كنت أعجب لاختلاف الدول الإسلامية في إعلان دخول شهر رمضان المبارك حتى وجدت في المدينة التي أسكنها في أمريكا الضواحي تختلف في إعلان دخول الشهر وفقا لاختلاف المساجد والمراكز الإسلامية التي فيها ! هل تصدقون أن مسلمين في ضاحية صاموا يوم السبت تبعا لجماعة مسجدهم، بينما في الضاحية المجاورة أعلنوا بدء الصيام يوم الأحد، إنه أعجب خلاف في إثبات دخول الشهر يمكن أن أتخيله ! طبعا في أمريكا لا توجد مرجعية إسلامية موحدة تمثل جميع المسلمين، ولهذا السبب تبدو أسباب الفرقة والاختلاف محتملة، رغم أنني في السنوات الماضية لم أشهد مثل هذا الاختلاف لا في دخول الشهر ولا في خروجه، فكانت الأيام متوافقة مع ما أعلنته المملكة ومعظم الدول الإسلامية ! ولعل أجمل ما لاحظته خلال قضائي لشهر رمضان المبارك في السنوات الأخيرة في أمريكا تمسك الأمريكيين المسلمين بالصيام، ففي العديد من المطاعم التي انتظرت فيها مغيب الشمس صادفت نادلات مسلمات ونادلين مسلمين من مختلف الأصول العربية صائمين يؤدون عملهم حتى إذا حان وقت الإفطار فكوا صيامهم بشرب الماء ثم واصلوا عملهم بكل اجتهاد حتى تحين فرصة تناول الطعام ! الأكيد أن الصيام في بلاد غير المسلمين يفتقر للأجواء الرمضانية التي تتميز بها المجتمعات الإسلامية، لكن الابتعاد عن بعض الشاشات العربية ومسلسلاتها وبرامجها الرمضانية السخيفة في حد ذاته ميزة !
مشاركة :