أعلن رئيس ديوان الخدمة المدنية، أحمد الجسار، أن مجلس الخدمة المدنية أصدر قراراً بإلغاء كل حالات الإعفاء من البصمة كإثبات للحضور والانصراف، في المواعيد المحددة للموظفين في الجهات الحكومية، على أن يدخل هذا القرار حيز التنفيذ اعتباراً من الأول من شهر أكتوبر المقبل. متيقن كبقية المواطنين أنه لن يطبق، ولو أنه قرار صائب، عندما شاع وذاع خبر تطبيق البصمة الوراثية ثارت ثائرة القاصي والداني، وخرج من يفقه بالقانون ومدعي الفهامية (بوالعريف)، وشنوا هجوماً على معالي وزير الداخلية آنذاك الشيخ محمد الخالد الصباح، ومعظم من كان حامل راية عدم المباركة بقرارة نفسه، أو أن هناك رائحة نتنة من المزورين، الذين سينكشفون، وبالفعل جمّد القرار، وسيطبق بأضيق الحدود للمتطاولين على القانون، وقد يكون يحد من ظاهرة التسيب. حديث الساعة اليوم هو عن تطبيق وإثبات الحضور للعاملين في الجهات الحكومية بالبصمة للحضور والانصراف في الساعات المحددة من ديوان الخدمة المدنية. وهذا قرار مزعج جدا، وسبب صداعاً وخلخلة وعدم توازن ﻷسباب لا حصر لها، فإن الجميع يعلم بأن غالبية المناصب الإشرافية حضورهم بالمزاج، وفترة الضحاوي والانصراف بعد صلاة الظهر. فإن التلويح بالقرار هو أمر يجعل من يدعي الخبرة ذات العقود الثلاثية الاتجاه إلى التقاعد، وهو أمر حسن كونه يوفر درجات جديدة لتعيين حديثي التخرج، ويلزم من يحضر بجسده أن يحضر بذهنه وعمله شبيه الدؤوب.. ولكن أشك بأن يطبق. المضحك في الأمر أن الغالبية، إن لم يكن جميع النقابات العمالية، تطالب بعدم التطبيق لهذا القرار الصائب، وكأنهم يطالبون بالإشرافيين، ومن تجاوزت خدمته خمسة وعشرين عاما، أن يضرب عرض الحائط بهذا القرار ولا يلتزم بالحضور. وأقول للإشرافيين وأصحاب الخبرات الطويلة، ومن صدح وبح صوته بالمطالبة بعدم التطبيق، هو أن إثبات الحضور والانصراف بساعات العمل المحددة من ديوان الخدمة المدنية هو أمر قانوني وصائب + ضرورة الإنجاز في العمل، وهي سلطة قانونية نافذة. والإعفاء من بصمة الحضور هو سلطة تقديرية وليس غير ذلك، والأحرى أن يصدح الصوت بالإنجاز وتبسيط إجراءات العمل، أو الإيفاد لدبي وسلطنة عمان لتعلم كيفية الانضباط في العمل، بدءا من اللبس الرسمي للمواطنة، ومن ثم الإنجاز وليس كسر القانون. فما حدا مما بدا من المطالبات؟ ولماذا من يستلم المنصب القيادي الرفيع ينضبط بالحضور ويقاضي الوزير إن لم يتم التجديد له؟ عبدالله علي القبندي abdullah_q76@hotmail.com
مشاركة :