سفيرنا لدى اليونان: الحوار السبيل الوحيد لحل الأزمة الخليجية

  • 7/18/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قال سعادة السيد عبد العزيز علي النعمة، سفير دولة قطر لدى جمهورية اليونان، إن دولة قطر واجهت ولا تزال تواجه حملة إعلامية شرسة ذات دوافع سياسية تستهدف الدولة وسيادتها، وتقود هذه الحملة أطراف تسعى إلى الإساءة إلى دولة قطر وتحاول شيطنتها عبر ممارسة ضغوطات عليها لإحباط وتشتيت جهودها في دعم الأمن والاستقرار على الصعيدين الدولي والإقليمي.وأضاف سعادته في حوار مع صحيفة كاثيميريني اليونانية، أن «دولة قطر لا تزال تصر على أن السبيل الوحيد لحل الأزمة - التي لا ذنب لها في افتعالها - هو الحوار البعيد عن لغة الأوامر والإملاءات، وهي لا تزال تنتظر عودة أشقائها إلى طاولة الحوار»، موضحاً أن الحملة الإعلامية، التي استهدفت دولة قطر، كانت معدة سابقاً وفق خطة وزعت فيها الأدوار بين عدة جهات تشمل أطرافاً خليجية وأخرى عربية. وقال سعادته إن الحملة انطلقت بعد قمة الرياض العربية والإسلامية، التي شارك فيها الرئيس الأميركي دونالد ترمب بتاريخ 21 مايو 2017، حيث تضمن خطاب الرئيس الأميركي إشارة إلى أهمية دور قطر كشريك استراتيجي هام في مكافحة الإرهاب، الأمر الذي يؤكد بطلان ادعاءات هذه الجهات التي تواصل افتراءاتها لربط قطر بالإرهاب. وأضاف: «ما يثير الاستغراب أن الحملة جاءت كذلك بعد اجتماع بين حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في جدة بتاريخ 1 مايو 2017، وعقب اجتماع وزاري لدول مجلس التعاون الخليجي بتاريخ 17 مايو 2017، ثم تلا ذلك قمة الرياض بتاريخ 21 مايو 2017، وفي كل الاجتماعات واللقاءات المذكورة لم تبلغ دول الحصار دولة قطر بشأن أية خلافات ثنائية يجب حلها». ونوه سعادة السفير إلى أن زعم أطراف الحملة أن دولة قطر تتعاون مع طهران على حساب المصالح الخليجية لا أساس له من الصحة، حيث أن الدوحة استدعت سفيرها لدى إيران بعد إحراق السفارة السعودية في طهران ولم تتم إعادته حتى اليوم. إطار بروتوكولي وأضاف: «الاتصال الهاتفي الذي تتناوله الحملة بين سمو أمير البلاد المفدى والرئيس الإيراني حسن روحاني بتاريخ 27 مايو 2017، يأتي في إطار البروتوكول السنوي للأمير بالتهنئة بحلول شهر رمضان المبارك، كما يندرج في إطار سياسات دول مجلس التعاون الخليجي لدعم الحوار مع طهران». وأوضح سعادة السفير أن الادعاءات والأكاذيب التي نشرت بشأن زيارة سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وزير الخارجية لدولة العراق بتاريخ 22 مايو 2017، ولقائه بالجنرال قاسم سليماني، لا أساس لها من الصحة، فالزيارة جاءت لتوجيه دعوة لرئيس الوزراء العراقي لزيارة دولة قطر، وفي إطار تسوية قضية الأسرى القطريين الذين كانوا مختطفين في العراق. وقال: «المؤسف أن ما تلا تلك الحملة الإعلامية والافتراءات الواضحة كان حصاراً برياً وجوياً لدولة قطر، فضلاً عن قطع العلاقات الدبلوماسية بشكل لا يحدث بين دول ذات مستوى عادي من العلاقات الدبلوماسية، فكيف والحال بين دول شقيقة يجمعها مجلس تعاون والكثير من الروابط». وعبر سعادة السفير عن أسف دولة قطر، كون الدول الشقيقة الثلاث لم تجد في هذه المرحلة الخطيرة قضية أكثر أهمية ومصيرية لشعوبها من التعرض لدولة قطر ومحاولة إلحاق الأذى بها. وبين السفير النعمة أن لا أحد يستطيع أن يتجاهل دور الولايات المتحدة الأميركية في عالمنا المعاصر كونها القوى العظمى، مشيراً إلى سعي الإدارة الأميركية، بقيادة الرئيس دونالد ترمب منذ بداية الأزمة الخليجية، إلى حث الأطراف المختلفة على الجلوس للحوار، وبذلت ومازالت تبذل جهوداً مقدرة دعماً للوساطة الكويتية ومساعي صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة لحل الأزمة. مكافحة الإرهاب وقال: «إن من أدل العلامات على اهتمام الإدارة الأميركية المباشر بإنهاء أزمة الخليج، الاتفاقية التي وقعت مؤخراً بين دولة قطر والولايات المتحدة الأميركية بشأن مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه، وهي تأتي في إطار التعاون الثنائي المستمر بين البلدين الصديقين، ونتيجة للعمل المشترك وتبادل الخبرات والمعلومات، كما أنها تعكس العمل الجاد والمناقشات المكثفة التي تمت من أجل تعزيز نتائج مؤتمر الرياض». وأوضح سعادة السفير أن دولة قطر، التي طالما اتهمت بتمويل الإرهاب، أصبحت الآن أول دولة توقع مع الولايات المتحدة الأميركية اتفاقية تهدف إلى مكافحة الإرهاب وتمويله، ونأمل أن تكون مذكرة التفاهم التي وقعناها، نموذجا يحتذى، من قبل دول مجلس التعاون الخليجي مع الولايات المتحدة الأميركية، لتوحيد جهود مكافحة الإرهاب. وبين سعادة السفير أن دولة قطر تستند في موقفها إلى القوانين والمواثيق الدولية، كما أن موقفها أولاً وأخيراً إنساني وأخلاقي، وهي -مع تمسكها بعلاقاتها مع أشقائها وجيرانها- لا يمكن أن تفرط في سيادتها ولا يمكن أن تسمح لأي طرف بالتدخل في شؤونها الداخلية . وحول تطلع دولة قطر إلى قيام اليونان بتزويد سكان قطر بمنتجاتها، قال سعادة السفير إن العلاقات التجارية بين اليونان وقطر قائمة منذ فترة، وهي في تطور نوعي وكمي، كما أن الجالية اليونانية في قطر تسهم في نهضة البلد في أكثر من مجال، ونتطلع إلى زيادة المعاملات التجارية بين البلدين وتطويرها، بحيث يصبح البلدان شريكين تجاريين، إضافة إلى كونهما بلدين صديقين.;

مشاركة :