أمير الكويت يلتقي وزير خارجية فرنسا وباريس تأمل بـ «حل خليجي» للأزمة مع قطر

  • 7/17/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

استقبل أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في قصر بيان صباح اليوم  (الأحد) وزير الخارجية الفرنسي الذي يقوم بجولة خليجية لبحث تطورات الازمة الخليجية ودعم مساعي أمير الكويت لرأب الصدع الخليجي، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الكويتية (كونا). وحضر اللقاء رئيس مجلس الوزراء بالإنابة ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح والمستشار بالديوان الاميري محمد ضيف الله شرار ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ووزير الإعلام بالوكالة الشيخ محمد العبدالله المبارك الصباح. وكان لو دريان أبدى في ختام زيارته للسعودية أمس (السبت) قلقه من الأزمة القائمة بين الدول الأربع وقطر، مشدداً على أن «حلها يجب أن يتم فيما بين دول مجلس التعاون»، في حين أعلن نظيره السعودي عادل الجبير أن وزارته ستسلم الخارجية الفرنسية ملفاً كاملاً عن "الأعمال السلبية التي قامت بها قطر على مدى سنوات». وشدد لو دريان في مؤتمر صحافي مع الجبير في جدة ليل أمس (السبت) على أن فرنسا «لا تريد أن تَحِل محل أحد، وأنها فقط تريد أن تضيف جهودها إلى جهود الدول الأخرى التي بالمثل تشعر بالقلق وتريد دعم الوساطة الكويتية». وكان لو دريان وصل أمس إلى جدة قادماً من الدوحة في محطته الثانية ضمن جولة خليجية تشمل أيضاً الإمارات والكويت، في مسعى فرنسي لتهدئة الأزمة بين قطر والدول العربية الأربع. وبحسب بيان بثته وكالة الأنباء السعودية (واس) فإن لو دريان والجبير بثحا خلال الاجتماع «العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين والجهود القائمة لمكافحة الإرهاب والتطرف، وأبرز الموضوعات الإقليمية والدولية». وشدد الوزير الفرنسي على أن هناك «علاقات عميقة تجمع البلدين الصديقين، وأنه جرى تبادل الأحاديث والآراء حول عدد من الموضوعات»، مدبياً قلقه من الأزمة القائمة مع دولة قطر وآثارها هذه الأزمة على الصعيد السياسي والاقتصادي. وقال: «أنا والرئيس الفرنسي على اتصال بجميع الأطراف، وهذه الأزمة ستسمح بتعزيز كل الآليات لمكافحة الإرهاب، ونود هنا أن نحيي جهود المملكة العربية السعودية وهذا أمر لا بد منه وبالتالي أود أن أحيي الجهود السعودية لاستئصال هذه الآفة». وزاد وزير الخارجية الفرنسي: «المملكة بيّنت أن قدراتها وكفاءتها القيادية في هذا التحالف العسكري لمكافحة الإرهاب، وكذلك في إنشاء المركز العالمي لمكافحة الإرهاب، وأعتقد أن جوابنا يجب أن يكون شاملاً جواباً مشتركاً إذا أردنا أن نُحقق النصر الجماعي على هذه الآفة». وحول موقف فرنسا من أزمة قطر أوضح لو دريان أنه «يتلخص في نقاط عِدة منها الالتزام الحازم من الجميع ضد الإرهاب وضد من يدعمه ويموله، ومن الأهمية بمكان أن تبقى دول مجلس التعاون مجتمعة لتبقى سداً منيعاً في مواجهة الإرهابيين». وأوضح أن «حل هذه الأزمة يجب أن يتم فيما بين دول مجلس التعاون, لافتاً إلى أنه من الأهمية توضيح أن فرنسا لا تريد أن تَحِل محل أحد، وأنها فقط تريد أن تضيف جهودها إلى جهود الدول الأخرى التي بالمثل تشعر بالقلق وتريد دعم الوساطة الكويتية». وأوضح وزير