دافع الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) عن العقوبة القاسية التي فرضها على لويس سواريز مهاجم اوروجواي بسبب عض لاعب منافس خلال مباراة في كأس العالم رغم شكوى مدربه ورجال سياسة وحتى اللاعب الذي تعرض للعض من أن العقوبة القياسية مبالغ فيها. واستبعد سواريز (27 عاما) من النهائيات في البرازيل بعد ايقافه تسع مباريات دولية رسمية وهي أطول عقوبة ايقاف يتم فرضها في كأس العالم. وما زاد غضب الذين شعروا أنه تلقى معاملة غير عادلة من الاتحاد الدولي أن سواريز غير مسموح له بالقيام بأي شيء له علاقة بكرة القدم لاربعة أشهر وهو ما يعني غيابه عن بداية موسم 2014-2015 مع ناديه الانجليزي ليفربول. وقال جيروم فالك الأمين العام للفيفا إنه تم الأخذ في الاعتبار أفعال سواريز السابقة في الملعب. وأوقف مهاجم اوروجواي مرتين من قبل بسبب عض منافسين اثناء لعبه على مستوى الأندية. وابلغ فالك الصحفيين "لو كانت المرة الأولى لقلنا إنها مجرد واقعة. لهذا السبب كان يجب أن تشكل العقوبة تحذيرا للجميع." وأضاف "ملايين الناس شاهدت الواقعة. هذا ليس ما تريد أن يشاهده الأطفال والصغار الذين يمارسون كرة القدم في كل مكان في كأس العالم." كما قال فالك إن سواريز يجب أن يخضع للعلاج لمساعدته على تفادي مثل هذه الأفعال في المستقبل. ومضى قائلا "لا أعرف ما اذا كان هذا العلاج موجودا أو لا لكنه يجب أن يقوم بشيء ما لأن ما يرتكبه خطأ بالتأكيد." ورأى الفيفا أن سواريز عض المدافع جيورجيو كيليني في الكتف خلال مباراة اوروجواي الاخيرة في دور المجموعات يوم الثلاثاء الماضي التي انتهت بفوزها 1-صفر على ايطاليا. والقت الواقعة بظلال على بطولة مثيرة حتى الان إذ تلعب الفرق بأسلوب هجومي وتنهمر الأهداف بمعدل نحو ثلاثة في المباراة الواحدة. وبينما يؤمن كثيرون في اوروبا بأن سواريز يجب أن يعاقب بشدة بسبب ثالث واقعة عض منافسين إلا أن مواطني اوروجواي يشعرون بالغضب مما يعتقدون أنه انحياز ضد فريقهم داخل الفيفا ونال اللاعب تعاطفا واسع النطاق في امريكا اللاتينية. ولم يتفوه اوسكار تاباريز مدرب اوروجواي بأي كلمة لها علاقة بمباراة فريقه في دور الستة عشر ضد كولومبيا في وقت لاحق اليوم السبت خلال مؤتمر صحفي وبدلا من ذلك قرأ بيانا مدته 14 دقيقة هاجم فيه الفيفا ووسائل الاعلام. وقال تاباريز "جاء القرار بناء على اراء وسائل الاعلام التي ركزت بعد المباراة وفي المؤتمر الصحفي على موضوع واحد." وأضاف "لا أعلم جنسياتهم لكن كلهم كانوا يتكلمون بالانجليزية." وتابع "لا أبرر أي شيء أو أقول إنه لا يجب أن تكون هناك عقوبة. لكني مقتنع بنظرية كبش الفداء." وقال تاباريز إنه سيستقيل من مناصبه في الفيفا وغادر المؤتمر الصحفي وسط تحية كبيرة من صحفيي اوروجواي. وعندما عاد سواريز لبلاده أمس الجمعة استقبله رئيس اوروجواي خوسيه موخيكا في قاعدة عسكرية بالقرب من المطار الرئيسي في البلاد. وتوجه اللاعب بعد ذلك وزوجته وأعضاء في عائلته الى منزل يمتلكه في بلدة سوليمار الساحلية. وقال اليخاندرو بالبي وهو عضو في مجلس ادارة اتحاد اوروجواي لكرة القدم ومحامي سواريز "إنه مصدوم للغاية. لم يكن يعتقد أن العقوبة ستكون بهذه القسوة." وتحدث دييجو مارادونا نجم الارجنتين السابق بصراحة مماثلة. وقال مارادونا يوم الخميس خلال برنامج عن كرة القدم يعرض في فنزويلا والارجنتين "من الذي قتله سواريز؟" وأضاف "هذه هي كرة القدم. إنه مجرد احتكاك... ربما يكبلونه أيضا ويرسلونه مباشرة الى جوانتانامو." وحتى كيليني الذي اعترض بشدة على الحكم بسبب عدم اتخاذه أي قرار في واقعة العض قال إن الايقاف كان طويلا للغاية. وقال كيليني مدافع يوفنتوس في موقعه على الانترنت "الان بداخلي لا يوجد أي شعور بالسعادة أو الانتقام أو الغضب تجاه سواريز بسبب واقعة حدثت على الملعب." وأضاف "أعتقد أن هذه العقوبة مبالغ فيها." كما شكك الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين في العقوبة التي تعني أن سواريز لن يخوض على الأرجح أي مباراة رسمية مع اوروجواي حتى عام 2016. وقال "يعتقد الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين أن كل الأطراف المعنية كانت ستستفيد من أخذ المزيد من الوقت لتبديد أي عواطف والتأني واعادة ترتيب الحقائق بشكل هاديء ومدروس." كما سيكون لعقوبة الفيفا تأثير ضخم على مسيرة سواريز مع ناديه. وبعد موسم رائع مع ليفربول وصيف بطل الدوري الانجليزي الممتاز سيغيب المهاجم الهداف عن المباريات الأولى محليا وفي دوري أبطال اوروبا. وقد تتأثر قيمة سواريز في سوق الانتقالات - التي تبلغ 50 مليون جنيه استرليني (85 مليون دولار) على الأقل - إن قرر ليفربول بيعه كما بدأ التأثير بالفعل على عقود الرعاية المرتبطة به. وأمس الجمعة ألغت شركة بوكر 888 للمراهنات عبر الانترنت عقد الرعاية مع سواريز بعد أن أصبح سفيرا لعلامتها التجارية منذ عدة اسابيع فقط. وقالت في بيان "للأسف قررت بوكر انهاء علاقتها مع لويس سواريز على الفور في أاعقاب ما قام به خلال المباراة بين اوروجواي وايطاليا في كأس العالم يوم الثلاثاء." ولن تتخلص شركة اديداس الالمانية للأدوات الرياضية من سواريز لكنها قالت إنها لن تستعين به مرة أخرى في التسويق خلال كأس العالم.
مشاركة :