في وقت رحّب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بقصف الطيران السوري مواقع قرب الحدود بين البلدين، أعلنت قيادات أمنية عراقية تطهير بعض المناطق من سيطرة المسلحين بما في ذلك ناحية المنصورية، شرق مدينة بعقوبة التابعة لمحافظة ديالى، كما نفّذت قوات خاصة عملية إنزال جوي في جامعة تكريت وسط أنباء عن السيطرة عليها. وقال عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية المقرب من الحكومة النائب عباس البياتي إن «الطائرات السورية نفّذت عمليات في داخل الأراضي السورية على المنافذ الحدودية مع العراق ولا دخل لنا بها». وأضاف لـ «الحياة» انه «ليس من صلاحية الحكومة العراقية منعها لأنها نُفّذت ضمن السيادة السورية على أراضيها». وكانت ناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية قد قالت إن التدخل السوري ليس هو الحل للتهديد الذي يواجهه العراق. وأشار البياتي إلى «طلعات جوية (أخرى) نُفّذت من داخل الأراضي العراقية لطائرات عراقية كانت تقوم بعمليات يومية من دون مشاركة الطائرات السورية». وأكد «استعادة السيطرة على منفذي الوليد وطريبيل الحدوديين مع الجانبين السوري والأردني». وأقر بـ «استمرار العمليات العسكرية في المناطق المسيطر عليها من قبل المسلحين وبأن هناك قصفاً متواصلاً على أطراف الموصل». وأشار إلى أن الأيام القليلة المقبلة «ستشهد عمليات واسعة لتطهير مدينة تكريت». وكان رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، أكد في تصريحات إلى محطة «بي بي سي» أن سورية نفّذت غارات جوية ضد مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) بالقرب من الحدود العراقية الأسبوع الماضي، لكنه قال إن الضربات وجّهت «الى نقطة على الجانب السوري من الحدود». وأضاف المالكي أن «بغداد رحّبت بمثل هذه الهجمات ضد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام حتى وإن لم تكن بطلب من الجانب العراقي». وجاء ذلك في وقت قامت قوة كوماندوس عراقية بعملية إنزال جوي في جامعة تكريت. وقالت قناة «العراقية» الرسمية في خبر عاجل إن «قيادة العمليات الخاصة نفذت هجوماً بانزال جوي على جامعة تكريت بمحافظة صلاح الدين تمكنت خلاله من قتل عشرات الإهابيين الموجودين هناك ومصادرة اسلحتهم». وقال محافظ صلاح الدين أحمد عبدالله الجبوري في تصريح إلى وكالة فرانس برس إن «قوات من النخبة فرضت سيطرتها على جامعة تكريت (160 كلم شمال بغداد) بعد اقتحامها بعملية انزال اعقبتها اشتباكات قتل خلالها عدد كبير من المسلحين». إلا أن مصادر في تكريت قالت لـ «الحياة» إن «الانزال كان لانقاذ طاقم طائرة مروحية عراقية تمكن المسلحون من اسقاطها داخل الحرم الجامعي». وأضافت أن «المسلحين يسيطرون على محافظة صلاح الدين ما عدا أقضية سامراء وبلد والدجيل جنوب تكريت فيما يسيطر المسلحون على المناطق الشمالية». وأشارت إلى «تعرض مناطق تمركز المسلحين إلى قصف يومي فضلاً عن تعرض بعض المنازل إلى قصف جوي». كما تحدثت عن «عملية نزوح كبيرة منذ بداية الازمة من تكريت بسبب ما تعانيه المدينة من نقص حاد في الماء والكهرباء والوقود». وأكدت المصادر وجود «صراع بين الفصائل المسلحة المتواجدة في المدينة وان هناك خشية لدى الأهالي من تنامي هذا الصراع وانعكاساته السلبية عليهم». من جهة أخرى، كشف مصدر محلي في ديالى أن قوات من الجيش والشرطة صدت هجوماً لمسلحي «داعش» على ناحية المنصورية 45 كلم شمال شرقي بعقوبة. وقال المصدر الذي طلب عدم كشف اسمه إن «المسلحين استطاعوا الاستيلاء على موقع لسرية من الجيش العراقي في أطراف المنصورية بعد اشتباكات عنيفة مع قوات أمنية خلّفت عدداً من القتلى والجرحى في صفوف الطرفين». وأضاف أن «تعزيزات عسكرية وقوات خاصة من الشرطة وصلت إلى الناحية لحمايتها من هجمات المسلحين». أما قائد شرطة ديالى اللواء الركن جميل الشمري فقد أعلن، في بيان، «تطهير ناحية المنصورية شرق بعقوبة بالكامل بعد قتل 20 من مسلحي «داعش» وحرق ثماني مركبات تابعة لهم في القضاء فضلاً عن الاستيلاء على أربع عربات وضبط 20 عبوة ناسفة و10 قنابر هاون وكميات كبيرة من الاسلحة والاعتدة». وقال الشمري إن «ما يسمى بداعش لا يمتلك امكانات السيطرة ومواجهة العشائر والجيش»، نافياً أنباء عن سيطرة التنظيم على مزيد من المناطق في ديالى. وكان مسؤول أمني طلب عدم ذكر اسمه أبلغ «الحياة» أن «قوات الجيش قصفت بالمدافع مناطق في المنصورية، على خلفية تقدم مسلحي داعش إلى مركز الناحية، بعد سيطرتهم على قرى المشروع والشوهاني وكرد علي والعبور والبيتر والعرابضة والمجاريين»، مشيراً إلى وقوع «اشتباكات عنيفة بعد وصول تعزيزات قتالية إلى الناحية». العراقداعشالمالكي
مشاركة :