لطيفة بطي: بيني وبين الحكايات الشعبية قصة غرام

  • 7/18/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

ليلاس سويدان | أقيمت في «منصة الفن المعاصر» محاضرة للكاتبة لطيفة بطي بعنوان «كيف يمكن توظيف التراث الشعبي الكويتي في أدب الأطفال». قدمها وأدارها الروائي ابراهيم فرغلي الذي قال إن بطي من الكاتبات اللواتي يحملن في دواخلهن طفلا أو طفلة بكل ما يعنيه ذلك من البراءة والنقاء، لذلك أسعده شخصيا أن تحصل على جائزة الشيخ زايد في أدب الطفل عن قصتها «بلا قبعة»، وأضاف إلى أن صاحبة مشروع بكيفية استخدام التراث الشعبي في الكتابة للطفل، وايضا في تنقيح التراث من العناصر التي تتعارض مع القيم التربوية أو الايجابية التي قد تؤثر سلبا في وعي الأطفال. لطيفة بطي تحدثت بداية في محاضرتها عن علاقتها بالحكاية الشعبية وقالت: بيني وبينها قصة غرام معتقة تمتد منذ زمن الطفولة البعيدة. كان لدينا راوية شعبي هو احد اقاربي روى لنا الكثير من الحكايات التي ما زلت اختزنها في ذاكرتي مثل «نبعة أخت السبعة»، «نصف الظفر» وغيرها الكثير، وكنت دائما ما أقارن تلك الحكايات في فكري بالحكايات العالمية التي نقرأها في سلسلة «الليدي بيرد» و «المكتبة الخضراء». في المرحلة التالية أحببت أن أشرك الاطفال معي في عالم الحكايات الباذخ المفرط في الخيال الساحر، فرحت في المدارس أروي لهم وأروي، ومن مخالطة الأطفال تعلمت ألا أروي بعض الحكايات كما سمعتها، أو كما توثقت في ذاكرتي. كان علي ان أبني وأرمم وأتخلص من بعض السذاجة والبساطة أو عدم المنطقية في ترتيب الأحداث أوالعنف المفرط، أردت أن أقدم لهم حكايات صافية رائقة تشحنهم بقيم الخير والجمال والمحبة، وأردت للحكايات أن تدوم معنا وتبقى تتنفس ونضيف عليها ونجدد، أن تكون صالحة لكل جيل يأتي بعدنا فيضيف إليها ما يناسب وقته وزمنه. شخصيات خرافية ثم شرحت كيفية توظيف الحكاية الشعبية في أدب الطفل أو كيفية اشتغالها عليها في قصصها: أعدت كتابة العشرات من حكايات التراث الشعبي الكويتي واستلهمت حكايات من حكايات شعبية مثل «بنت الريش» و «لعيبة الصبر». عالم التراث الشعبي ملهم وغني ولم أعد اكتفي بالحكايات فولجت عالم الشخصيات الخرافية في التراث استلهمت منها حكايات، لم تعد تلك الشخصيات مخيفة بل تم استغلال صفاتها المخيفة في جوانب مفيدة «الطنطل» المخيف بطوله العجيب، صار ذلك الطول مناسبا لحارس مرمى في كرة القدم، «السلعوة» التي تفترس البشر، ومن ناحية أخرى من يرضع من ثديها الحليب تعامله كابن لها، فصارت بتلك الميزة صاحبة مدرسة تحب الأطفال، تعاملهم بحنان وتعطيهم دروسا في التعامل الحصيف بعضهم مع بعض. «حمارة القايلة»، المخيفة بأرجلها التي تشبه الحمار صارت هدافة الفريق، «سحيلة ام الخلاجين»، صارت صاحبة دار أزياء نالت جوائز عالمية في التصميم والخياطة. تطوير الحكايات ردت الكاتبة على الرأي الذي يقول إن الحكايات الشعبية لم تعد تناسب طفل اليوم، وحكت عن توظيفها للأمثال الشعبية أيضا في قصص الأطفال التي تكتبها، بقولها: .. والآن أستلهم حكاياتي من عالم الأمثال الشعبية «هذا سيفوه وهذي خلاجينه»، صار سيفوه طفلا يمرح بثياب العيد الجديدة ويرفض استبدالها حتى ضاق الفريج ،بكل مكوناته، ذرعا بسيفوه وسلوكه غير المقبول. يقولون لم تعد الحكايات الشعبية تناسب طفل اليوم وهذا غير صحيح لا يزال الطفل يعشق «علي بابا» و «السندباد» و «علاء الدين» و «الشاطر حسن» و «سندريلا» و «سنو وايت» وغيرها. علينا ألا نبخس حكاياتنا حقها فهي تضاهي، إن لم تكن أجمل، الكثير من الحكايات العالمية. الاشتغال على الحكاية الشعبية بعناية وحرص واهتمام يجعلها في مصاف الحكايات الجديدة المقدمة للطفل ويمكن تطويرها وتطويعها لإرضاء شغف الطفولة. كتاب وكاتبات وفي معرض إجابتها عن تساؤلات الحضور، اعتبرت لطيفة البطي أن المرأة الكاتبة تكتب بشكل أفضل للأطفال من الرجال بحكم تعاملها مع الأطفال وقربها منهم، إضافة إلى أن مساحة الخيال لديها أكثر ثراء، لذلك نجد أن كاتبات الأطفال أكثر عددا من الكتاب. وتحدثت عن خصائص الكتابة لكل مرحلة عمرية للأطفال ورأيها  من خلال خبرتها في كيفية وضع نهايات قصص الأطفال، التي يرى البعض أنها يجب ألا تكون سعيدة بل أكثر واقعية، وإمكانية أن تكون مفتوحة تحفز خيال الطفل. وتحدثت عن سبب استلهامها للقصص الشعبية بشخصياتها الخرافية التي تمثل شغفا لديها، وأرادت أن يتعرف عليها الأطفال وأن يتصلوا بتراثهم وحكايته التي عرفها آباؤهم وأمهاتهم، وأشارت إلى المعوقات التي واجهتها لنشر هذه القصص، وقالت أن  العديد من دور النشر رفض نشرها إلى أن وجدت الدعم من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.

مشاركة :