الحبسي... أمل الهلاليين في مهمة إنهاء أزمة «الدعيع»

  • 7/18/2017
  • 00:00
  • 19
  • 0
  • 0
news-picture

بعد سبعة أعوام من اعتزال عملاق الحراسة السعودي محمد الدعيع, وجد الهلال ضالته بالتعاقد مع الدولي العماني علي الحبسي مستفيدا من قرار اتحاد كرة القدم السعودي بالسماح للأندية بالتعاقد مع لاعبين محترفين في مركز حراسة المرمى وهو الأمر الذي كان ممنوعا طيلة السنوات الماضية. وكان الهلال الذي عانى سنوات طويلة على صعيد مركز حراسة المرمى, يبحث كثيرا عن التعاقد مع حارس مرمى يكون خير سلف لمحمد الدعيع اللاعب الذي كان يشكل ثقلا فنيا كبيرا في صفوف فريقه الأزرق ولكنه فشل في ذلك رغم كثرة الأسماء التي ارتدت قميصه وذادت عن شباكه ولكن علاقتها انتهت سريعاً. إدارة الهلال بقيادة الأمير نواف بن سعد كانت تتجه لعدم التعاقد مع حارس مرمى من ضمن المحترفين الأجانب رغم المقترح التي تقدمت به ذات الإدارة لاتحاد الكرة السعودي وأقره في أحد اجتماعاته الأخيرة, إلا أن قرار زيادة عدد المحترفين الأجانب إلى ستة لاعبين بدلا عن أربعة أسماء أسهم في سرعة التعاقد مع العماني علي الحبسي. وسيشكل العماني علي الحبسي مصدر قوة للفريق الأزرق الذي نجح في اقتناصه قادما من صفوف فريق ريدينج الإنجليزي وسط رغبات متعددة من فرق إنجليزية وسعودية في ضمه كواحد من أميز وأمهر الحراس على صعيد القارة الآسيوية. ويعتبر علي الحبسي الحارس السادس الذي تتعاقد معه الإدارات الهلالية المتعاقبة منذ اعتزال محمد الدعيع, حيث أتمت التعاقد مع حراس المرمى فايز السبيعي وحسين شيعان وفهد الثنيان ومروان الحيدري وعبد الله المعيوف الذي شارك في الموسم الماضي كحارس أساسي للفريق الأزرق ونجح في تقديم مستويات مميزة. وبصورة عامة فإن شباك الهلال منذ اعتزال محمد الدعيع شهدت تناوب العديد من الأسماء عليها لكن دون قدرة أي منها في إثبات نفسه والصمود لمدة موسم كامل, ففي الموسم الذي أعقب رحيل الدعيع تواجد الرباعي حسن العتيبي الذي كان الأكثر مشاركة يليه خالد شراحيلي ثم فهد الشمري وأخيرا عبد الله السديري الذي تواجد في مباراة يتيمة. وفي الموسم الذي يليه 2011-2012 شهدت مباريات الهلال في دوري المحترفين السعودي مشاركة الثنائي حسن العتيبي الذي كان الأكثر ويليه خالد شراحيلي الذي قدم نفسه بصورة جيدة, في حين شهدت قائمة الفريق تواجد كل من بدر الدعيع وفهد الشمري وعبد الله السديري. وبرز عبد الله السديري في الموسم الذي يليه بعد الإيقاف الذي تعرض له الحارس خالد شراحيلي على خلفية قضية منشطات محظورة استخدمها اللاعب وتم إيقافه, حيث كان الحارس السديري هو الأكثر مشاركة يليه خالد شراحيلي في حين اقتصرت مشاركة الحارس حسن العتيبي على مباراتين ولم يجد فهد الشمري أي فرصة للمشاركة. وفي موسم 2013-2014 نجح فايز السبيعي المنضم حديثا لصفوف الفريق الأزرق حينها في المشاركة الأكثر من زملائه حراس مرمى الفريق, وهو نفس الموسم الذي شهد انضمام حسين شيعان بنظام الإعارة قادما من فريق الشباب في منتصف الموسم, حيث حل شيعان ثالثا خلفا للسبيعي والسديري من حيث عدد دقائق المشاركة وفقا لموقع إحصائيات رابطة دوري المحترفين السعودي, وذات الموسم شهد تواجد الحارس محمد الواكد وفهد الشمري في قائمة الفريق دون أي مشاركة لهم. وفي موسم 2014-2015 أعلن الهلال تعاقده مع حارس فريق التعاون فهد الثنيان بحثا عن تدعيم خط حراسته في ظل تذبذب مستويات اللاعبين في هذا المركز, حيث عاد عبد الله السديري للبروز من جديد والذود عن شباك فريقه بعدد دقائق أكثر عن بقية زملائه حراس المرمى, وحل ثانيا خالد شراحيلي فيما شارك المنضم حديثا فهد الثنيان في مباراتين فقط وظل الحارس فايز السبيعي دون مشاركة في أي مباراة على صعيد الدوري. أما في الموسم قبل الماضي فقد تمكن خالد شراحيلي من الذود عن شباك فريقه الأزرق بصورة أكبر حيث شارك في 1800 دقيقة كواحد من أكثر لاعبي فريقه مشاركة, يليه فهد الثنيان بعدد دقائق بلغ 360 دقيقة ثم عبد الله السديري بمباراتين فقط حيث تراجعت أسهم السديري كثيرا في ظل تدني