لم ينجل غبار «داعش» عن الموصل بعد أكثر من مضي أسبوع على تحريرها من براثنه، ففيما اعتقل الأمن العراقي 250 إرهابياً ويلاحق آخرين مختبئين في الأنفاق، صدّ مقاتلون محليّون هجوماً للتنظيم جنوبي كركوك، في الأثناء دعت الأمم المتحدة العراق إلى وقف ما سمته الأعمال الانتقامية ضد عوائل المتهمين بالانتماء إلى «داعش». وأفادت مصادر أمنية عراقية أمس، بأنّ قوات الأمن اعتقلت 250 من «داعش» خلال الأيام القليلة الأخيرة من تحرير الموصل، مشيرة إلى أنّها لا تزال تلاحق آخرين مختبئين في الأنفاق تحت ركام المباني المدمرة. وأضافت المصادر أنّه ومع اقترب انتهاء المعركة، بدأ العشرات من عناصر التنظيم يسلمون أنفسهم بعد نفاد المؤن، وتمّ اعتقال أكثر من 250 من جنسيات مختلفة. على صعيد متصل، دعا ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيش، الحكومة العراقية إلى وقف ما أسماها «الأعمال الانتقامية» ضد عوائل المتهمين بالانتماء إلى داعش في الموصل. وطالب كوبيش، رئيس الوزراء حيدر العبادي، اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف الأعمال الانتقامية بحق عائلات مسلحي داعش والمقربين منهم، وبسط حكم القانون في المناطق المحررة، مشدّداً على أنّ الأولوية بعد طرد داعش يجب أن تكون المصالحة وإعادة الإعمار، وأنّ النصر العسكري وحده ليس ضماناً للاستقرار ما لم ترافقه إجراءات أخرى. في الأثناء، صرح زعيم قبلي عراقي بأن سرايا تحرير الحويجة صدت أمس هجوما شنه داعش جنوبي كركوك، ما أسفر عن مقتل ثلاثة من عناصر التنظيم. وقال حاتم العاصي العبيدي، إن سرايا التحرير صدت تعرضاً لداعش أمس استهدف منطقة قرب جبال حمرين. كما أعلن آمر فوج شرطة النفط العقيد خالد القيسي، أنّ قوة امنية صدت هجوماً لـ «داعش» على حقل عجيل النفطي. تهديد حذر المرصد العراقي لحقوق الإنسان من وقوع كارثة إنسانية قرب قضاء الشرقاط في مناطق تنحصر بين مخمور جنوب شرقي الموصل والحويجة، تهدد بموت 20 ألف مدني، بسبب حصار خانق يفرضه تنظيم داعش على المدنيين.