سلط موقع هافنجتون بوست الأميركي الضوء على تداعيات الأزمة الخليجية، وكشف الموقع عن بعض تفاصيل تصدي الإدارة الأميركية لمحاولة النظام المصري طرد قطر من التحالف الدولي المناهض لتنظيم الدولة. وأشار تقرير الموقع إلى أن مسؤولاً أميركياً أخبر أن مجموعة العمل رفضت المطلب المصري، ونقلت عنه قوله: «إن الإرهاب مشكلة عالمية تتطلب رداً عالمياً، وعلينا جميعاً أن نعمل معاً لحلها». وأضاف التقرير أن هذه المواقف تشرح كيف أن نهج إدارة ترمب في الشرق الأوسط يتصادم مع السياسات الأميركية المختارة بعناية والموجودة في المنطقة منذ سنوات، وخاصة فيما يتعلق بهزيمة تنظيم الدولة. ولفت التقرير إلى أن خطة هزيمة تنظيم الدولة تمت صياغتها تحت حكم إدارة الرئيس السابق أوباما، لكن حملة ترمب ظلت تنتقدها، ولكن ترمب في النهاية تبنى الخطة التي نجحت بشكل كبير في الإطاحة بالمسلحين من الأراضي التي وقعت تحت سيطرتهم في سوريا والعراق. يشير التقرير إلى أن ترمب لعب دوراً رئيسياً في إثارة النزاع بين قطر والدول المحاصرة بقيادة السعودية والإمارات عقب قمة إقليمية في الرياض، شعرت بعدها دول الحصار أن ترمب يرحب بخطوة معاقبة قطر، بسبب ما تتبناه من سياسة مستقلة وغيرها من المواقف مثل تمويل الجزيرة. ولاحظ التقرير أن ترمب قد أعطى إشارة في بداية الأزمة أنه إلى جانب السعوديين والإماراتيين، لكنه التزم الصمت بعدما لاقى معارضة من وزيري دفاعه وخارجيته، اللذين أدركا طبيعة وخطورة الموقف، وإمكانية تأثير الأزمة على عمليات أميركا العسكرية في الشرق الأوسط المنطلقة من قاعدة أميركية في قطر. وألمح التقرير إلى أن دول الحصار تعاند مساعي الحل الأميركية، فرغم نجاح وزير الخارجية ريكس تيلرسون في توقيع اتفاق مع الدوحة للتعاون بشأن الإرهاب، بدى المحاصرون غير راضين وقالوا إن الاتفاق ليس كافياً. وأكد روبرت مالي -المسؤول السابق في إدارة أوباما والذي شارك في تنسيق الجهود ضد تنظيم الدولة- أن دول الحصار ستكون حذرة في التعامل مع الأزمة الخليجية، وعدم التصعيد، مخافة أن تتهم بتعطيل جهود مكافحة تنظيم الدولة. يقول هافنجتون بوست، إن إضافة أزمة جديدة إلى أزمات المنطقة المشتعلة أصلاً، تصعب على إدارة ترمب التركيز على القضايا المهمة، مثل تحالف مناهضة تنظيم الدولة، بل إن هذه الأزمة ستشتت جهود رئيس أميركا، والذي كان يتوقع مزيداً من المساعدة.;
مشاركة :