنتخب السعودي، بأن يضمهما سويًا للأخضر. - من هم الحراس الأفضل محليًا وعربيًا وعالميًا؟ المسليم هو الأفضل حاليًا في السعودية، والحضري والحبسي الأفضل عربيًا، أما عالميًا، فسأختار بوفون لأنني أميل دومًا للخبرة في الحراسة.
مشاركة :