واصلت أسعار النفط ارتفاعها في الأسواق العالمية لليوم الثاني على التوالي أمس، وسط تلقيها دعماً من تنامي الطلب، خاصة من الأسواق الأسيوية، فضلاً عن استمرار التزام الدول الأعضاء بنسب التخفيضات المتفق عليها في اجتماع مايو/ أيار الماضي.وفي مؤشر على قوة الطلب، أظهرت بيانات أن شركات التكرير في الصين زادت استهلاك الخام في يونيو/ حزيران إلى ثاني أعلى مستوى على الإطلاق.سجلت العقود الآجلة لخام برنت 49.17 دولار للبرميل لترتفع 75 سنتاً عن آخر ثلاثة سنتات عن الإغلاق السابق لها، لتلامس بذلك ال 50 دولاراً للمرة الأولى منذ أسابيع، بينما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 67 سنتاً إلى 46.69 دولار للبرميل.ورغم الطفرة الأخيرة في الأسعار إلا أن أسواق النفط تعاني فائضاً في المعروض منذ 2014 ما نتج عنه انخفاض الأسعار بواقع 50 %.وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في تقرير، إنه من المتوقع أن يزيد إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة للشهر الثامن على التوالي ليرتفع 112 ألف برميل يومياً إلى 5.585 مليون برميل يومياً في أغسطس/ آب.وتأتي الزيادة وسط قلق في السوق من أن يقوض ارتفاع إنتاج النفط الصخري الجهود التي تبذلها منظمة أوبك لتقليص تخمة المعروض العالمي من الخام.وأكدت إدارة معلومات الطاقة في تقريرها الشهري عن أنشطة الحفر النفطي، أن مستوى إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة سيكون الأعلى من نوعه منذ بدء تسجيل البيانات في 2007.ومن المتوقع أيضاً أن يرتفع إنتاج الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة إلى مستوى قياسي قدره 52.9 مليار قدم مكعبة يومياً في أغسطس/ آب، بزيادة تتجاوز 0.8 مليار قدم مكعبة يومياً عن يونيو/ حزيران، وبما يمثل ارتفاعاً للشهر الثامن على التوالي أيضاً.وأكد رئيس المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا مصطفى صنع الله أنه سيقود وفداً ليبيّاً في اجتماع أوبك والمستقلين في سان بطرسبرج في الثاني والعشرين من الشهر الحالي؛ لعرض خطط الإنتاج في بلاده. وقال صنع الله في بيان أرسل لرويترز، إنه سيطلع اللجنة الفنية المشتركة التابعة للجنة الرقابة الوزارية المشتركة في روسيا «على العوامل التي تمكن، وكذلك التي تعيق استعادة إنتاج ليبيا».وتابع، «سوف أتشاور مع شخصيات مهمة من صانعي القرار في ليبيا قبل التوجه للاجتماع، وآمل أن أقدم موقفاً ليبيّاً موحداً في سان بطرسبرج يُظهر أننا نستطيع أن نعمل معاً من أجل المصلحة الوطنية».تضم اللجنة الفنية ستة أعضاء من أوبك ومن المستقلين، ومن المقرر أن تجتمع قبل الاجتماع الوزاري في المدينة الروسية في 24 يوليو/ تموز. ورفعت ليبيا ونيجيريا عضوا أوبك الإنتاج نظراً لاستثنائهما من اتفاق تخفيضات الإنتاج الذي تقوده أوبك مما يؤثر في الأسعار العالمية. وأثار ذلك حديثاً عن ضمهما للاتفاق، لكن محافظ الكويت لدى أوبك هيثم الغيص قال يوم الجمعة، إن من السابق لأوانه كبح الإنتاج الليبي والنيجيري. كان صنع الله طالب بوضع مشاكل ليبيا السياسية والإنسانية والاقتصادية في الاعتبار في أي مناقشات بشأن تقييد إنتاج البلد.ويزيد إنتاج ليبيا بقليل على مليون برميل يومياً، لكنه يظل أقل بكثير من مستوى 1.6 مليون برميل يومياً الذي كانت تنتجه قبل انتفاضة عام 2011. إلى ذلك قالت حكومة الإكوادور، إنها لا تفي بتعهدها في الاتفاق مع أوبك بخفض إنتاجها بواقع 26 ألف برميل يومياً بسبب المصاعب المالية التي تعانيها البلاد.وقال وزير النفط كارلوس بيريز، إن بلاده تلتزم بنحو 60 % من التخفيضات فقط، أي بواقع 16 ألف برميل يومياً، بدلاً من 26 ألف برميل يومياً بموجب اتفاق أوبك.وتقول الحكومة في الإكوادور، إن العجز المالي سيبلغ 7.5 % من الناتج المحلي الإجمالي، نتيجة لانخفاض أسعار النفط العالمية.(رويترز)
مشاركة :