كشفت أحدث الإحصائيات الرسمية عن استمرار الارتفاع في معدلات البطالة في دول منطقة اليورو، وذلك على الرغم من الانتعاش الاقتصادي الطفيف الذي شهدته هذه المنطقة أخيرا ــ بحسب "الألمانية". وأعلن مكتب الإحصاء الأوروبي "يوروستات" في لوكسمبورج أمس، أن معدلات البطالة في منطقة اليورو استمرت خلال أيار (مايو) الماضي عند 11.6 في المائة، وهو المستوى نفسه الذي بلغته خلال نيسان (أبريل) الماضي. وكانت تقديرات "يوروستات" تشير إلى أن معدلات البطالة في نيسان (أبريل) الماضي بلغت 11.7 في المائة لكنها عادت وعدلت هذه النسبة إلى 11.6 في المائة. وبلغ عدد العاطلين عن العمل في الدول الـ 18 الأعضاء في منطقة اليورو خلال أيار (مايو) الماضي نحو 18.5 مليون شخص. وفي سياق متصل بلغت معدلات البطالة بين الشباب في هذه المنطقة 23.3 في المائة، إذ وصل عدد العاطلين بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 25 عاما إلى نحو 3.4 مليون شاب. من جانبه، طالب لازلو أندور المفوض الأوروبي لشؤون التوظيف والشؤون الاجتماعية، الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، ببذل المزيد من أجل توفير فرص عمل للمواطنين. وقال المجري أندور إنه لا يمكن الحديث عن حدوث انتعاش حقيقي إلا عندما يتمكن الاقتصاد الأوروبي من توفير مئات الآلاف من فرص العمل كل شهر. يذكر أن المفوضية الأوروبية تتوقع أن يحقق اقتصاد منطقة اليورو هذا العام نموا بنسبة 1.2 في المائة بعد انكماش بنسبة 0.4 في المائة في العام الماضي. ولا يزال الوضع سيئا بشكل خاص في كل من إسبانيا واليونان، حيث وصلت معدلات البطالة في أيار (مايو) الماضي في إسبانيا إلى 25.1 في المائة، وفي اليونان إلى نحو 25 في المائة بعد أن وصلت في آذار (مارس) الماضي إلى 26.8 في المائة. في المقابل وصلت معدلات البطالة في دول المنطقة إلى أدنى مستوياتها في النمسا (4.7 في المائة)، وألمانيا (5.1 في المائة)، حيث أفاد مكتب العمل الألماني، أمس، بأن معدل البطالة الشهري في ألمانيا تراجع بنسبة 0.1 في المائة ليصل إلى 6.5 في المائة في حزيران (يونيو) الماضي، حيث تمكن 49 ألف شخص من العثور على وظائف. وأرجع المكتب زيادة معدل التوظيف إلى آثار فصل الشتاء المعتدل، ما أعطى الاقتصاد دفعة، ولكنه أشار أيضا إلى أن تراجع معدل البطالة أمر اعتيادي خلال فصل الربيع. وأظهرت إحصاءات حزيران (يونيو) الماضي تحسنا مقارنة بالشهر نفسه من عام 2013، حيث تراجع عدد العاطلين المسجلين بواقع 32 ألف شخص مقارنة بحزيران (يونيو) 2013. وهذا الرقم يعني أن هناك 2.83 مليون عاطل في ألمانيا. وبعد حساب المتغيرات الموسمية يرتفع عدد العاطلين إلى 2.92 مليون شخص. يشار إلى أن تراجع عدد العاطلين الشهر الماضي يأتي بعد ارتفاع مفاجئ لنسبة البطالة في أيار (مايو) الماضي.
مشاركة :