ظلت المملكة مستهدفة أمنيًا منذ عهد التكوين، حيث كان قدرها الدائم التصدي لمحاولات الغلاة والمتطرفين ودعاة الفتن والإرهاب اختراق قلاعنا الأمنية والنيل من مكتسباتنا الوطنية. لكن هذا الوطن الأمين ظل بحمد الله وتوفيقه يحقق النصر تلو النصر في معارك صيانة التراب والحفاظ على المقدسات والمكتسبات والمنجزات ليصبح بشهادة خبراء الأمن في العالم واحة أمن واستقرار في المنطقة، حتى بعد اشتداد موجة الإرهاب التي تلت هجمات11 سبتمبر الإرهابية وضربت بسلاح الغدر والتطرف والإرهاب غالبية دول العالم، وحتى في خضم الأحداث الراهنة التي تشن فيها "داعش" هجمة إرهابية مسعورة تحاول من خلالها زعزعة استقرار المنطقة بأسرها، وحيث أثبتت الإستراتيجية الأمنية السعودية الشاملة - التي تعتمد على الضربات الاستباقية وإيلاء الأمن الفكري عناية وأهمية خاصة - فاعليتها بشهادة العالم كله، إلى جانب ما تتمتع به أجهزتنا الأمنية من جاهزية وحرفية واستعداد، مما جعل هذا الوطن الذي اختصه الله عز وجل بنعم لا تعد ولا تحصى يأتي في مقدمتها نعمة الإسلام ونعمة الأمن والاستقرار والرخاء وخدمة الحرمين الشريفين والحجاج والزوار والمعتمرين على مدار العام والسهر على راحتهم وأمنهم حتى يعودوا إلى بلادهم ترافقهم السلامة، مما جعله وطنًا أمينًا مكينًا تسود ه أجواء الهدوء والاستقرار في ظل العقيدة السمحة التي ظلت نبراسًا في المسيرة السعودية المباركة، وأيضًا في ظل وحدة وطنية راسخة أضحت مضربًا للأمثال، وعلاقة وثيقة بين القيادة والمواطن أساسها المحبة والثقة والشراكة الوطنية في المسؤولية والولاء لتراب الوطن والعمل معًا من أجل أن تظل راية التوحيد عالية خفاقة ويظل تراب الوطن موحدًا ومصانًا بإذن الله. لذا فإن أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- أمس الأول -عقب اجتماع مجلس الأمن الوطني برئاسته لبحث تطور الأوضاع في المنطقة- باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية مكتسبات الوطن وأراضيه، وأمن واستقرار الشعب السعودي، هذا الأمر السامي يؤكد على حرصه -رعاه الله- على حماية الوطن ومكتسباته على كافة الأصعدة، ويؤكد أيضًا على أن بلادنا بعون الله قوية بعقيدتها ووحدتها الوطنية، وبجاهزية رجال الأمن ويقظة المواطنين، وإنها ستظل واحة أمن واستقرار ورخاء في المنطقة مهما زاد حقد الحاقدين والحاسدين وأنصار الفتن ودعاة الإرهاب من أعداء الملة والدين.
مشاركة :