كراكاس (أ ف ب) - اكدت الحكومة الفنزويلية الثلاثاء مضيها في انتخاب جمعية تأسيسية في 30 تموز/يوليو رغم تهديد الرئيس الاميركي دونالد ترامب باتخاذ "اجراءات اقتصادية شديدة" ضد كراكاس علما أن واشنطن هي اكبر مستورد للنفط الفنزويلي. ياتي تصاعد التوتر بعد يومين من تنظيم المعارضة استشارة شعبية غير ملزمة لرفض مشروع الجمعية التأسيسية شارك فيها 7,6 من 19 مليون ناخب فنزويلي. وكان ترامب قال في بيان الثلاثاء "ان الولايات المتحدة لن تبقى مكتوفة الايدي في حين تنهار فنزويلا. اذا فرض نظام مادورو جمعيته التأسيسية في 30 تموز/يوليو فان الولايات المتحدة ستتبنى اجراءات اقتصادية شديدة وسريعة" دون ان يفصل الاجراءات. ووصف ترامب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بانه "قائد سيء يحلم بأن يصبح دكتاتورا" داعيا الى "تنظيم انتخابات عادلة وحرة" مؤكدا ان واشنطن "تقف الى جانب شعب فنزويلا في سعيه الى اعادة بلاده الى درب ديمقراطية كاملة ومزدهرة". ولم يتأخر رد فعل كراكاس على واشنطن وقال وزير خارجية فنزويلا صامويل مونكادا "لاشيء ولا أحد يمكنه وقفه (مشروع) الجمعية التأسيسية مستمر". واضاف "اليوم شعب فنزويلا حر ويرد بصوت واحد على التهديد الوقح لامبراطورية كارهة للأجانب وعنصرية"، في إشارة إلى الولايات المتحدة. -"الخيارات كافة على الطاولة"- وفنزويلا الدولة النفطية في اميركا الجنوبية التي كانت أغنى دول المنطقة، تشهد حاليا ازمة اقتصادية حادة بسبب تراجع اسعار النفط. وتصدر فنزويلا 800 الف برميل يوميا الى الولايات المتحدة من انتاج اجمالي يفوق قليلا 1,9 مليون برميل يوميا، بحسب شركة بي دي في اس ايه العامة. من جهة اخرى دعت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فديركا موغيريني الاثنين الحكومة الى "مبادرات سياسية" من اجل "خفض التوتر" على غرار تعليق انتخاب الجمعية التأسيسية. وردا على سؤال بشأن احتمال فرض عقوبات اوروبية على فنزويلا، قالت موغيريني ان "الخيارات كافة على الطاولة". ووصف الرئيس نيكولاس مادورو موغيريني بانها "وقحة". وقال ماريانو دي البا الخبير في العلاقات الدولية "ان الضغط الدولي وحده لن يكون حاسما لكن يمكن ان يسهل حلحلة الازمة" حيث ان الجمعية التأسيسية ستكون لها "كلفة بالنسبة للمصالح الاقتصادية والسياسية للحكومة" وتقلص من هامش المناورة لديها. واضاف "يمكن ان تقنع تهديدات المجتمع الدولي على الاقل بعض المجموعات التي تدعم النظام بانه من الافضل البحث عن مخرج تفاوضي". - اضراب عام وكانت المعارضة دعت اثر الاستشارة الشعبية، الى اضراب عام لمدة 24 ساعة الخميس في محاولة لافشال مشروع الحكومة. وتسيطر المعارضة على البرلمان وينوي نواب المعارضة، في اطار "الحملة" على رئيس الدولة، ان يعينوا الجمعة قضاة جددا في المحكمة العليا التي تتهمها المعارضة بدعم الرئيس نيكولاس مادورو. كما ستوقع اطراف تحالف المعارضة الاربعاء اتفاقا لتشكيل "حكومة وحدة وطنية" لاحقا. من جهة اخرى قال المعارض فريدي غيفارا ان المعارضة على استعداد للحوار شرط ان تتخلى الحكومة عن انتخاب اعضاء الجمعية التاسيسية ال 545 في 30 تموز/يوليو. وتؤكد السلطات ان الجمعية التاسيسية ستجلب السلم والاستقرار الاقتصادي للبلاد لكن المعارضة ترى ان غايتها الالتفاف على البرلمان وارساء "دكتاتورية".ماريا ايزابيل سانشيز © 2017 AFP
مشاركة :