مصر تطارد الإخوان.. والجماعة تلجأ إلى «سيناريو الفوضى»

  • 8/15/2013
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة: سوسن أبو حسين ووليد عبد الرحمن نفذت السلطات المصرية تحذيراتها التي لوحت بها أول من أمس، وفضت أمس بالقوة اعتصام مؤيدي جماعة الإخوان المسلمين بميداني رابعة العدوية والنهضة، وسط نشوب اشتباكات بين الطرفين وسقوط قتلى وجرحى. وأصدر مجلس الوزراء المصري بيانا أكد فيه أن الإجراءات كانت حتمية لمواجهة التخريب، وشدد على الالتزام بضمان حق التعبير السلمي طالما كان ذلك في إطار الحفاظ على سلامة وأمن المجتمع. وتفجر الوضع الميداني في القاهرة والمحافظات أمس، مع تجدد الاشتباكات بين أنصار الجماعة التي ينتمي إليها الرئيس المعزول محمد مرسي، وقوات الشرطة، وقالت مصادر طبية رسمية أمس إن الاشتباكات أسفرت حتى الآن عن سقوط 95 قتيلا وإصابة 874. ورد أنصار الرئيس المعزول بحرق عدد من الكنائس في المحافظات واقتحام عدد من أقسام الشرطة وأشعلوا فيها النيران، وقاموا بتهريب المتهمين المحتجزين على ذمة قضايا، احتجاجًا على فض قوات الأمن اعتصامي «رابعة العدوية» «النهضة». وتقدمت قوات الشرطة العسكرية في ميدان رابعة العدوية (شرق القاهرة) في ساعة مبكرة من صباح أمس، وحاصرت المتظاهرين، وأزالت خيام المعتصمين المنصوبة منذ شهرين، وواصلت عناصر الشرطة ضغطها ودفعت جزءا من المتظاهرين لترك الميدان في اتجاه طريق النصر، وألقت القبض على عدد منهم. وقال شهود عيان إن المتظاهرين وقعوا في حصار بين قوات الأمن ومجهولين في لباس مدني منعوا المتظاهرين من استخدام الشوارع الجانبية للفرار من سحب الغاز المسيل للدموع، فيما سمع دوي إطلاق نار من دون معرفة مصدره. ونجحت قوات الشرطة المدعومة بالبلدوزرات واللوادر في إزالة الحواجز والكتل الحجرية والخرسانية التي نصبها المعتصمون في طريق النصر مع السماح بممر آمن لخروج النساء والأطفال ومن هم غير مطلوبين للنيابة العامة. كما تحصن عدد من قيادات الإخوان داخل المستشفى الميداني برابعة العدوية، وبادروا باطلاق الرصاص والخرطوش باتجاه قوات الأمن التي ردت بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع. وألقت الشرطة القبض على العشرات من المعتصمين من أنصار الإخوان وبحوزتهم أسلحة بيضاء وخرطوش. وروى شهود عيان في محيط رابعة العدوية، أن المعتصمين من الإخوان أحرقوا عشرات السيارات للمواطنين والشرطة للحيلولة دون وصول آليات قوات الأمن إلى الميدان، وأفرطوا في استخدام أسلحة الخرطوش والمولوتوف (الزجاجات الحارقة) بشكل هستيري مما أصاب سكان المنطقة بالفزع والرعب. وقال شهود العيان، إن هناك جنسيات عربية بين المعتصمين تظهر بوضوح شاركت المعتصمين المسلحين في عمليات مواجهة القوات وبث الذعر بين الناس. وأعلن جهاد الحداد، المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين، مقتل ابنة القيادي الإخواني محمد البلتاجي متأثرة بإصابتها أثناء فض قوات الأمن لاعتصام أنصار الرئيس المعزول بـ«رابعة». في السياق ذاته، قال شهود عيان إن سكان محيط ميدان النهضة (غرب القاهرة)، استيقظوا أمس على مكبرات صوت تدعو معتصمي النهضة إلى الخروج الآمن وتخصيص موقعين لمن يريد الخروج، في حين جرت محاصرة جميع مداخل اعتصام النهضة لإحكام السيطرة عليه، كما حلقت المروحيات بكثافة، وشهد المكان حالة من الكر والفر واعتقال من يحمل السلاح أو قام بتخزينه في حديقة الأورمان القريبة من الاعتصام وكذلك الموجودة في الخيام. كما اقتحمت قوات الأمن حديقتي الحيوان والأورمان بعد أن قام عدد من المعتصمين بالاختباء داخلها ونجحت قوات الأمن في إلقاء القبض على العشرات منهم، وخلال ثلاث ساعات تمكنت الأجهزة من فض اعتصام النهضة؛ والذي جرى بقرار