بيروت: سوسن الأبطح ما أصاب «مهرجانات بعلبك» هذه السنة، أقرب إلى اللعنة منه إلى سوء الطالع. فبعد كل التعقيدات التي واجهت اللجنة، ونقل مكان العروض من قلعة بعلبك في البقاع إلى بيروت بسبب سوء الأوضاع الأمنية، وإلغاء الحفلتين الأولى والثانية لأسباب قاهرة، وكذلك اللغط الذي أثير حول الحفلة الأخيرة – أي عرض «بزل» الراقص - ها هو الحفل الثالث الذي كان يفترض أن يكون افتتاحيا مع ماريان فيثفول يوم السبت المقبل، ألغي بدوره لظروف خارجة عن إرادة المنظمين. وهكذا لم يتبق من أصل ست حفلات أعلن عنها لهذا الموسم، إلا ثلاثا. وقد وقع خبر سقوط أسطورة الروك ماريان فيثفول على ظهرها، - التي كان يفترض أن تحيي الحفل الافتتاحي - وإصابتها بكسر في العمود الفقري، كالصاعقة على المنظمين. ووزعت اللجنة بيانا مقتضبا يوم أمس لإعلام الجمهور أنه «على أثر كسر أصاب عمودها الفقري اضطرت المغنية Marianne Faithfullإلى إلغاء حفلتها في La Magnanerie في البوشرية بتاريخ 17 أغسطس (آب) 2013». وبهذه المناسبة غير السعيدة وجهت الفنانة خطابا مؤثرا بخط اليد إلى معجبيها اللبنانيين وإلى مهرجانات بعلبك تعبر فيه عن أسفها العميق وتعتذر فيه عن عدم تمكنها من تقديم حفلتها في لبنان في التاريخ المحدد. وقالت فيثفول في رسالتها إلى جمهورها: «أتمنى فور شفائي الذي آمله سريعا، أن آتي لأغني لكم في هذا البلد الجميل الذي اكتشفته من خلال الكتب وما قيل لي إنه أحد أجمل بلاد العالم. إني أتوق كثيرا لأن أتعرف عليه وأن التقي بكم». وأعلنت لجنة المهرجانات أنه يمكن للجمهور استرداد أثمان البطاقات المباعة من مراكز «فرجن ميغستور» حتى نهاية الشهر الحالي أو استبدالها ببطاقات لحفلات أخرى. وقالت المسؤولة الإعلامية للمهرجان زينه صفير لـ«الشرق الوسط» يوم أمس: «علمنا بالخبر بعد ظهر يوم الثلاثاء، ولم نصدق. فقد استكملنا كل الاستعدادات للافتتاح، كما وزعت البطاقات، وتم إعلام القوى الأمنية التي كان يفترض أن ترافق الفنانة، والآن دخلنا في مهمة الإلغاء وإعادة ثمن البطاقات، وإعلام المدعوين. علما بأن فيثفول كانت في أشد الشوق لتأتي إلى لبنان، وهي أصرت رغم الكسر الذي أصابها، خلال التمرينات، على الحضور، مهما كانت ظروفها الصحية، لكن طبيبها حذرها من مغبة المجازفة». وجدير بالذكر أن «مهرجانات بعلبك» تم نقلها هذه السنة بعد الكثير من التردد والأخذ والرد إلى منطقة البوشرية في بيروت، لأن الصواريخ السورية، وصلت إلى مقربة من القلعة التاريخية التي تحتضن المهرجان. وكانت الضربة الأولى قد جاءت للمهرجان بعد اعتذار المغنية الأميركية رنيه فلمنغ التي كان من المفترض أن تفتتح المهرجانات في الثلاثين من يوليو الفائت. أما الضربة الثانية، فهي قرار عاصي الحلاني إلغاء عرضه الذي كان يفترض أن يقدم التاسع من أغسطس الحالي، بعد علمه بنقل مكان الحفلات من القلعة إلى مشغل قديم وتاريخي للحرير. وهكذا تأجل افتتاح المهرجان للمرة الثانية بسبب قرار عاصي الحلاني، وانتظر الجميع وصول فيثفول، لبدء أم المهرجانات في لبنان، التي صادفتها ظروف قاهرة بالفعل، لكن المنظمين أصروا على تقديمها، مهما بلغت الصعوبات، فإذا بالمغنية الإنجليزية تعتذر هي الأخرى. وكأنما كل هذا لم يكن كافيا، فقد اعترضت الكنيسة الأرثوذكسية على مشهد من عرض راقص ستقدمه مهرجانات بعلبك في الثلاثين من الشهر الحالي، في حفلها الختامي، يحمل عنوان «بزل». العمل لمصمم الرقص العالمي، لعربي الشرقاوي، وقد اعتبرت الكنيسة مرور ترنيمة بيزنطية في العرض أمر غير مقبول وخلط بين الديني والدنيوي، ولا تزال المفاوضات قائمة بين الكنيسة ولجنة المهرجانات التي باتت تعمل على أكثر من جبهة، لإنقاذ موسم صعب، لم يسبق لها أن واجهت مثيلا له. وفي حال لم تحدث أي مفاجآت جديدة، فإن مهرجانات بعلبك ستفتتح إذن، في الثالث والعشرين من الحالي مع موسيقى الجاز والعازفة والملحنة ايليان إلياس، وفي 24 و25 حفلان لمارسيل خليفة، ويوم 30 من الشهر نفسه عرض «بزل» الذي لا يزال بين أخذ ورد.
مشاركة :