الخارجية الفرنسي أنه اتفق مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان خلال لقائهما على أن «ُعيد إطلاق عجلة التعاون من خلال لجنة التعاون الفرنسية السعودية المشتركة«. وقال: «بهذا الخصوص قررنا قبل نهاية العام 2017 أن نعقد اجتماعاً للجنة الثنائية المشتركة»، لافتاً إلى أن «هذه اللجنة كانت موجودة في الماضي ولكنها لم تكن مُفعّلة، ونريد أن نستعرض في إطارها مختلف البرامج ونضع حصيلة لما توصلت إليه الموضوعات التي نبحثها معاً في مجالات متعددة تتمثل في الدفاع والطاقة والثقافة والبنى التحتية والتعليم، ونريد أن نضع حصيلة سنوية في اجتماعات سنوية تنعقد مرة في باريس ومرة في الرياض». وأشار إلى أن هذه الانطلاقة الجديدة للجنة الثنائية المشتركة كانت ما يتمناه رئيس الجمهورية الفرنسية، لافتاً إلى أنه تحدث عن هذا الشأن مع خادم الحرمين الشريفين وكل هذا يتماشى مع رؤية 2030 وهذه فرص جديدة لإيجاد تفاعلات ومجالات تكامل جديدة في العلاقات الثنائية. وخلُص وزير الخارجية الفرنسية إلى أن اللقاء مع الوزير الجبير «تطرق إلى التطورات الإقليمية والدولية، وهناك تقارب كبير في وجهات النظر»، مُبدياً سعادته «للمستوى المتميز والصراحة التي اتسمت بها مقابلاته التي هي نتيجة الصداقة العميقة القائمة بين البلدين». من جانبه قال الجبير إن وزارة الخارجية في المملكة العربية السعودية ستوافي وزارة الخارجية الفرنسية بملفٍ كامل عن الأعمال السلبية التي قامت بها قطر على مدى سنوات، مشيراً إلى ان الجانب الأميركي تم تزويده بذات الملف الذي سيلم إلى مزيد من الدول الصديقة. وأمل بأن «تُحل هذه الأزمة داخل البيت الخليجي، وأن تسود الحكمة الأشقاء في قطر لكي يستجيبوا لمطالبات المجتمع الدولي وليس فقط الدول الأربع»، لافتاً إلى أن «المجتمع الدولي يرفض دعمهم للإرهاب، ودعم التطرف واستضافة أشخاص متورطين في هذا الشأن». وبيّن الجبير أنه عبّر خلال الاجتماع عن تثمين المملكة للموقف الفرنسي عبر التاريخ فيما يتعلق بقضايا المنطقة سواء النزاع العربي الإسرائيلي أو أزمة اليمن أو التعاون فيما يتعلق بسورية والعراق وغيرها من الموضوعات، كما جرى بحث الأوضاع الراهنة في المنطقة ومستجدات عملية السلام والأوضاع في سورية وكيفية إيجاد حلول لها لتطبيق إعلان جنيف 1 وقرار مجلس الأمن 2254 والوضع في العراق. وقال: «عبرنا عن ارتياحنا وتقديرنا للجهود التي قامت بها الحكومة العراقية بقيادة رئيس الوزراء حيدر العبادي في تطهير مدينة الموصل من تنظيم داعش الإرهابي، وعبرنا عن دعمنا لهذه الجهود وأملنا بأن يستطيع العراق أن تقضي علي تنظيم داعش الإرهابي بأكمله في العراق. كما بحثنا الأزمة في اليمن وآخر التطورات والمستجدات فيها، وبالطبع بحثنا الأزمة القائمة مع دولة قطر، وهنا أكدت على الوزير أن هناك مبادئ أساسية يجب أن تلتزم بها جميع الدول بما فيها قطر الأول هو عدم دعم الإرهاب وتمويله، والثاني هو  عدم دعم التطرف وعدم التحريض ونشر الكراهية عبر وسائل الإعلام بأي شكل كان وعدم استضافة أناس إرهابيين أو متورطين في تمويل الإرهاب أو مطلوبين من دولهم وعدم التدخل في شؤون دول المنطقة. واوضح الجبير أنه اطلع من ضيفه على »بعض التفصيلات في هذا المجال، وعلى قوائم أممية وأمريكية وخليجية لتورطهم بهذا الشأن».

مشاركة :