يعتبر مجال الصحة النفسية والعافية من أهم المجالات ذات الأولوية في استراتيجية الصحة العامة لدولة قطر 2017-2022 مع التركيز بشكل خاص على تشجيع الأفراد على التحدث عن مشاكل الصحة النفسية علنا والسعي إلى الحصول على الدعم والعلاج بأسرع وقت ممكن. وتم تصميم أهداف الصحة النفسية باستراتيجية الصحة العامة لتكمل وتبني على ما أسسته الاستراتيجية الوطنية للصحة النفسية التي تم تدشينها عام 2013 وفقا لرؤية أن يتمتع شعب قطر بصحة وعافية نفسية جيدة من خلال نظام متكامل لخدمات الصحة النفسية يضمن حصولهم على الرعاية المناسبة في الوقت المناسب وفي المكان المناسب. وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن الاضطرابات النفسية تؤثر على أكثر من واحد من كل أربعة أشخاص في مجرى حياتهم وعلى نحو واحد من كل عشرة بالغين عند أي نقطة زمنية. ويعد الاكتئاب والقلق من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعا حيث يقدر إجمالي عدد المصابين بالاكتئاب والقلق بما يتجاوز 300 مليون شخص على مستوى العالم. وفي قطر تشير تقديرات سنة 2015 إلى أن معدل الانتشار للاكتئاب يبلغ حوالي 5.1 كما يبلغ معدل انتشار القلق 4.2 من السكان، بينما تعتبر مستويات الوعي بالصحة العقلية في قطر منخفضة نسبيا وهناك العديد من المفاهيم الخاطئة حول أسباب حالات اضطراب الصحة العقلية وقدرات الأشخاص الذين يعانون من مرض عقلي. وقالت سوزان كليلاند القائم بأعمال المدير التنفيذي للبرنامج الوطني للصحة النفسية إنه غالبا ما يساء فهم الاضطرابات النفسية أو العقلية وكثيرا ما تحاط بالمواقف السلبية وهو ما يخلق وصمة عار ويمكن أن يتسبب ذلك في معاناة الأفراد وأسرهم في صمت ومنعهم من السعي للحصول على المساعدة اللازمة التي قد يحتاجونها حيث قد يؤثر ذلك على العلاقات الأسرية وحياة المجتمع. وأكدت على أهمية تشجيع الحوار الإيجابي والصريح حول قضايا الصحة النفسية في قطر وقيادة حملة تغيير كبيرة في مواقف الناس من تلك المشكلات وأن يتم النظر إلى الأمراض النفسية تماما مثل أي مرض من الأمراض الجسدية الأخرى التي تتطلب العلاج والدعم. وشددت وزارة الصحة العامة على أهمية تزويد الناس برسائل إيجابية عن المرض النفسي ورفع وعيهم من خلال التعليم ونشر المعلومات وذلك بهدف فهم أفضل للأمراض النفسية والحد من تأثيرها إلى جانب أن رفع مستوى الوعي العام حول الصحة النفسية من شأنه أن يبدد المفاهيم الخاطئة ويشجع المواقف الإيجابية حول الصحة النفسية. ويكتسب رفع الوعي بالصحة النفسية أهمية كبيرة بالنسبة للمجتمع بصفة عامة ولكنه يكتسب أهمية خاصة بالنسبة لتلك الفئة التي هي الأكثر احتمالا أن تحتك بأفراد يعانون من مشاكل تتعلق بالصحة النفسية. ويوفر القطاع الصحي في قطر الأخصائيين المدربين والخدمات المختلفة لدعم للصحة النفسية سواء كان الشخص يعاني من الأعراض لأول مرة، أو قد عانى من نوبات متكررة أو بحاجة إلى دعم إضافي لحالة مرضية تم تشخيصها لديه حيث أن المساعدة متاحة دائما. ويمكن لحالات الاضطرابات النفسية الخفيفة إلى المتوسطة الوصول إلى خدمات الصحة النفسية التي يقدمها أطباء الأسرة المدربين في مراكز الرعاية الصحية الأولية في جميع أنحاء قطر. م . م;
مشاركة :