رام الله: «الشرق الأوسط» واصل الفلسطينيون احتفالاتهم في الضفة الغربية وقطاع غزة، بالافراج عن 26 من الأسرى القدامى من السجون الاسرائيلية، من أصل 104 أسرى اتفق على الافراج عنهم على اربع مراحل بالتوازي مع سير المفاوضات الفلسطينية- الاسرائيلية. واستقبل الفلسطينيون أسراهم في عرس كبير استمر حتى ساعات فجر امس، وسط دموع الفرح والزغاريد والعناق الطويل. وتعهد الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) الذي حرص على استقبال الأسرى في مقر المقاطعة في رام الله، بالإفراج عن الأسرى الباقين. وقال أبو مازن فجر أمس، للأسرى المفرج عنهم والجماهير «لن يهدأ لنا بال إلا بالإفراج عن الأسرى في سجون الاحتلال كافة. وأضاف«أقول لكم جميعاً لن يهدأ لنا بال حتى يكون جميع الأسرى بيننا جميعاً بإذن الله تعالى». وتابع «نقول لكم..البقية تأتي وستأتي، هؤلاء (الأسرى) هم المقدمة وهناك أخوة آخرون بإذن الله سيعودون إليكم، وسترونهم هنا، وأبعث بالتحية والتهاني لكل أهلنا وأهل الأسرى وأسرى الحرية جميعاً في السجون الإسرائيلية». وبدأت عملية اطلاق سراح الأسرى مساء الثلاثاء، لكنهم تأخروا في الوصول الى رام الله وغزة حتى الساعة الواحدة والنصف من فجر أمس. وتعمدت اسرائيل اخراج الأسرى في حافلات مغلقة، لمنع بث صور رفع شارات الانتصار انتصار. لكن الفلسطينيين واصلوا الاحتفال بأسراهم حتى ساعات الفجر الأولى. وغصت بيوت الأسرى أمس، بآلاف المهنئين وسط هتافات ورفع اعلام فلسطينية وصور الرئيس الفلسطيني. واعتبرت حركة فتح الافراج عن الدفعة الأولى من قائمة الأسرى القدامى (قبل اتفاق أوسلو) «انتصارا جديدا للإرادة الفلسطينية، وإبطالا لمفاعيل قرارات محاكم الاحتلال اللاشرعية». وحيّت الحركة في بيان، الأسرى المحررين، وهنأت ذويهم والشعب الفلسطيني بهذا الإنجاز. وأضافت «إن عملية تحرير 26 أسيرا، منهم (17 محكومون بالمؤبد) والآخرون محكومون بعشرات السنين، كسر معايير إسرائيلية ظالمة، لطالما كانت بمثابة قوانين، وبرهنت للعالم بطلان مفاعيل قرارات محاكم سلطة الاحتلال العسكرية». واعتبرت فتح رضوخ سلطات الاحتلال وإطلاق الأسرى القدامى قبل أوسلو، وعودتهم إلى بيوتهم ومدنهم وقراهم التي عاشوا فيها، ورفض القيادة لمبدأ الإبعاد جملة وتفصيلا، بعث الأمل قويا بتحرير كل الأسرى في معتقلات الاحتلال، وطرد يأسا تسلل إلى نفوسهم ونفوس ذويهم بعد فشل صفقات سابقة بإطلاق حريتهم. ويبدو ان الفلسطينيين على موعد مع انجاز آخر.وقالت صحيفة «يديعوت احرونوت» الاسرائيلية، ان مصادر اسرائيلية أكدت وجود اتفاق سري فلسطيني- إسرائيلي يقضي بتسليم إسرائيل الجانب الفلسطيني جثامين «الشهداء»الفلسطينيين المحتجزين في «مقابر ارقام» اسرائيلية. وأضافت المصادر «ان الحكومة الاسرائيلية ستسلم السلطة الفلسطينية جثامين مقاتلين فلسطينيين في وقت قريب في سياق بوادر حسن نية لخلق اجواء مناسبة للمفاوضات». وأكد وزير الشؤون المدنية، حسين الشيخ ذلك، وقال «ان السلطة بانتظار نتائج فحوصات الحمض النووي، لتحديد هويات الجثامين واعادة دفنهم في الضفة».
مشاركة :