تحسر المواطن مصلح الهذلي على مآل نحيل الشوارع وهو يحمل حبات من الرطب قطفها من حديقة عامة بمكة المكرمة متسائلا هل من اقتصاد متخصص يستثمر نخيل الحدائق والميادين العامة في المناطق والمحافظات كأن تقوم عليها صناعات أو تتولى شركة متخصصة جني التمور وتعليبها وتوزيعها. الهذلي ببساطة المواطن الغيور تحول إلى عين ترصد واقع نخيل الشوارع فيما يحتفظ في جهاز جواله بألبوم صور لنخيل مثمر يتساقط واقفا بلا عناية ليتجفف وتتلفه عوامل التلوث البيئي. المشهد العام لحدائق مدن المملكة يكشف بروز أعداد هائلة من أشجار النخيل وهي تجود بأغصان تتدلى بالتمر وتتساقط وهي واقفة على الأرصفة مما يعرض الشوارع لمزيد من النفايات ويرفع العبء على عمال النظافة. ويرى مراقبون أن تطرح أمانات وبلديات المدن وضع نخيل الشوارع والحدائق للدراسة والاستثمار ومعرفة عما إذا كانت هناك فرص استثمارية لتغليفه وبيعه والاستفادة من مخلفات النخيل. وذكر الدكتور حمزة الغلمان من قسم الهندسة الميكانيكية في كلية الهندسة والعمارة الإسلامية في جامعة أم القرى في بحثه «الاستفادة من مخلفات النخيل في المملكة في تطوير الصناعات الخشبية غير التقليدية» إلى أن التجارب أكدت أن جريد النخيل يمتاز بصفات وخصائص فيزيائية وحرارية وميكانيكية عالية، حيث تم طرح اقتراح بالاستفادة من جريد النخيل للحصول على مورد أخشاب خام محلي بعد تخفيفها ومعالجتها بطرق التجفيف المختلفة، وأفادت الدراسة العملية الحالية لجريد النخيل المحلي المجفف أن الأخشاب الناتجة تمتاز بصفات ميكانيكية عالية ممثلة في مقاومة الكبس القصوى التي تعادل 3 - 4 كيلو نيوتن/متر مربع ولوحظ الفرق الكبير في التكلفة بين هذا النوع من الأخشاب مع مثيله الذي يتم استيراده من الخارج.