من النيابة العامة وبحضور منظمات تابعة لحقوق الإنسان ووسائل الإعلام، كما عثر على توابيت (نعوش) مكتظة بالأسلحة الآلية والخرطوش والذخيرة. وكانت شوارع مصر قد خلت تقريبا من المواطنين، حيث التزم الجميع منازلهم تحسبا لحالات المواجهة بين قوات الأمن ومعتصمي رابعة والنهضة. وأعلنت وزارة الصحة عن ارتفاع عدد المصابين في أحداث أمس إلى 220 مصابا ومقتل 21، فيما قالت مصادر طبية غير رسمية إن مئات القتلى سقطوا في الأحداث وأصيب الآلاف على الأقل، بينما قالت مصادر أمنية، إن 6 ضباط قتلوا وأصيب 66 مجندا، كما قام مسلحون بذبح مأمور مركز شرطة كرداسة بمحافظة الجيزة. وقام مؤيدو الرئيس المعزول باقتحام عدة أقسام شرطة، منها قسم شرطة البساتين وحلوان بمحافظة القاهرة، ثم قسم الوراق وشرطة أطفيح وكرداسة والحوامدية والعياط بالجيزة، وبالتزامن معها في عدد من المحافظات الأخرى، قسم العامرية بالإسكندرية، وشرطة مركز أبو كبير بالشرقية، وقسم طامية بالفيوم، والواسطى، وبندر بني سويف، وإشعال النيران فيها لتهريب المساجين بغرض إعادة إنتاج الانفلات الأمني في الشوارع مرة أخرى وسرقة سيارات الشرطة والاعتداء على أفرادها وخطفهم لنشر الفوضى وأعمال السرقة والنهب والقتل في كل مكان وفى وقت واحد لإسقاط الدولة، عن طريق إسقاط جهاز الشرطة ثم الاحتكاك بالقوات المسلحة. وكشف مصدر عسكري عن رصد المخابرات لاتصال بين الدكتور محمد بديع، مرشد الإخوان الهارب، وأعضاء في الجماعة يطالبهم بإعلان النفير والقيام بحرق الأقسام وتنفيذ مخططهم لحرق مصر. وأعلنت وزارة الداخلية أن المتابعات الأمنية رصدت صدور تعليمات من قيادات جماعة الأخوان المسلمين إلى كوادرها بالمحافظات بمهاجمة أقسام ومراكز الشرطة. وأوضحت وزارة الداخلية في بيان لها أمس، أن هذا المخطط بدأ تنفيذه بمحافظات القاهرة وبني سويف والمنيا وأسيوط، مشيرا إلى أن قوات الأمن تقوم بالتصدي لتلك المحاولات لإحباطها. وحذرت الوزارة من الاقتراب من أي منشأة شرطية أو حكومية، مشيرة إلى أنه سيتم التعامل مع تلك المحاولات بكل حسم وحزم وفى إطار القانون. وعززت قوات الأمن من حضورها في محيط مناطق سجون طره والتي يقبع فيه رموز قيادات جماعة الإخوان المسلمين، وعلى رأسهم المهندس خيرت الشاطر النائب الأول للمرشد والدكتور سعد الكتاتنى رئيس حزب الحرية والعدالة والدكتور رشاد بيومى نائب المرشد والدكتور حلمى الجزار أمين «الحرية والعدالة» بالجيزة وعصام سلطان وأبو العلا ماضى والشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، وذلك تخوفا من اقتحامها لتهريب المتهمين. كما عززت قوات الأمن من حضورها أمام باقي السجون لذات الأسباب. وتصدت قوات أمن الجيزة لعدد من أنصار الرئيس المعزول بعد محاولتهم اقتحام قسم شرطة الطالبية بشارع الهرم، وتصاعدت الاشتباكات بين جماعة الإخوان المسلمين، وقوات الأمن بنفق نصر الدين بشارع الهرم، الأمر الذي أسفر عن وقوع عدد من الضحايا جراء تبادل إطلاق النيران بين الطرفين. كما وقعت اشتباكات عنيفة أمام محكمة الجيزة، عندما حاول العشرات اقتحام قسم الترحيلات. وعززت قوات الأمن من حضورها بكثافة، وجرى غلق الطرق المؤدية لقسم مركز أبو النمرس بعد تحرك عشرات من مؤيدي مرسي باتجاه القسم في محاولة لاقتحامه، وسط إطلاق نار كثيف بينهم وبين قوات الأمن المتمركزة بأول نفق الهرم. وقامت قوات الشرطة باقتحام ميدان مصطفى محمود بحي المهندسين حيث يعتصم أنصار الرئيس المعزول وسط دوي إطلاق نار بكثافة. وقال شاهد عيان من المستشفى الميداني الموجود بمنطقة مصطفى محمود إن عدد القتلى وصل إلى 8 حالات، فيما سقط أكثر من 70 مصابا في الاشتباكات. وشهدت محافظات مصر أمس، اعتداءات متكررة من أنصار الرئيس المعزول على الكنائس والمنشآت