مستواه قبل أن يودع الهلال, وشهدت قائمة الفريق في الموسم قبل الماضي تواجد الحارس الشاب محمد الواكد بعد خوضه لتجربة احترافية مع فريق الشعلة. وفي الموسم الماضي أتم الهلال تعاقده مع عبد الله المعيوف بعد خروجه من فريق الأهلي, حيث قدم المعيوف مستوى مميزا ونجح في التواجد كلاعب أساسي في قائمة فريقه الأزرق طيلة مباريات دوري المحترفين السعودي, رغم أن قائمة الفريق الهلالي شهدت تواجد كل من فهد الثنيان ومحمد الواكد ومروان الحيدري. وعقب هذه المعاناة الزرقاء التي امتدت طويلا، سيكون فريق الهلال وجد ضالته في التعاقد مع الدولي العماني علي الحبسي الذي سيكون مرشحا للتواجد كلاعب أساسي طيلة فترة حضوره مع الفريق الأزرق التي تمتد بحسب العقد المبرم بين الطرفين إلى ثلاثة مواسم. علي الحبسي من مواليد 30 ديسمبر (كانون الأول) 1981 في ولاية المضيبي في الجزء الشرقي من سلطنة عمان, بدأ حياته بعيدا عن كرة القدم ولكنه عاد إليها سريعا ليصنع تاريخا كبيرا فيها, حيث كان يعمل كرجل إطفاء في السلطنة العمانية قبل أن يترك عمله ويتجه للعب في صفوف نادي ولايته المضيبي وهو أحد أندية الدرجة الثانية ونجح في إبراز نفسه لينتقل إلى صفوف فريق النصر العماني ومعه قدم نفسه بصورة أفضل عن السابق ونجح في حصد الإنجازات. بدأت رحلة الحبسي نحو الاحتراف الخارجي مبكرا ولكنه اصطدم بعدم قدرته على اللعب في إنجلترا رغم العرض الذي وصله من نادي بولتون الإنجليزي بعد خوضه لتجربة احترافية ناجحة بحسب توصية فنية من مدربه الأسبق في عمان جون بوريدج, إلا أن تصنيف المنتخب العماني المتراجع في الفيفا لم يكن يؤهل الحبسي للاحتراف في إنجلترا بحسب أنظمة ولوائح الاتحاد الإنجليزي. وإصرار الحبسي على الاحتراف الخارجي كان كبيرا جدا ولم يكن عجزه عن التواجد في إنجلترا نهاية لطموحه, بل وجد مخرجا لذلك وهو الاتجاه للاحتراف الخارجي في أحد الدول الأوروبية لثلاث سنوات ثم بعد ذلك يمكنه العودة لإنجلترا, لذلك قرر الرحيل صوب فريق لين النرويجي وهناك كانت معاناته كبيرة لصغر سنه ثم لاختلاف الأجواء الباردة عليه ولكن رغبته فاقت كل شيء لتمضي السنوات ويجد نفسه مرتديا شعار بولتون الإنجليزي. وفي بداية مشواره في إنجلترا لم يكن الحبسي لافتا للأنظار لعدم قدرته على التواجد كلاعب أساسي هناك حيث لم تمنح له الفرصة كثيرا, وظل حبيسا لمقاعد البدلاء دون ضجر حتى حانت إليه الفرصة بالانتقال نحو صفوف ويغان أتلتيك على سبيل الإعارة في صيف العام 2010 وهي اللحظة التي وصفها الحبسي بنقطة التحول في حياته الرياضية. وتمكن الحبسي في صفوف ويغان بتقديم مستويات لافتة للأنظار ونجح في تسجيل نفسه كأول لاعب خليجي يقود فريقا أوروبيا نحو نهائي كبير وعريق كبطولة كأس الاتحاد الإنجليزي, ليواصل في صفوفه لموسمين رغم حضوره كلاعب مُعار لمدة موسم حينها لتعويض غياب الحارس كريس كيركلاند المصاب. وانضم الحبسي إلى صفوف نادي ريدينج الإنجليزي بعد تجربته مع ويغان التي كانت لافتة في بدايتها وتحدثت حينها الصحافة الإنجليزية عن مفاوضات بينه وبين نادي مانشستر سيتي, قبل أن يواصل مشواره ثم ينتقل إلى ريدينج الذي مثله طيلة الفترة الماضية ونجح بتقديم نفسه بصورة مميزة حتى توج لاعب الشهر كأول لاعب خليجي. وبعد تجربة لموسمين في صفوف نادي ريدينج الإنجليزي, قرر الحبسي الرحيل نحو محطة ثانية بعد فشل ناديه ريدينج في اقتناص بطاقة التأهل للعب في البريميرليج, لكن السماح للأندية السعودية بالتعاقد مع حارس محترف قادت الحبسي للانتقال إلى صفوف فريق الهلال رغم وجود مفاوضات بينه وبين عدد من الأندية الإنجليزية بحسب ما يتردد في وسائل الإعلام. والحبسي الحارس الذي كان معجبا بمهارات ومستويات الدنماركي الشهير بيتر شمايكل والألماني أوليفر كان, نجح في تقديم نفسه كمحترف خليجي بصورة مثالية في أعرق الملاعب العالمية, وبعد انتقاله للهلال باتت الجماهير الزرقاء تعلق عليه آمال كبيرة في قيادة فريقها نحو بطولة دوري أبطال آسيا وهو اللقب الذي عاند الفريق السعودي لسنوات رغم تحقيقه سابقا لأكثر من مرة.

مشاركة :