الحرس الثوري الإيراني ليس جيشاً رسمياً، لكن إيران تستخدمه لترويع سكانها ومعهم أبناء المنطقة، وترسله في مهام عسكرية من اليمن إلى سوريا والعراق، من أجل توسيع نفوذها وتنفيذ سياساتها الطائفية والعدوانية. هذا ما كتبه في صحيفة “واشنطن بوست” جيمس ولسي، مدير سابق لوكالة الاستخبارات المركزية، وبيتر بري، عضو سابق في لجنة الخدمات المسلحة لدى مجلس النواب الأمريكي، ومسوؤل سابق لدى سي آي أي، مشيرين إلى أن فظائع داعش التي شغلت العالم، عبر قطع رؤوس وذبح وتفجير شاحنات، وإطلاق رصاص وقذائف في أوروبا والولايات المتحدة، وما تبعها من تغطية إعلامية واسعة، حجبت الأنظار عن خطر إرهابي يواجهه العالم، فيالق الحرس الثوري الثوري الإيراني. مقارناتويجري ولسي وبري مقارنات بين قوات داعش وعتاده في مقابل ما يملكه الحرس الثوري الإيراني. فداعش لم يعد يوماً أكثر من 30 ألف عنصر، ومعظمهم مزود بأسلحة صغيرة، ولم يتوافر لهم مجال للحصول على أسلحة متقدمة. في مقابل ذلك، يضم الحرس الثوري الإيراني حوالي 125 ألف مقاتل. وهو المنظمة الإرهابية الوحيدة في العالم التي تملك جيشاً وسلاح بحرية وقوات خاصة. ويشير الكاتبان لامتلاك الحرس الثوري لـ 100 ألف مقاتل موزعين على 20 فرقة مشاة. وأما قوات بحرية الحرس فيعمل فيها 20 ألف بحار ، بمن فيهم 5 آلاف من المارينز. وأما القوات الخاصة لدى الحرس الثوري، وتسمى القدس، فيصل عدد مقاتليها إلى 5000 عنصر. متطوعونويلفت ولسي وبري لوجود قوة احتياط لدى الحرس الثوري الإيراني تسمى الباسيج، وهي تشكل فئة من المتطوعين شبه العسكريين يصل عددهم إلى 90 ألف عادة، ولكن هناك فرصة لنشر ما بين 300 ألف إلى مليون مقاتل. ولا يمكن الخلط بين قوات الحرس الثوري والقوات المسلحة الإيرانية النظامية، الأرطيش. فإن جيش إيران، مثل الجيوش النظامية في كل مكان، مسؤول عن الدفاع عن سلامة الأراضي الإيرانية والاستقلال السياسي. الراعي الأكبر للإرهابوأما الحرس الثوري الإيراني، وكما يرى الكاتبان، فهو الأداة التي تجعل من إيران أكبر راعٍ للإرهاب الدولي. وتأسس الحرس الثوري الإيراني في 5 مايو، 1979، بعد تمكن الثورة الإيرانية من الإطاحة بالشاه، وتسلم الملالي السلطة في إيران. وقد طهر الملالي الجيش الإيراني، ولكنهم لا يزالون يشككون بقواته. ثقل مضادوهكذا شكل الملالي فيالق الحرس الثوري الإسلامي كجيش وثقل إيديولوجي مضاد لكل من الجيش والشعب الإيراني، ولضمان عدم قيام ثورة مضادة لقلب نظام الدولة الإسلامية. وبحسب الكاتبين، تتركز مهمة الحرس الثوري في تصدير الثورة الإسلامية إلى الشرق الأوسط والعالم. ويمكن مقارنة تركيبة الحرس الثوري وهدفه بمنظمة ” إس إس” التي أسسها أدولف هتلر من أجل مراقبة الجيش الألماني، ولضمان تفوق القوة النازية، وفرض مبدأ النقاء الإيديولوجي بين الألمان، ولخدمة طبقة النخبة “رأس الحربة” في غزو ألمانيا للعالم. عمليات إرهابيةويشير ولسي وبري لقيام قوات الحرس الثوري بقتل وجرح آلاف الأمريكيين في العراق وأفغانستان، وهو ما يفوق بكثير ما فعله داعش. كما قتلت قوات الحرس الثوري أعدادأ أكبر من حلفاء أمريكا عبر عملياته الإرهابية. وعلى سبيل المثال، يتلقى حزب الله وحماس دعماً مادياً ومالياً وعسكرياً من الحرس الثوري الإيراني. ويرى الكاتبان أن النقطة الأكثر مدعاة للقلق تكمن في كون الحرس الثوري الإسلامي مسؤول عن برامج أسلحة إيران الصاروخية والنووية والكيماوية والبيويولوجية. وعندما ينجلي غبار المعركة عن الرقة، وينتهي داعش في سوريا والعراق، سيبقى الحرس الثوري، وعملاؤه يشكلون ظلاً إرهابياً أكثر خطراً على العالم. رابط الخبر بصحيفة الوئام: الحرس الثوري الإيراني ظلاً إرهابياً أكثر خطراً على العالم
مشاركة :