من ذاكرة الرحيل ورحلات العرب نحو الديار البعيدة وما دون عن تلك الرحلات عربيا ودوليا جاءت ندوة سوق عكاظ التي أقيمت في الخيمة الثقافية بحضور متخصص أكاديميا ومن هواة الترحال والبحث عن ثقافة السياحة في مدونات وكتب الرحالة العرب والغربيين في جزيرة العرب وما كتبه رحالة العرب في بلاد الغرب والشرق بأسلوب هيمن فيه البحث المستقصي عن بدايات السياحة الثقافية وأدب الرحلات. الدكتور غازي القثامي عرف بالمشاركين في الندوة ثم فتح المجال للدكتورة أحلام الوصيفر والتي تقدمت بورقة أبانت من خلالها أن السياحة الثقافية مرحلة تسبق مرحلة أدب الرحلات فغالبا ما كانت البدايات الأولى لأدب الرحلات في الانطباعات والملاحظات التي سجلها الرحالة في رحلاتهم ومغامراتهم المختلفة شفاهيا ومع مرور الوقت تحولت هذه الأحاديث إلى نوع من أنواع الأدب الذي يحمل سمات مميزة يعرف بها الرحال بين جمهور القراء وقبل هذه المرحلة كان الرحال يقدم نوعا عاما كمرشد جغرافي أو تاريخي عن المنطقة. وعرفت الدكتورة الوصيفر بأن السياحة الثقافية هي الرحلة التي يكون الباعث الأساسي عليها الثقافة وزيارة المعالم والمواقع الأثرية والتاريخية. الدكتور عايض الزهراني قال: إن الرحلة هي متعة التاريخ وتاريخ المتعة والرحلة هي لذة المشقة ومسبار الأنثروبولوجيا وجسر الخبرات بين الأمم وهمزة الوصل بين الشعوب والرحلة هي سفير السلطان ووثيقة المؤرخ ومكتبة العالم وحنكة السياسي ورافد الأديب الذي لا ينضب. والرحلة مصدرا ثريا وواقعيا نابضا بالحياة بعيدا عن رتابة كتب الوقائع لذلك تعد الرحلات مفصل من مفاصل التاريخ لأنه يحكي قصة الإنسان في هذ الكون ويعرض لنا مراحل تطور الفكر الإنساني . بعدها عرج الدكتور الزهراني على ما كتبه الرحالة عن مدينة الطائف وقال: إنها مقصد الرحالة الذي تلتقي عنده السبل ولا تفترق ويتفق على فردوسه الساحرالجمع ولا يختلف . وتطرق إلى ما كتبه الرحالة ومنهم ناصر خسرو أول رحالة زار الطائف وعبد الله العياشي زارها في عام 1073 هـ والسويسري جون لويس . وقال: إننا نستعرض نماذج من هذا الأدب الرفيع من منظور بعض هولاء الرواد الذين كان لهم الفضل في إشراكنا في المتعة التي كانوا يحسون بها بعد ذلك تقدم الدكتور معجب العدواني بورقة تحدث فيها عن نماذج من الرحالة الغربيين في جزيرة العرب وأخذ نموذجا ( هلاري منتل ) وقال: إن هلاري رحالة مواربه تميل إلى الجاسوسية والاستخبارية. إلا أنها قدمت علاقتها بالمرأة السعودية بعاداتها الجميلة وتصف الأماكن والمجسمات الجمالية التي شاهدتها وبعض العادات الاجتماعية بنوع من القسوة على المجتمع . ثم تحدث عن قضية البعد الاقتصادي من خلال مادون عن المجتمع وما يبذله مهندسي البترول من جهود يستحقون عليها مالا يستحقه المستفيد الاول .وقال: إن هلاري منتل لديها تصورات عن الثقافة العربية دونتها بنوع من القسوة والكبرياء على المجتمع الذي عاشت فيه لفترة ورسمت المدن الشرقية بنوع من الغرائبية التي تلف بالاستقباح للمجسمات والمناظر العامة في مدينة جده على سبيل المثال الدكتور حيدر محمد تحدث عن رواية مايكل كرايتن عن رحلة بن فضلان وهي دراسة أكاديمية كونها بها شيء من الحواشي وكشف في نهايتها أن جميع مصادره غير صحيحة . بعدها تطرق الى مخطوطة ابن فضلان في رحلته لبلاد الخزر وترجمتها وإنها أصبحت ملهمة للعديد من الأدباء والكتاب. د. عايض الزهراني
مشاركة :