تونس - قدم الفنان الفرنسي التونسي الأصل ميشال بوجناح عرضه المقرر ضمن برنامج مهرجان قرطاج الدولي الليلة الماضية رغم تجمع محتجين طالبوا بإلغاء حفل الفنان الكوميدي الذي يتهمونه بتأييد إسرائيل. وفور إعلان برنامج الدورة الثالثة والخمسين للمهرجان أثار إدراج حفل بوجناح المولود في تونس عام 1952 لأسرة يهودية هاجرت لاحقا إلى فرنسا استياء بعض الجمهور ومؤسسات مدنية فاعلة. وطالب الاتحاد التونسي للشغل بإلغاء حفل بوجناح "لا باعتبار ديانته اليهودية ولكن لمواقفه الصهيونية ومناصرته لكيان عنصري فاشي فضلا عن خواء المضامين التي يقدمها". وبوجناح مخرج وممثل كوميدي تناول في أعماله موضوعات من بينها أوضاع اليهود التونسيين المهاجرين في أوروبا. وتجمع الليلة الماضية عشرات المحتجين قبل انطلاق العرض أمام المتحف الأثري في قرطاج منددين بمشاركة بوجناح في أعرق مهرجان فني تونسي يرجع تاريخه لأكثر من ستة عقود. ورفع المحتجون أعلام فلسطين ورددوا شعارات منددة بالتطبيع منها "لا لا للتطبيع" و"شعب تونس شعب حر والتطبيع لن يمر" قبل أن تفرقهم قوات الأمن. وقال لسعد اليعقوبي عضو الاتحاد التونسي للشغل "كان على الحكومة أن تلعب دورا أساسيا ورئيسيا لمنع هذا العرض وفي حفظ مسألة مبدئية في تونس لكن زمرة المطبعين يعتقدون أنهم بإقامة الحفل يحققون انتصارا لهزيمتهم في تونس ضد كل أشكال التطبيع". وفي الداخل حضر العرض الذي أقيم وسط إجراءات أمنية مشددة نحو 600 شخص من بينهم السفير الفرنسي في تونس أوليفيه بوافر دارفور والفنان الكوميدي التونسي لطفي العبدلي. وقال بوجناح للصحفيين قبل بداية العرض "أشارك للمرة الثانية في مهرجان قرطاج الدولي.. إنه أمر رائع وكنت سعيدا عندما اتصلوا بي وأنا فخور جد بالحضور لأني معجب كثيرا بالتونسيين لأن ثورة تونس هي التونسيون". وتستمر الدورة الثالثة والخمسون لمهرجان قرطاج الدولي حتى 19 أغسطس/آب القادم بمشاركة عدد من نجوم الغناء والمسرح العربي فيما ستشكل العروض المحلية نصف أنشطة الحدث الفني.