نعم بعيدون عن الانحدار

  • 7/1/2014
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

هذا العالم العربي عجيب غريب.. منذ بدايته قبل الإسلام، حيث مثّل حضور بداوة تعتبر أن الحروب والنزاعات وعدد القتلى مؤشرات حضور بطولي.. ألم يقل أحدهم: لنا الدنيا ومن أضحى عليها ونبطش حين نبطش قادرينا علماً أنهم ما كانوا يبطشون إلا بما بينهم.. بل إنهم ما كانوا يعرفون من هو موجود شمال قبائلهم أو جنوباً أو شرقاً أو غرباً.. يعرفون القبيلة أين هي مستقرة وأين هي مبتعدة بفعل هزيمة حرب أو بفعل قسوة جفاف.. وعندما أتى الإسلام - وسبق أن تناولت هذا الوضع لذا سأوجز - وجدناهم وبعد سنوات محدودة قد حوّلوا الإسلام إلى مصدر خلافات منذ العصر الأموي مروراً بقسوة العصر العباسي، وحتى برز لدينا حالياً اتجاهات الانتماء المذهبي الذي وزّع الديانة إلى مواقع خلاف بل وتنوّعات عدوان.. في الأوضاع الراهنة حالياً أجزم لو أن عرضاً يقدم مسؤولية اقتصاد عمل لن يجد من يتجاوب معه من المنتمين في دول مستقرة ومتطورة؛ كما هو الحال في عدد محدود جداً من متاهات العالم العربي.. لماذا يرفض..؟ وعيه يرشده أن الإغراء مادياً له رديف يعني وجود احتمالات الخصومة بل ربما الاغتيال.. هذا واقع مؤلم ومخجل أورده وهو حقائق معروفة ومتكررة في هذا العالم العربي الذي عاصر في ماضيه القريب وجود الصراعات بين انتماء ديني مسيحي وآخر إسلامي، حيث انطلقت حروب مؤلمة، لكن حين تطوّر الأوروبي ابتعد عن هذه الحروب التي لا أخلاقية دينية لها.. ثم ما مبرر أن يحدث ذلك..؟ امتلأ عالمنا العربي بالكثير الكثير من التجاوزات، وباستخدام أي وسائل كانت في بداياتها مستبعدة، ثم فالنهاية الطويلة عبر مئات الأعوام أتى ما يوهم بضرورة الطاعة المطلقة.. في هذا العصر - وبضرورة هذه المقدمة - نجد أن مسؤولياتنا أمام جيل الشباب.. الشباب بالذات الذين توفرت لهم كفاءات ثقافية ومنطقية دينية وقدرات وظيفية واقتصادية.. يجب أن يتم التعامل معهم عبر كل وضوح المنطق وواقعية الآراء، والتأكيد أن هؤلاء الشباب الوافري العدد لا يجوز أن يستمعوا لأي تخبّط رأي ومنطلق إساءات عقيدة.. هؤلاء الشباب في كل بلد مستقر يجب أن يعوا حقيقة خصوصية تحمّلهم لمسؤوليات التجديد والتطور عبر موضوعية عقائدية بعيداً عن هذا الامتداد السيئ والمتكرر فشله بحثاً عن إيهام العقل والعقيدة خلف مكاسب وهم قبلية أو طائفية..

مشاركة :