لندن: «الشرق الأوسط» مثل البدلة، هناك ساعات كلاسيكية وأخرى رياضية لشتى الأنشطة، لكن تبقى ساعات الغطس أكثرها قوة وصلابة وأكثرها مناسبة للصيف. فهي تتوجه للرجل الذي يريد التميز وخوض المصاعب، من حيث تقنياتها ووظائفها المعقدة، كما من حيث شكلها الذي يعتبر عنوانا للأناقة الراقية التي لا تعترف بمكان أو زمان، سواء كان سهرة فخمة أو نزهة على يخت. لهذا، فإن محاولات الغوص في الأعماق بالنسبة لمعظم صناع الساعات، إن لم نقل كلهم، لا تتوقف. فهم دائمو البحث عن تقنيات وتعقيدات جديدة، بعضها يقاوم ضغط الماء حتى عمق أكثر من 12000م. ورغم أن لا أحد منا يحتاج إلى هذا العمق فإن الإقبال عليها كبير من قبل هواة اقتناء الساعات المتخصصة، الذين يعترفون بأنها في أغلب الأحوال، مجرد «بريستيج» يعكس ذوق صاحبها ومركزه ومكانته، إلا أن أهميتها التقنية لا خلاف عليها، وتكمن في دقة قياس وضبط الوقت، لأنهما ضرورة أساسية، بل ويمكن القول إنهما مسألة حياة أو موت، لأن أي خطأ في تعداد الدقائق تحت الماء أو أي توقف مفاجئ لحركة الساعة تكون له عواقب وخيمة. أما إذا كانت دقيقة فإنها تمكن الغطاس من حساب وقت الغطس والتعرف على العمق حتى يحدد الوقت والمكان الذي عليه التوقف فيه، ويجنب جسمه الضغط والنتروجين الذي يمكن أن يمتصه. لهذا كله، يجب أن تتوفر على الكثير من المواصفات المهمة قبل أن تكتسب صفتها كساعة غطس، منها قراءة الساعة على بعد 25 سم في الظلام الدامس، مع توافرها على عقرب الثواني الدوار المضيء، الذي يشير إلى أنها تعمل في الظلام. يجب أيضا أن تكون مقاومة للحقل المغناطيسي والصدمات والصدأ، الأمر الذي يستدعي أن تكون مصنوعة من مواد صلبة مثل التيتانيوم والسيراميك والمطاط الصناعي. ورغم أن هناك الكثير من ساعات الغطس متوافرة في السوق حاليا، نقترح عليك ست ساعات يمكنك الاختيار منها: 1 - «بلانبان إكس فاثومز» (Blancpain X Fathoms) من «بلانبان» (Blancpain) تقاوم الماء حتى عمق 300م، وتأتي بعلبة من التيتانيوم يسهل قراءة الوقت على مينائها مع وجود آلية ميكانيكية لقراءة العمق تتمركز في منتصف الميناء بمؤشرات برتقالية، وهي تحسب العمق بدقة تصل إلى 90م. 2 - ساعة «أفنجير سي وولف بلاك ستيل كود يلو» (Avenger Seawolf Blacksteel Code Yellow) من «برايتلينغ» (Breitling)، صنعت للمحترفين في الأنشطة المائية، فهي تقاوم الماء حتى عمق 3000م وصممت لتعمل في ظل أكثر الظروف قسوة. فعلبتها من الصلب الأسود الذي تم التوصل إليه باعتماد تقنية المعالجة باستخدام الكربون عالي المقاومة، بينما يتميز تاجها المثبت ببرغي كبير لمنع انزلاق الميناء، بأنه سهل القراءة بعقاربه الكبيرة ومؤشراته المضيئة. 3 - ساعة «رويال أوك أوف شور دايفر أورانج» (Royal Oak Offshore Diver Orange) من «أوديمار بيغيه» ((Audemars Piguet، تقاوم الساعة الماء حتى عمق 300م. تأتي بعلبة قطرها 42 ملم مغلفة بكريستال السفير المقاوم للخدش، بينما تأتي علبتها من السيراميك الأسود، بينما يغطي كريستال السفير المؤطر بالتيتانيوم غطاء العلبة من الخلف للاستمتاع برؤية حركتها الميكانيكية ذات الكاليبر «إيه بي» (AP 3120). 4 - ساعة «لومينار سابميرسيبال» (1950 2500م 3 دايز أوتوماتيك) (Luminor Submersible 1950 2500M 3 Days Automatic) من «بانيراني» (Panerai): مزودة بحركة ذات احتياطي طاقة يصل إلى 3 أيام. وتمكن من قراءة الساعات والدقائق والثواني، بالإضافة إلى التاريخ واحتساب وقت النزول في الماء. علبتها مصنوعة من التيتانيوم المصقول خفيف الوزن والقادر على مقاومة ضغط الماء حتى عمق 2500م. أما الميناء، فأسود تتربع فوقه مؤشرات الوقت التي تضيء في الظلام، مع نافذة للتاريخ عند مؤشر الساعة 3 وميناء صغير للثواني عند الساعة 9. 5 - «ديب سي كرونوغراف فينتاج سيرميت» (Deep Sea Chronograph Vintage Cermet) من «جيجير لو كولتر» (Jaeger LeCoultre)، تقاوم الماء حتى عمق 100م مع احتياطي طاقة يبلغ 65 ساعة. وقد أدخلت عليها مادة جديدة وهي «السيرميت» المصنوع من الألمنيوم المدعم بالسيراميك ومغلف بطبقة أخرى من السيراميك لمنحها المتانة وخفة وزن. نافذة الكرونوغراف الظاهرة تسمح للغطاس برؤية ما إذا كان الكرونوغراف جاهزا للاستعمال أم لا، حسب الألوان. الأبيض يعني أنه جاهز، والأبيض والأحمر يعنيان أنه يعمل، وحين يظهر اللون الأحمر فهذا علامة على أنه توقف عن العمل. كما تتوفر على مؤشر التشغيل الخاص بالكرونوغراف الذي يمكن الغطاس من التأكد بلمحة واحدة من أنه يقوم فعليا بقياس فترة زمنية محددة، وأنه جاهز للتفعيل، أو أن الوقت المقاس يتم عرضه على العدادات. ولأنها صممت للمحترفين، فهي تتوافق مع المواصفات المفروضة مثل مقاومة الماء حتى ضغط 10 بارات (ما يعادل 100 متر)، فضلا عن الحماية ضد المغنطة ومقاومة الصدمات.
مشاركة :