وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى الرد عليها ومحاولة طمأنة الإسرائيليين بأن موسكو وواشنطن تضعان في الاعتبار المصالح الإسرائيلية في اتفاقات وقف إطلاق النار في سوريا. وتدرك موسكو أنه لا يمكن القفز على هواجس إسرائيل لأن ذلك قد يعني نسف الاتفاق، وبالتالي هي حريصة كل الحرص على طمأنتها. وربما ستضطر موسكو إلى مطالبة حليفتها طهران بالكف عن التصريحات الاستفزازية بأنها غير ملزمة بالاتفاق، خاصة وأن الحفاظ عليه يشكل نقطة بداية يمكن البناء عليها بالنسبة لباقي المناطق المشتعلة في سوريا. المخاوف من اتفاق وقف إطلاق النار لا تنحصر فقط في الجانب الإسرائيلي بل تشمل حتى المعارضة السورية التي بدت لها تفاصيل هذا الاتفاق غامضة. واحتضنت العاصمة الأردنية عمان اجتماعا بين قادة فصائل الجبهة الجنوبية ومسؤولين عسكريين أميركيين للتباحث حول الاتفاق. وذكرت أوساط مطلعة أن المسؤولين، وعلى رأسهم مبعوث الولايات المتحدة الخاص لسوريا مايكل راتني، سعوا لتبديد مخاوف الفصائل. وكانت تسريبات تحدثت عن توجه لتسليم النظام السوري إدارة الحدود مع الأردن ومعبر نصيب، وهذا لو تم بالتأكيد سيعني سحب أهم ورقة الآن بيد المعارضة السورية. كما أبدت الفصائل قلقها من أن يكون اتفاق الجنوب مقدمة لتقسيم سوريا، وهذا يشكل خطا أحمر بالنسبة لها. وأكد الرائد أبوأسامة الجولاني قائد جبهة ثوار سوريا وهي أحد أبرز مكونات الجبهة الجنوبية لـ“العرب” أن المسؤولين الأميركيين لم يطلبوا منهم تسليم معبر نصيب الحدودي. وأوضح أن الاجتماعات التي عقدت في الأردن ركزت على تفاصيل وقف إطلاق النار. ونقلت صحيفة “الغد” الأردنية في وقت سابق عن مصادر وصفتها بالـ”موثوقة” القول إن الأميركيين يحاولون إقناع المعارضة بأن الاتفاق ليس خطوة باتجاه تقسيم سوريا، وإنما هو “محاولة لإنقاذ الأرواح، وخلق مناخ أكثر إيجابية لعملية سياسية برعاية أممية”. كما أشارت المصادر إلى أن الاجتماع بحث أيضا من سيدير مناطق المعارضة والشرطة التي ستعمل فيها، بالإضافة إلى العلم الذي سيرفع على معبر نصيب جابر بين سوريا والأردن، وإمكانية نقل قوات من فصائل المعارضة إلى معسكر الشدادي، الذي يعكف “التحالف” على بنائه في منطقة الشدادي بريف الحسكة القريب من دير الزور للمشاركة في معركة تحرير هذه المحافظة. ويرى مراقبون أن هناك تقسيم أدوار بين واشنطن وموسكو، ففيما تتولى الأولى طمأنة فصائل المعارضة السورية التي تحت إشرافها، توكل مهمة نزع الهواجس الإسرائيلية إلى روسيا باعتبارها المعنية بها بالدرجة الأولى.
مشاركة :