الحكومية، ففي السويس تصاعدت ألسنة اللهب من مدرسة الآباء الفرنسيسكان للأقباط الكاثوليك وكنيسة الراعي الصالح. وفي العريش أحرق العشرات من أنصار الرئيس المعزول كنيسة ماري جرجس بالكامل. وفي أسيوط، قام عدد من أنصار جماعة الإخوان المسلمين باقتحام مكتبة دار الكتاب المقدس، إحدى المكتبات القبطية، كما قاموا بتحطيم بعض المحال التجارية والمطاعم الخاصة بالأقباط. وفي المنيا تم إحراق 5 كنائس، هي كنيسة العذراء بدير مواس والأمير توا ضروس والآباء اليسوعيين ومارى مينا والإنجيلية بعزبة جاد السيد، وشهدت المحافظة أعمال عنف وتخريب وحرق وهجوم من قبل أنصار الجماعة على أقسام ومراكز الشرطة والكنائس والمحالات التجارية حيث جرى إحراق محل للأدوات الرياضية عن كامله، بالإضافة إلى مدرسة الراهبات والقديس يوسف ومدرسة الأقباط. وفي سوهاج، تم الاعتداء على مطرانية الأقباط وإضرام النار بها، وكنيستي مار مينا ومار جرجس، وكنيسة السيدة العذراء بقرية النزلة التابعة لمركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم. ووصف الدكتور صفوت البياضى، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، المعتدين على الكنائس بالغباء والجهل والمرض، مشيرا إلى أنه أرسل رسالة إلى جميع الكنائس أمس، أكد فيها على عدم الرد على هذه الاعتداءات، أو الاشتباك مع أحد. وقال البياضى، إن هدف اعتداء الإخوان على الكنائس هو إحراج مصر دوليا، لأن حرق الكنائس يصل للعالم ويأتي بصدى كبير في الأوساط الخارجية، فضلا عن رغبة المعتدين في استفزاز المسيحيين وإيذاء مشاعرهم جراء حرق دور عبادتهم. لكن عددا من قيادات الإخوان المسلمين أكدوا في تصريحات لهم بأن الجماعة الإسلامية هي المسؤولة عن أحداث العنف في الشارع وهى التي تقوم باستخدام الأسلحة النارية ضد قوات الشرطة وحرق الكنائس وأقسام الشرطة، وأن الإخوان المسلمين يتظاهرون بسلمية للتعبير عن آرائهم ولا دخل لهم بهذا العنف. ويري مراقبون، أن جماعة الإخوان تحاول إعادة إنتاج سيناريو يوم 28 يناير (كانون الثاني) عام 2011 مرة أخرى، بالاعتداء على المنشآت الحيوية الحكومية ومحاصرة مقار المحافظات ومحاولة اقتحامها وإشعال النار فيها، كما حدث في مبنى محافظة الإسكندرية ومجلس محلي المحافظة ومحاصرة جامعة الإسكندرية وإشعال النار في مبنى محافظة البحيرة ومحاصرة مبنى محافظة أسوان وسرقة سيارات الشرطة الموجودة أمامه، وكذلك مبنى محافظة مطروح، بالإضافة إلى الاعتداء على محطات المترو كمحطة مترو حلوان ومحطة القطار بالإسكندرية. وأضاف المراقبون أن أنصار الإخوان انتشروا في مسيرات تجوب الشوارع وتم الاعتداء على المحلات الكبرى وسرقة محتوياتها، وأيضا قطع الطرق الرئيسة ومنع حركة المرور، كما حدث بكوبري أكتوبر وشارعي جامعة الدول العربية والبطل أحمد عبد العزيز بمنطقة المهندسين، وقطع شارع الهرم وميدان الرماية وطريق الكورنيش بالإسكندرية، واستخدموا الكتل الأسمنتية للأرصفة في منع السيارات من المرور وأيضا قطع الطرق الرئيسة في محافظة كفر الشيخ، وأيضا الاستيلاء على الميادين الرئيسة بالمحافظات، مثل ميدان مصطفى محمود بالمهندسين وميدان الدهار في الغردقة، وقاموا بإغلاق تلك الميادين ببناء حوائط حجرية، في مشهد متكرر لأحداث ثورة يناير. وشكل عدد من المواطنين لجانا شعبية على الشوارع لحماية سكانها، ودعوا إلى النزول لمساعدة قوات الجيش والشرطة، للتصدي لأنصار الرئيس المعزول، وضبطهم وتسليمهم للشرطة. من جهتها، أكدت وزارة الداخلية، أن رجال الشرطة المصرية يواجهون عددا من المجموعات الإرهابية المسلحة في عدد من المحافظات، ويتصدون بكل بسالة وإصرار لتلك المجموعات، التي تستهدف المنشآت الشرطية والحكومية والدينية بهدف إشاعة الفوضى بالبلاد.

مشاركة :