حصار قطر فشل في تحقيق أهدافه

  • 7/19/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

نشرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية مقالاً تحليلياً لإيشان ثارور، الكاتب في الشؤون الخارجية، تحت عنوان «حصار قطر يفشل». استهل ثارور تحليله بالقول: «من الصعب تصور أن قادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة اعتقدوا أن الأمور تسير على هذا النحو، فقد وصف مسؤولون من حكومتي هذين البلدين، وحكومتي مصر والبحرين، العقوبات التي فرضت بشكل جماعي على قطر في مطلع يونيو، بأنها إجراءات مؤسفة لكنها ضرورية، الهدف منها تركيع القطريين المزعجين، وكأن دولة قطر، التي يتهمها جيرانها بإثارة التطرف القريب والبعيد، طفل جامح بحاجة إلى تأديب».يضيف الكاتب: لكن في عالم الجغرافيا السياسية المتنامي، لا يبدو أن التحرك السعودي والإماراتي ضد الدوحة يحقق أهدافه، وبدلاً من أن يؤدي إلى عزل قطر، ساهم في تعزيز العلاقات القطرية مع القوى الإقليمية تركيا وإيران، لافتاً إلى أن عُمان والكويت، وهما دولتان في مجلس التعاون الخليجي لم تنضما إلى هذا التحرك. وأشار ثارور إلى أن الإمدادات الغذائية وغيرها من السلع ما تزال تتدفق إلى موانئ ومطارات قطر، وبغض النظر عن رسائل البيت الأبيض المختلطة، يبدو أن الدبلوماسيين الأميركيين يضغطون من أجل المصالحة والوفاق مع قطر، بدلاً من السعي للحصول على موافقة الدوحة على المطالب السعودية والإماراتية. ونقل الكاتب عن مارك لينش، الخبير في الشرق الأوسط بجامعة جورج واشنطن، قوله: «كما هو الحال مع حربهما الكارثية في اليمن، بالغت السعودية والإمارات بشكل كبير في احتمالات نجاحهما، وفشلتا في إعداد خطة بديلة معقولة في حال لم تسر الأمور وفق الخطة»، وأضاف لينش: «يبدو أن الرباعي المعادي لقطر قد بالغ في تقدير المخاوف القطرية من العزلة عن مجلس التعاون الخليجي، وقدرته على إلحاق الضرر بجارته». وأشار الكاتب إلى أن تقريراً جديداً نشرته «واشنطن بوست» هذا الأسبوع، زاد الإحراج الذي تتعرض له دول الحصار، فوفقاً لمسؤولين في المخابرات الأميركية لم يكشف عن أسمائهم، كانت الإمارات وراء اختراق مثير للجدل في أواخر شهر مايو لوكالة الأنباء الرسمية القطرية، ومواقع التواصل الاجتماعي، مما ساهم في إشعال فتيل الأزمة، ونشر المخترقون تصريحات مفبركة نسبت إلى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تصف إيران بأنها «قوة إسلامية» وتشيد بحركة المقاومة الإسلامية (حماس). وقال إنه رغم نفي الدوحة الصريح، دفع الغضب السعودية والإمارات والبحرين ومصر لحظر وسائل إعلام قطرية، ثم قطع العلاقات مع الدوحة وفرض مقاطعة تجارية ودبلوماسية، وقال التقرير إن المسؤولين الأميركيين علموا الأسبوع الماضي أن المعلومات التي تم تحليلها حديثاً والتي جمعتها وكالات الاستخبارات الأميركية أكدت أنه في 23 مايو، بحث أعضاء بارزون في حكومة الإمارات خطة الاختراق وطريقة تنفيذها، وقال المسؤولون إنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الإمارات قامت بعمليات الاختراق بنفسها، أو تعاقدت مع طرف آخر لتنفيذها. ولفت الكاتب إلى أن هناك الكثير من الشائعات والتلميحات الغامضة التي حدثت من قبل وأججت التوتر في هذا الجزء من العالم، فقد حدث تصدع في العلاقات في عام 2014 عقب تقارير إخبارية كاذبة حول مواطنين سعوديين وإماراتيين منعوا من دخول متجر هارودز في لندن الذي يملكه جهاز قطر للاستثمار. ونقل عن محللين قولهم إن الأزمة الحالية هي امتداد للخلافات والتوترات التي طال أمدها مع قطر، بسبب سعيها للعب دور كبير على الساحة العالمية، الأمر الذي أثار غضب جيرانها، وفي هذا الصدد هناك مشاحنات حول دعم الوكلاء المختلفين في النزاعات من سوريا وليبيا، فضلاً عن شبكة الجزيرة التي تريد الرياض وأبو ظبي إغلاقها. وتابع الكاتب: كما اتخذ القطريون مساراً دبلوماسياً مختلفاً عن جيرانهم، واستضافوا مكاتب سياسية لجماعات مثل طالبان وحماس في محاولة للتوسط في نزاعات إقليمية. وأوضح الكاتب أن الأزمة بين دول الخليج الغنية وصلت لطريق مسدود، وفي الأسبوع الماضي، أجرى وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون جولة من الدبلوماسية المكوكية في الكويت وقطر والمملكة العربية السعودية في محاولة لنزع فتيل الأزمة، مشيراً إلى أن كل الدول المتنازعة حلفاء الولايات المتحدة، كما تستضيف قطر أكبر قاعدة عسكرية أميركية في الشرق الأوسط، وسعى تيلرسون إلى أن يلتزم الجميع بالتهدئة والعودة للتركيز على قضايا أخرى، لا سيما الكفاح ضد تنظيم الدولة، ولكن جهوده لم تؤت ثمارها بعد. ومضى الكاتب للقول: إن تيلرسون قام بمقامرة عامة في الدوحة، حيث وقع على مذكرة تفاهم تعهدت فيها قطر ببذل المزيد من الجهد لمنع تمويل الجماعات المتطرفة في الشرق الأوسط وأماكن أخرى، وافتخر القطريون بأنهم أول من وقع في المنطقة على مثل هذا الاتفاق، وحثوا العرب على أن يفعلوا الشيء نفسه، وأعربت الدول الأربع التي تفرض الحصار عن تقديرها «للضغط على قطر للتوقيع عليها»، لكنها رفضتها في الوقت نفسه واعتبرتها «غير كافية» لإنهاء الحصار. واختتم الكاتب تحليله بالقول: إن الإماراتيين نفوا وقوفهم وراء الاختراق، وفي اليوم نفسه قامت السفارة السعودية في واشنطن بنشر تغريدات على «تويتر» تتضمن عبارات من مقابلة للرئيس ترمب انتقد فيها قطر، وكان ذلك مثالاً آخر على التنافر بين البيت الأبيض ووزارة الخارجية حول الأزمة، وتذكير آخر بأن الخلاف في الخليج لن ينتهي قريباً.;

مشاركة :