القدس المحتلة- وكالات: أصيب عدد من الفلسطينيين خلال قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي للمصلين امس في منطقة باب الأسباط قرب المسجد الأقصى، واعتقل شابان على الأقل. وذكرت مصادر فلسطينية أن قوات الاحتلال اعتدت على المصلين عقب انتهاء صلاة الظهر، بالقنابل الصوتية الحارقة وقنابل الغاز السامة المسيلة للدموع، والعيارات النارية، مما أصاب عددا كبيرا من المصلين، وتم معالجة عدد منهم ميدانيا، ونقل عدد آخر إلى المستشفيات لتلقي العلاج. وشرعت قوات الاحتلال بالانتشار الواسع في المنطقة، ومحيط مقبرتي اليوسفية والرحمة، في محاولة لمنع الاعتصام الشعبي الواسع في المنطقة. من جهتهم, حذر مسؤولون فلسطينيون أمس من تحويل الصراع السياسي مع إسرائيل إلى صراع ديني على خلفية التوتر الحاصل منذ عدة أيام في المسجد الأقصى شرق القدس. وقال هؤلاء إن من شأن ذلك أن يترتب عليه «تبعات خطيرة ومدمرة ليس على فلسطين وإسرائيل فحسب بل على أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط برمتها». جاء ذلك خلال اجتماع عقده أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات ونائب رئيس حركة «فتح» محمود العالول ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج مع دبلوماسيين وممثلين دوليين وعرب في مدينة رام الله في الضفة الغربية. وذكر بيان صدر عن الاجتماع أن المسؤولين الفلسطينيين وجهوا «رسائل عاجلة إلى أعضاء المجتمع الدولي والعربي والاسلامي بضرورة التدخل الفوري لوضع حد لتمادي الاحتلال في انتهاكه الصارخ للوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى». واعتبر المسؤولون أن «إجراءات الاحتلال السافرة المتخذة بحق المسجد الاقصى عدواناً مدروساً على الشعب الفلسطيني ومقدساته، وخرقاً صريحاً لحقوق العبادة وممارسة الشعائر الدينية والعقيدة وحرية الوصول الى الاماكن المقدسة ودور العبادة التي كفلتها المواثيق والاتفاقات الدولية كافة». وشددوا على أن الشعب الفلسطيني «لن يسمح بتمرير المخطط الاحتلالي القاضي بتقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً». وفي غزة عقدت كتلة «حماس» البرلمانية اجتماعا خاصا لنوابها في مقر المجلس التشريعي لبحث تداعيات إجراءات إسرائيل بحق المسجد الأقصى. ودعا النائب عن حماس أحمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي، خلال الجلسة، الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية إلى «النفير العام من أجل الدفاع عن الأقصى والمقدسات». واعتبر بحر أن «المخطط الإسرائيلي ضد المسجد الأقصى حداً خطيراً لا يمكن السكوت عليه من خلال السيطرة الإدارية الكاملة عليه، وإقامة بوابات إلكترونية تحت هيمنة وتحكم الاحتلال ما يعني أن مخطط تقسيم الأقصى زمانيا ومكانيا سيتحقق». وحث «قادة الأمة العربية والإسلامية لتحمل مسؤولياتهم الدينية والقومية والتاريخية والأخلاقية والتدخل العاجل من أجل وقف المخطط العنصري الإجرامي الذي يستهدف المسجد الأقصى والمقدسات». واعتمد نواب حماس، خلال الاجتماع، تقريرا صادر عن لجنة القدس والأقصى في المجلس التشريعي، تضمن الدعوة لإعلان النفير العام في مسيرات غضب يوم غد الجمعة القادمة نصرة للمسجد الأقصى.
مشاركة :