لم ينل الاحتلال من عزيمة الفلسطينيين بما فرض من إجراءات جديدة في «الأقصى»، إذ رفض المصلون وإدارة المسجد هذه الإجراءات، وعلى رأسها الدخول عبر البوابات الإلكترونية، وفيما حمّل رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله، إسرائيل المسؤولية الكاملة في المساس بالمسجد الأقصى، يعقد في باكو غداً وبعد غدٍ مؤتمر دولي بشأن القدس. وواصل الفلسطينيون لليوم الثالث على التوالي اعتراضهم على التدابير الأمنية الجديدة التي فرضها الاحتلال للدخول إلى المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة، بما في ذلك الاستعانة بكاميرات وأجهزة لكشف المعادن، مع معارضة الأوقاف الإسلامية لها. وأدى مئات من الفلسطينيين صلاة الظهر أمس وصلاة جنازة عند باب الأسباط في البلدة القديمة عند أحد مداخل المسجد الأقصى. وقال خطيب المسجد الأقصى عكرمة صبري إنّ المشكلة أنّ سلطات الاحتلال ركّبت البوابات دون موافقة الوقف الإسلامي، واعتبرنا ذلك تدخلاً في شؤون إدارة الوقف الإسلامي وأيضاً تضييقاً على المسلمين، مضيفاً: «هذا يتعارض مع حرية العبادة، وإسرائيل تدعي أنّها تدير الأقصى، وهذا مرفوض، الأقصى للمسلمين، وإدارته يجب أن تكون للمسلمين فقط». وأكّد المدير العام لأوقاف القدس عزام الخطيب، أمس، أمام مدخل آخر للمسجد الأقصى، أنّ موظفي الأوقاف الإسلامية المسؤولة عن الموقع ما زالوا يرفضون الدخول لأداء عملهم في المسجد، مع الإجراءات الأمنية للاحتلال، قائلاً: «لن ندخل من هذه البوابات المرفوضة إسلامياً ودينياً وأخلاقياً. هذا هو موقفنا، وسوف نبقى عليه حتى تُزال هذه البوابات». وأصيب شاب فلسطيني يبلغ من العمر 17 عاماً بجروح خطرة بالرصاص، إثر مواجهات اندلعت في حي سلوان الفلسطيني القريب من المسجد الأقصى، ونقل لتلقي العلاج في مستشفى فلسطيني في المدينة. رفض على صعيد متصل، حمّل رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله، الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن المساس بالمسجد الأقصى. وقال الحمد الله، أمس، في اجتماع حكومته الأسبوعي في رام الله: «نرفض كل هذه الإجراءات الخطيرة التي من شأنها منع حرية العبادة وإعاقة حركة المصلين، وفرض العقوبات الجماعية والفردية على أبناء شعبنا، وانتهاك حق الوصول إلى الأماكن المقدسة، والمساس بحق ممارسة الشعائر الدينية». ووفق الحمد الله، فإنّ الاحتلال ليس له أي سيادة قانونية على القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية. شرارة بدورها، طالبت أجنحة عسكرية لفصائل فلسطينية في قطاع غزة، أمس، إسرائيل بوقف إجراءاتها الأخيرة في المسجد الأقصى، مهددة بأنّ العدوان على المسجد سيكون شرارة تفجير في المنطقة. وقالت الأجنحة العسكرية، في بيان، خلال مؤتمر صحفي مشترك في غزة، إنّ «استمرار العدوان الإسرائيلي على المسجد الأقصى سيكون شرارة في تفجير الأوضاع في كل المنطقة»، متوعّدة بأنّه سيكون لها الكلمة القوية العليا حال استمرار مخطط الاحتلال الإجرامي العنصري بحق المسجد الأقصى ومحاولة تهويده، ولن يتم السماح للاحتلال بالاستمرار في التغول على المسجد. مؤتمر دولي بدورها، أعلنت منظمة التعاون الإسلامي، أمس، أنها ستعقد، بالتعاون مع لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني حقوقه غير القابلة للتصرف، مؤتمراً دولياً بشأن القدس غداً وبعد غدٍ في باكوعاصمة أذربيجان. وأوضح بيان صادر عن المنظمة أنّ المؤتمر سيبحث التطورات التي تمر بها القدس، لا سيّما الاعتداءات الخطرة على المسجد الأقصى، وما تواجهه القدس من اعتداءات وانتهاكات لتهويدها وتغيير معالمها التاريخية وطابعها العربي الإسلامي المسيحي. ووفق البيان، سيشارك في المؤتمر حشد من المفكرين والسياسيين والخبراء الفلسطينيين والدوليين. اتصال قالت الخارجية الأردنية، في بيان، إنّ وزير الخارجية أيمن الصفدي بحث، أمس، في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، الأوضاع في المسجد الأقصى. وأكّد البيان أنّ الصفدي بحث مع لافروف التصعيد والتوتر في المسجد الأقصى وجهود استعادة الهدوء في الأماكن المقدسة، مشدّداً على ضرورة تكاتف الجهود، من أجل استعادة الهدوء ووقف التصعيد عبر فتح المسجد الأقصى كلياً وفورياً أمام المصلين ومن دون أي إعاقة، واحترام الوضع التاريخي والقانوني القائم، محذّراً من مغبة استمرار التصعيد. من جهته، أكد لافروف أهمية استعادة الهدوء والحؤول دون تفاقم الأوضاع، مشيراً إلى احترام روسيا وتقديرها لدور الأردن ومسؤولياته إزاء الأماكن المقدسة في القدس الشرقية.
مشاركة :