كتب المعلق السياسي لصحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" فلاديمير موخين إنه إذا تم توقيع صفقة صواريخ "إس-400" الروسية مع تركيا، فلن تحصل عليها قبل عام 2020. كتب موخين: يبدو أن مفاوضات توريد منظومات الدفاع الجوي الصاروخية "إس–400" إلى تركيا قد دخلت مرحلتها النهائية. فقد أكد سفير تركيا لدى روسيا حسين ديريوز هذا الأمر لوكالة بلومبيرغ بصورة غير مباشرة الأسبوع الماضي، حين أعلن أن "عضوية الناتو لا تعوق تركيا عن انتهاج سياسة خارجية متعددة الاتجاهات، بما في ذلك توريد منظومات "إس-400" الصاروخية". وقد أشار وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس إلى هذا بالقول إن الولايات المتحدة لن تعرقل خطوة أنقرة. وفي محضر رده عن سؤال بهذا الخصوص، قال: "هذا قرار سيادي، وهذا كل شيء". لكنه أضاف أن عمل منظومات "إس-400" لا يتطابق عملانيا مع المعدات العسكرية للناتو الذي تعدُّ تركيا أحد اعضائه، وأضاف: "تكمن المشكلة في كيفية ضمان عملها مع منظومات الناتو، لأنهما لن تعملا معا أبدا". Reuters Aaron Bernstein جيمس ماتيس ويشاطر ماتيس هذا الشك خبراء من روسيا. فمدير مركز تحليل الاستراتيجية الظرفية إيفان كونوفالوف يقول بشأن هذه الصفقة، إنها "لا تزال لعبة سياسية، لكن استبعادها غير ممكن في الظروف الحالية، إذا أخذنا بالاعتبار سياسة الرئيس رجب طيب أردوغان". أما الخبير العسكري ألكسندر بيرينجييف، فيعتقد أن الإعلان عن الصفقة هو "عملية إعلامية روسية-تركية" هدفها رصد ردود أفعال دول الجوار، واستعراض قدرة روسيا على التعاون مع دول الناتو في المجال العسكري–التقني. وقد يكون هذا صحيحا، ولكن لا يمكن تجاهل التصريحات الرسمية التي يطلقها مسؤولون روس وأتراك بشأن هذه الصفقة. فقد أعلن مساعد الرئيس بوتين لشؤون التعاون العسكري–التقني فلاديمير كوجين رسميا في نهاية يونيو/حزيران الماضي أن الصفقة اتفق عليها، لكنه أضاف أن "مسألة القرض لم تحل بعد". Sputnik Александр Вильф فلاديمير كوجين أما وزير الصناعة والتجارة الروسي دينيس مانتوروف، فقال إن "الحديث لا يدور عن القرض، لأن تركيا تملك الأموال اللازمة لذلك". من جانبه، قال وزير الدفاع التركي فكري عشق في تصريح للقناة التركية يوم 4 يوليو/تموز الجاري إن بلاده بحاجة إلى منظومة دفاع جوي موثوقة، و"نحن سنتمكن من تلبية حاجاتنا في هذا المجال بشراء "إس-400" من روسيا. كما نخطط لتصميم وإنتاج منظومة دفاع جوي تركية بالتعاون مع فرنسا وإيطاليا". أما الخبير العسكري الجنرال يوري نيتكاتشيف فيقول إن هناك عدة أسباب تشير إلى احتمال شراء تركيا هذه المنظومة الصاروخية. "أولا، تسعى تركيا منذ زمن لتحسين منظومات دفاعها الجوي، حتى أنها حاولت قبل عشر سنوات شراء منظومات صينية متوسطة المدى، بيد أن الصفقة لم تتم بسبب عدم جودتها. أما منظومات "إس-400"، فهي مثالية لتركيا لقدرتها على إسقاط الصواريخ البالستية أيضا". ثانيا، "لن تورد الولايات المتحدة ودول الناتو الأخرى إلى تركيا منظومات دفاع جوي عصرية بسبب مشكلتي قبرص والكرد في جنوب البلاد. وإذا أرادت دول أوروبية مساعدة أنقرة على إنتاج هذه المنظومات، فهذا يحتاج إلى فترة زمنية طويلة وكلفة عالية". وثالثا، "ما قاله ماتيس عن عدم إمكان عمل هذه المنظومة مع منظومات الناتو هو هراء، لأن اليونان تملك منظومات "إس-300" وهي عضو في الناتو أيضا". ترجمة وإعداد كامل توما
مشاركة :