زوجات مقاتلي التنظيم: "حياة داعش ليست كما اعتقدنا"

  • 7/18/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

حياة داعش كالسراب يحسبها الظمآن ماء إنهن نساء وشابات اخترن العيش إلى جانب ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية على أمل تأسيس حياة جديدة في كنف الوعود والشعارات التي أطلقها التنظيم المتطرف والتي تبخرت فيما بعد لتحول حياتهن إلى جحيم بدل النعيم الذي كنّ يحلمن به. معظم النساء والشابات صدمن عندما عرفن حقيقة التنظيم، فالحياة التي وجدنها لم تكن تلك الحياة التي صورت لهن، فمع التنظيم المتطرف اكتشفن الخراب والقتل والموت. كما أنّ تنظيم الدولة الإسلامية لا يتسببُ بقتلِ الآخرين فحسب وإنما ايضا يدمرُ حياةَ الأشخاصِ والعائلات الذينَ انضموا إلى صفوفه، وهو ما ترويه سعيدة ومي والأخريات… الحقيقة المرة التي اكتشفتها زوجات مقاتلي التنظيم المتطرف دفعت بالعديد منهن إلى التسلل من الرقة والهروب الى تركيا، لكن قوات سوريا الديمقراطية ألقت القبض عليهن وعلى الأطفال الذين كانوا معهن، ووضعتهم في غرف صغيرة في مخيم للنازحين في منطقة عين عيسى. سعيدة فرنسية من أصول مغاربية، جاءت من مدينة مونبيلييه جنوب فرنسا، كانت تحلم بالبحر وحمامات الشمس على ضفاف المتوسط، ولكنها صدمت عندما رأت الحقيقة. سعيدة التي تزوجت بمقاتل لقي حتفه في إحدى المعارك أكدت أنّ جحيم الرقة يقتصر على “جهاد النكاح“، وأنّها لم تكن تحلم بهذه الحياة وهي التي تعودت على الحرية والتجول بسيارتها في كلّ مكان. سعيدة روت أنّها ترغب في العودة إلى الوراء لتجد حياتها السابقة بعيدا عن حياة يسودها “الزواج ثم الطلاق ثمّ الزواج فالترمل…، “إنها ليست الحياة التي كنت احلم بها“، تضيف سعيدة التي تتمنى العودة إلى فرنسا والعيش إلى جانب أسرتها. البغدادي خدعنا جميعا أما مي التي كانت تعمل كأستاذة لغة إنجليزية في مدينة حمص فقد فرت من مدينتها نحو تركيا على أمل الابتعاد عن الحرب والموت ولمنها وجدت نفسها في مدينة الرقة. مي فقدت زوجها خلال الأحداث في سوريا، فقررت بداية حياة جديدة مع أبنائها. وفي الرقة تعرفت مي على بلال، وهو فرنسي من أصول مغربية انضم إلى تنظيم الدولة الإسلامية، لكنه سرعان ما اكتشف حقيقة التنظيم، فحاول الفرار مع زوجته من خلال دفع 6000 دولار إلى أحد المهربين، وقد القت عليه قوات سوريا الديمقراطية القبض وهو يقبع حاليا في أحد سجونها. معظم زوجات مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية أكدن أنّ وضع المرأة في الرقة يقتصر على الجنس، فإيمان التونسية الجنسية وزوجة مقاتل في التنظيم أكدت أيضا انها خدعت بالدعاية المغرضة، وأنها ارتكبت خطأ كبيرا عندما تركت بلدها وتوجهت إلى سوريا. معظم النساء اللاتي قررن الفرار يعشن بمفردهن في المخيم بعد أن قتل أزواجهن في المعارك أو ألقي عليهم القبض أو فضلوا البقاء في الرقة لمواصلة القتال. بالنسبة لنور الهدى، اللبنانية الجنسية، والمتزوجة من مقاتل تونسي فهي لا تفكر إلا في شيء واحد وهو العودة إلى لبنان وسط أهلها واصدقائها. جنسيات مختلفة تقبع في المخيم وفي المخيم سيدات من فرنسا وبريطانيا وهولندا وبلجيكا ومن تركيا والعراق والأردن وتونس وحتى من جمهوريات القوقاز وإندونيسيا على غرار الشقيقات الإندونيسيات نور ورحمة وفينا اللاتي تحملن مشقة السفر والتنقل إلى الرقة ودفعن مبالغ مالية كبيرة على أمل الاستفادة من الرعاية الصحية والتعليم مجانيا وهي الوعود التي أطلقها التنظيم المتطرف. فالشقيقات الثلاث أكدن أنّ الزواج لم يكن على سلم أولوياتهن وكنّ يرغبن في علاج شقيقتهن رحمة المصابة بداء السرطان وإكمال تعليم فينا التي تدرس الإلكترونيات وعلم البرمجة. الشقيقات الثلاث أكدن أنّهن لم يضعن الجنس في الحسبان حيث تفاجأت نور من يومياتها في الرقة بقولها: “لم أكن أحلم بهذا… يطلبون منك الزواج صباحا وينتظرون الإجابة في المساء، ما هذا؟“، تتساءل نور. وهناك أيضا من النساء من جاءت من داغستان والشيشان وهن عالقات الآن في مخيم النازحين بمنطقة عين عيسى أيضا، معظم النساء وصلن إلى الرقة عبر تركيا، ولم تتردد إدارة المخيم بتزويدهن باحتياجاتهن اليومية لكن مشكلتهن الأساسية هي مع النازحين السوريين في المخيم الذين حاولوا الهجوم عليهن ومعاقبتهن حيث يتهم أهالي الرقة في المخيم تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف وزوجات مقاتلي التنظيم بأنهم السبب وراء تشريدهم ومقتل مئات المدنيين ودمار مدينتهم. زوجات مقاتلي التنظيم يشعرن بالندم بعد انضمامهن إلى المتطرفين، وعندما بدأت عملية تحرير الرقة شعرن بالخطر فلجأن إلى مهربين من أجل الفرار إلى تركيا، لكن المهربين سلموهم إلى قوات سوريا الديمقراطية وانتهى بهم الأمر إلى الإقامة في مخيم عين عيسى شمال الرقة. ولم تُوّجه إليهن تهمة، فهن في منطقة لا قانون لها، وقد يُحاسبن على أنهن متعاطفات مع التنظيم حتى تتمكن السلطات من معرفة الإجراءات المتبعة معهن.

مشاركة :