يلتقي العنابي الأولمبي اليوم مع نظيره الهندي على ملعب جاسم بن حمد بنادي السد عند الساعة الثامنة مساء في ثاني مبارياته ضمن منافسات المجموعة الثالثة المؤهلة لنهائيات كأس آسيا للمنتخبات الأولمبية لكرة القدم «تحت 23 عاما» . كما تجري اليوم أيضا مباراة أخرى تجمع بين منتخبي سوريا وتركمانستان عند الساعة الخامسة مساء على الملعب نفسه في ثاني جولات صراع هذه المجموعة بحثاً عن بطاقة التأهل الوحيدة المباشرة إلى نهائيات البطولة المقررة في الصين العام المقبل .. وكان العنابي قد بدأ رحلته مع هذه التصفيات بفوز جيد حققه على تركمانستان أمس الأول وبهدفين دون رد وهي نفس النتيجة التي انتهت إليها المباراة التي سبقتها والتي فاز فيها المنتخب السوري على نظيره الهندي .. ووفقا للصورة التي كانت عليها مباراة الجولة الأولى أمس الأول يبدو واضحا أن المنافسة على بطاقة التأهل هذه تنحصر بدرجة كبيرة بين العنابي والسوري خصوصا إذا ما تمكن كل منهما من اجتياز مباراة اليوم ليبقى الحسم عندئذ مرهونا بالجولة الثالثة التي يتقابل فيها العنابي مع السوري بعد غد الأحد .. ورغم أن القراءة الأولية تميل إلى مثل هذه التكهنات إلا أن ذلك لا يعني الإقرار بحتميته إذ يبقى لمباراتي اليوم أهمية كبيرة للمنتخبات الأربعة لا سيما وأن الفرصة ما زالت قائمة أمام الجميع حتى بالنسبة إلى المنتخبين الخاسرين .. ولذلك نرى أن مهمة العنابي اليوم أمام المنتخب الهندي لن تكون سهلة مثلما هو الحال مع المنتخب السوري أيضا أمام تركمانستان حيث يتوقع أن يسعى منتخبا الهند وتركمانستان إلى التمسك بالفرصة الأخيرة لكل منهما خصوصاً أنهما باتا يدركان جيدا أن أي خسارة أخرى تعني تلاشي الفرصة تماما أمام كل منهما الأمر الذي يجعلنا نتوقع منهما الظهور بمستوى أفضل من ذاك الذي كانا عليه في الجولة الأولى. وفي الحقيقة فإن خسارة المنتخب الهندي أمام السوري بهدفين دون رد لم تكن لتعكس تواضع الأول من حيث المستوى الفني بل إن خسارته تلك كانت بسبب أخطاء فردية ارتكبها لاعبوه في الشوط الثاني تحديداً بعد أن كان هذا المنتخب قد فاجأ الجميع بما قدمه في الشوط الأول عندما وقف نداً صلباً أمام المنتخب السوري ليخرج منه بالتعادل السلبي خلافا لكل التوقعات التي كانت تذهب إلى أن الفوز سيكون سهلاً للسوري .. ومن هنا نقول إن على العنابي أن لا يتهاون أبدا في مواجهته اليوم مع هذا المنتخب وأن يسعى لتقديم أفضل ما لديه وبالتالي التواصل مع تلك الصورة الطيبة التي أظهرها أمام تركمانستان مع الأخذ بنظر الاعتبار وجوب تجاوز بعض الملاحظات التي لابد أن تكون قد أخذت طريقها إلى مفكرة مدربه الإسباني فيليكس سانشيز ولا سيما ما يتعلق بالتحركات الهجومية التي تحتاج إلى تنظيم أكثر واستثمار أفضل للفرص المتاحة .. أما عندما نقول إن العنابي سيكون بحاجة إلى تنظيم أفضل في تحركاته الهجومية فذلك لا يقلل من الجهد الذي قدمه لاعبوه في مباراة أمس الأول لكننا نشير إلى أنه لابد وأن يكون أكثر قدرة على ترجمة تفوقه بالشكل الصحيح .. ففي مباراته أمام تركمانستان كان العنابي هو الأكثر هيمنة وسيطرة واستحواذاً أغلب زمن الشوط الأول بحيث تمكن من أن يترجم ذلك إلى هدفين مبكرين جاءا عن طريق المتألق أكرم عفيف في الدقيقتين (4 و 15) لكنه لم ينجح في استثمار ما أعقب ذلك من فرص عديدة أتيحت له وخصوصا في الشوط الثاني لتنتهي المباراة بما انتهى إليه شوطها الأول. وفي تقديرنا أن العنابي يمتلك ذراعاً هجومياً ضارباً فعلاً من خلال تواجد لاعبين بمستوى رأس الحربة الصريح المعز علي ومن خلفه ثلاثي الإسناد المتألق المؤلف من أكرم عفيف في اليسار وأحمد السعدي في اليمين وعبدالله عبدالسلام في العمق مع الإشارة إلى أن ما يميز هذا الرباعي هو أن كل لاعبيه يعرفون جيداً الطريق إلى المرمى مثلما يجيد كل منهم صناعة الألعاب بمن فيهم المعز علي الذي لم يكتف في مباراة أمس الأول بالتحرك داخل الصندوق وإنما كان ينسحب في بعض الأحيان للتخلص من الرقابة المشددة وبالتالي لكي يلعب دور صانع الألعاب وهو ما مكنه فعلا من صناعة الهدف الأول الذي جاء بتوقيع أكرم عفيف. وربما يكون هذا الرباعي اليوم بحاجة إلى جهد أكبر وإلى حلول أكثر لأنهم سيكونون في مواجهة منتخب يجيد التنظيم الدفاعي من خلال الكثافة العددية التي تجعله يعتمد على سبعة لاعبين على الأقل في الصندوق وعند حدوده .. والكثافة العددية هذه تتطلب من المدرب سانشيز البحث عن الحلول المناسبة ولا سيما في الدقائق الأولى من المباراة لأن التقدم بهدف مبكر من شأنه أن يقلص كثيراً من حماسة واندفاع لاعبي المنتخب الهندي ويمهد بالتالي إلى الفوز بحصيلة جيدة من الأهداف. ومثلما سيحتاج العنابي إلى الحلول المناسبة في جهده الهجومي كذلك سيكون بحاجة إلى الكثير من الفاعلية في منطقة العمليات خصوصاً أن المنتخب الهندي لا يركز كثيراً على هذه المنطقة بسبب تراجع لاعبيه والتركيز على الشق الدفاعي .. والأمر هذا يوفر لأحمد معين ، الذي تألق كثيراً أمام تركمانستان، وكذلك زميله عاصم مادبو فرصة امتلاك هذه المنطقة وبالتالي العمل على الانطلاق منها في صناعة التحركات الهجومية ولا سيما عبر الأطراف من خلال أكرم عفيف وأحمد السعدي ومن خلفهما سلطان البريك في اليسار وعبدالرحمن الديري في اليمين. ورغم أن كل المؤشرات تؤكد أرجحية العنابي في هذه المباراة إلا أن ذلك يجب أن لا يكون مدعاة لأي تهاون أو استسهال من قبل لاعبينا وخصوصاً في الجانب الدفاعي إذ أثبت المنتخب الهندي في مباراته السابقة أنه يجيد الاعتماد على الهجمات المرتدة من خلال الكرات الطويلة وهو ما يجب الانتباه إليه جيداً.
مشاركة :