حان الوقت للولايات المتحدة لاتخاذ قرار حاسم لحماية مصالحها في المنطقة وحماية العالم من الإرهاب الذي تحتضنه وترعاه وتموله دويلة قطر عن سوء نية وسابق إصرار وترصد.العرب عبدالله العلمي [نُشر في 2017/07/19، العدد: 10696، ص(9)] تأكيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع الماضي أن واشنطن لن تتردد في نقل قاعدة العديد العسكرية من قطر لم يأتِ من فراغ. هذه ليست المرة الأولى التي يدعو فيها ترامب الدوحة للتوقف عن دعم وتمويل واحتضان الإرهاب، وخاصة، كما قال ترامب، إن للدوحة تاريخا في دعم التطرف على أعلى مستوى. أتوقع كلنا نعرف من المقصود بـ“على أعلى مستوى”. الأدلة كثيرة وواضحة؛ تقرير مجلة “فورين بوليسي” الأميركية يشرح بالتفصيل والوثائق دعم قطر للتنظيمات الإرهابية، ومركز الدراسات الإستراتيجية والدولية يُصَنِف قطر على أنها “ملاذ آمن للمتطرفين المرحّلين من دول أخرى”، وتقرير وزارة الخارجية الأميركية لعام 2014 طالب قطر بوقف نشاطات داعمي الإرهاب. بما أن الولايات المتحدة مقتنعة أن قطر ترعى وتمول الإرهاب، فهذه فرصة سانحة لواشنطن لتعيد حساباتها في اختيار الدولة الأنسب والأكثر أمنا لاستضافة قاعدتها العسكرية وخاصة السرب 379، أكبر أجنحة البعثات الجوية الأميركية في العالم. وزير الخزانة الأميركية الأسبق دانييل غلاسر أكد في فبراير 2017 أن “ممولين للإرهاب يعملون بسلام داخل قطر”، ومجلة “نيوزويك” الأميركية نشرت في عددها بتاريخ 28 مايو 2017 تقريرا شاملا يثبت رعاية قطر للجماعات الإرهابية المسلحة. أضف لهذا أن دعم قطر لتنظيمات القاعدة وطالبان والإخوان وحماس معروف وموثق بالصوت والصورة، وهي مصنفة أنها منظمات إرهابية. الاستنتاج المنطقي هو ضرورة نقل 100 مركبة جوية حربية أميركية، من بينها الطائرات المقاتلة “B-1”، بالإضافة إلى طائرات مخصصة للمهام الاستخباراتية من قطر إلى دولة صديقة أخرى. الإدارة الأميركية والدول الداعية لمكافحة الإرهاب أرسلت إشارات قوية أنها لن تتسامح مع أي محاولات من قطر بالاستمرار في دعم الإرهاب، فما بالكم إذا كانت قطر في الوقت نفسه تستفيد من مظلة الأمن الأميركية وخصوصا قاعدة العديد العسكرية؟ من الواضح أن التفاف قطر حول الإجراءات التي تتخذها الولايات المتحدة ضدها لدعمها للإرهاب لم تعد مقبولة لواشنطن أو العالم. من هذا المنطلق، طلب بعض أعضاء الكونغرس من البنتاغون دراسة عدد من البدائل لنقل قاعدة العديد خارج قطر. تقرير مجلة “نيوزويك” الذي أشرتُ إليه في بداية المقال اقترح وبقوة نقل قاعدة العديد العسكرية في رسالة لرفض الولايات المتحدة للسياسات العدائية التي تتبناها قطر. كذلك يعتقد العديد من أعضاء الكونغرس وداخل الإدارة الأميركية أنه لا يمكن الاستمرار في علاقات ودية مع قطر مع سلوكها الحالي “المشين”. النقاش الجاد اليوم داخل الإدارة الأميركية هو حول بدائل لقاعدة العديد في حال طالت الأزمة الخليجية أو باتت تهدد التحرك العسكري الأميركي في الحرب ضد الإرهاب. تصريح الأميرال المتقاعد جايمس ستافريديس في صحيفة ديلي نيوز في 28 يونيو 2017، أن على واشنطن أن تستكشف خططا بديلة لنقل العمليات الجوية من قطر لوضع القوات الأميركية في بيئة أكثر استقرارا، لم يأتِ من فراغ. حان الوقت للولايات المتحدة لاتخاذ قرار حاسم لحماية مصالحها في المنطقة وحماية العالم من الإرهاب الذي تحتضنه وترعاه وتموله دويلة قطر عن سوء نية وسابق إصرار وترصد. عضو جمعية الاقتصاد السعوديةعبدالله العلمي
مشاركة :