نفحات رمضانية | د. عبد العزيز حسين الصويغ

  • 6/30/2014
  • 00:00
  • 25
  • 0
  • 0
news-picture

يقول ابن فارس عن رمضان في اللغة: رمض (الراء والميم والضاد) أصل مطّرد يدل على حدة في شيء من حر وغيره، إذًا مادة هذه الكلمة (الراء والميم والضاد) أصل مطرد يدل على ماذا؟ يدل على الحر وغيره، فالرمض حر الحجارة من شدة حر الشمس، وأرض رمِضة: حارة الحجارة. وهكذا فإن رمضان تم اشتقاقه من شدة الحر لأنهم لما نقلوا اسم الشهور عن اللغة القديمة سموها بالأزمنة , فوافق رمضان أيام رمض الحر . *** ويُقال إنه ُسمي رمضان لأنه يرمض الذنوب أي يحرقها مأخوذ من الرمضاء وهي شدة الحر وقال ابن منظور: وشهر رمضان مأخوذ مِن رَمض الصائم يَرْمض، إذا اشتدّ حَرّ جوفه مِن شِدّة العطش. قال القرطبي في تفسيره: وقيل: إنما سُمِّي رمضان لأنه يَرْمِض الذنوب، أي: يحْرِقها بالأعمال الصالحة. *** ويختصُّ هذا الشهرُ بأحداث عظيمة وقعتْ فيه، تحتاج مِن كلِّ مسلِم إلى تذكُّر وتدبُّر ‏وتفكُّر؛ لينتفعَ بمواضعِ العبرة، ويجني بها الثمرة‏. - فمنها -بل أهمها على الإطلاق-بدايةُ نزول الوحي الكريم على رسول الله ‏ في غار حراء - ومِن الأحداث التي وقعتْ في رمضان (غزوة بدر الكبرى)، وذلك في السابع ‏عشر من رمضان في السَّنة الثانية من الهجرة، وكان في هذه الغزوة المباركة أوَّل ‏انتصار حاسِم للإسلام على الكفر، وقد ظَهَر فيها بوضوح مددُ الله وتوفيقه ‏لأوليائه الذين صَدَقوا ما عاهدوا الله عليه، كما قال الله: {فَلَمْ ‏تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} [الأنفال: 17] ‏‏.‏ - وفي شهر رمضان في السَّنة الثانية من الهجرة فُرِضت زكاة الفطر التي هي ‏طُهرةٌ للصائم، وطُعْمة للمساكين. - وفي شهر رمضان كان الفتحُ الأكبر (فتح مكة)، وكان ذلك في الحادي ‏والعشرين من رمضان في السَّنة الثامنة من الهجرة، وكان هذا الفتح ثمرةَ جهادٍ ‏طويل بالسيف واللسان لسنوات طويلة، قد تحلَّى فيها المؤمنون الصادقون بالصبر ‏واليقين. ‏ - وفي شهر رمضان أقبلتْ وفودٌ على رسول الله تُعلِن ‏إسلامها من قبائل شتَّى، وبلاد متفرِّقة بعدَ أن أيقنت أنَّ هذا الدِّين هو الحق من ‏عند الله العزيز الحكيم، وهكذا دَخَل الناس في دِين الله أفواجًا.‏ *** وأخيراً .. إذا كان هذا الشهر المبارك قد شهد أحد أشهر الغزوات في الماضي وهي غزوة بدر، فقد حدثت أيضاً وفي شهر رمضان المبارك انتصاراتٌ عظيمة لعلَّ من أبرزها هي تلك التي أحرزها صلاح الدين الأيوبي على الصليبيين. أما في العصر الحديث فقد كان التأسي بانتصار المسلمين في غزوة بدر هو الذي جعل القيادة المصرية تختار هذا الشهر الفضيل لتكون فيها المعركة التي عُرفت باسم حرب رمضان (أكتوبر 1973) واستطاع فيها العرب تحقيق نصر محدود أعاد بعض أراضٍ عربية مُحتلة. لكن الأسى الأكبر اليوم هو دخول هذا الشهر المبارك هذه الأيام والقتال مُستمر، لا مع العدو الإسرائيلي لاسترجاع بقية الأراضي العربية المُحتلة، ولكن بين الأشقاء في البيت العربي الواحد حيث يتقاتل أبناء الوطن الواحد من أجل إنزال مزيد من الأذى ببعضهم البعض، دون أن يحترموا حتى هذا الشهر الحرام الذي كان العرب الأوائل في الجاهلية يحترمونه؟! نافذة صغيرة: [[يا رب أكرمتنا بالشهرِ يرعانا ويملأ النفسَ إيماناً وإحسانا فاكتبْ لنا فيه توفيقاً نفوز به حتى ننالَ به الرضوانَ ألوانا]] د. سعد عطية الغامدي nafezah@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :