مضادات الحموضة الشائعة... خطر الوفاة!

  • 7/19/2017
  • 00:00
  • 732
  • 0
  • 0
news-picture

أشارت دراسة جديدة إلى وجود رابط بين زيادة خطر الوفاة واستعمال مضادات الحموضة الشائعة والمعروفة باسم مثبطات مضخة البروتون. تُباع هذه الأدوية تحت أسماء مثل بريلوزيك ونيكسيوم وبروتونيكس وزيغيريد وأسيفيكس وديكسيلانت، فضلاً عن نسخ عامة مثل الأومبرازول واللانزوبرازول والبانتوبرازول. في الأصل لم يكن شراء هذه الأدوية أمراً ممكناً بلا وصفة طبية، لكن تُباع أعداد متزايدة اليوم بلا وصفة. حلّلت الدراسة الأدوية التي تحتاج إلى وصفة طبية دون سواها. أشارت دراسات سابقة إلى وجود رابط بين استعمال مثبطات مضخة البروتون فترة طويلة وزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب وكسور عظام متنوعة ومشاكل صحية أخرى. لكن يصل تحليل جديد إلى حد الربط بين هذه الأدوية وبين ارتفاع معدلات الوفاة. برز رابط بين استعمال مثبطات مضخة البروتون فترة طويلة وبين زيادة خطر الوفاة بنسبة 25% مقارنةً بمن يأخذون حاصرات مستقبلات الهيستامين 2، فئة أخرى من مضادات الحموضة، تُباع تحت أسماء مثل بيبسيد وتاغاميت وزانتاك، فضلاً عن أسماء عامة مثل فاموتيدين وسيمتيدين ورانيتيدين. في التقرير الجديد، حلّل الباحثون ملايين السجلات الطبية التي تعود إلى محاربين قدامى في الجيش وتمتد على ست سنوات تقريباً. نُشرت النتائج أخيراً في مجلة «بي إم جي أوبن» وتولى د. زياد العلي من قسم النظام الصحي في وزارة شؤون المحاربين القدامى الأميركية في «سانت لويس» الإشراف على الدراسة. تعالج مضادات الحموضة بعض الأمراض المؤلمة كالجزر المعدي المريئي وحرقة المعدة والقرحة الهضمية. ويجب أن يصف الأطباء مثبطات مضخة البروتون عند وجود مبرر واضح بشرط أن يمتدّ العلاج على مدة كافية كي يعطي منافع تفوق المخاطر. ولكن ارتبطت زيادة حالات الوفاة المتعلقة بمثبطات مضخة البروتون بمدة الاستعمال. أعلن بعض شركات تصنيع مثبطات مضخة البروتون أن منتجاته فاعلة وآمنة عند استعمال النسخ التي لا تحتاج إلى وصفة طبية خلال الفترة الموصى بها، أي ما يساوي نحو أسبوعين. لكن لم تتطرق تلك الجهات إلى المرضى الذين يأخذون مثبطات مضخة البروتون التي تتطلب وصفة طبية فترات أطول وبجرعات إضافية. لإجراء التحليل الأساسي في الدراسة الجديدة، حُللت سجلات 349312 مريضاً وتلقى 275977 شخصاً من بينهم وصفة بأخذ مثبطات مضخة البروتون بينما تلقى 73335 شخصاً منهم وصفة بأخذ حاصرات مستقبلات الهيستامين 2. من بين هاتين المجموعتين، سجّل المرضى الذين أخذوا مثبطات مضخة البروتون زيادة في معدل الوفاة بنسبة 25%. مقارنتان ثانويتان جرت مقارنتان ثانويتان أيضاً. لاحظت المقارنة الأولى زيادة في معدلات الوفاة بنسبة 15% بين مستخدمي مثبطات مضخة البروتون مقارنةً بمن لم يأخذوا تلك المثبطات بل تلقوا نوعاً آخر من حاصرات الحموضة (يختلف عن حاصرات مضادات الهيستامين 2). وحُلّلت سجلات تعود إلى 3288092 مريضاً لإجراء تلك المقارنة. في مقارنة ثانوية أخرى، كان معدل الوفاة أعلى بنسبة 23% بين مستخدمي مثبطات مضخة البروتون مقارنةً بالأشخاص الذين لم يستعملوا أي مضادات حموضة. حُلّل وضع 2887070 مريضاً لإجراء ذلك التحليل. كانت مقارنات الدراسة مبنية على المراقبة لذا لا يمكن اعتبار الاستنتاجات جازمة بقدر تلك التي تتوصل إليها التجارب العيادية العشوائية التي تستعمل أثر الدواء الوهمي. تتعلق مشكلة أخرى بواقع أن المرضى «كانوا في معظمهم محاربين أميركيين قدامى بيضاً وأكبر سناً» بحسب المسؤولين عن التقرير، لذا ربما لا تنطبق النتائج على عامة الناس بشكل مباشر. لم تحصل الدراسة أيضاً على معلومات حول أسباب وفاة المرضى المستهدفين. لكن تتماشى النتائج المنشورة حديثاً مع دراسات سابقة أثبتت أن استعمال مثبطات مضخة البروتون بدل حاصرات مستقبلات الهيستامين 2 فترة طويلة يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض متعددة، من بينها أمراض الكلى والخرف والعدوى التي تنقلها جرثومة المطثية العسيرة المقاوِمة للمضادات الحيوية. المثبطات تعمل مثبطات مضخة البروتون وفق آلية تختلف عن حاصرات مستقبلات الهيستامين 2، ما يشرح التفاعلات المختلفة بينهما. تمنع مثبطات مضخة البروتون خلايا المعدة التي تُسمّى الخلايا الجدارية من إطلاق ذرات الهيدروجين المشحونة إيجاباً، أو البروتونات، في المعدة، ما يعوق إنتاج حمض المعدة المعروف كيماوياً بحمض الهيدروكلوريك. بدورها، توقف حاصرات مستقبلات الهيستامين 2 عمل الهيستامين، ما يؤدي إلى تحفيز الخلايا الجدارية على إنتاج حمض الهيدروكلوريك. تكون هذه الطريقة غير المباشرة أقل فاعلية من مثبطات مضخة البروتون لكنها كافية بالنسبة إلى عدد كبير من المرضى. لاحظت دراسة منشورة في مجلة «جاما» لعلم الأعصاب في السنة الماضية زيادة خطر الخرف بنسبة 44% لدى الأشخاص الذين يستعملون مثبطات مضخة البروتون. كذلك تسبب حالات من النقص الغذائي لأن الحمض ضروري لإطلاق المغذيات الأساسية كالفيتامين B12. ولما كانت أحماض المعدة تقضي على الجراثيم المَرَضية، فبرز رابط أيضاً بين استعمالها وبين زيادة معدلات التسمم الغذائي. اكتشفت دراسة أجراها باحثون من جامعة «ستانفورد» في عام 2015 أن استعمال مثبطات مضخة البروتون، وليس حاصرات مستقبلات الهيستامين 2، يرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بنوبات قلبية. برز أيضاً أحد أغرب الآثار الجانبية المحتملة حين لوحظ أن مثبطات مضخة البروتون تسبب هلوسات بصرية لدى بعض المرضى المصابين بالتنكس البقعي الرطب.

مشاركة :