بروفايل.. الجنرال الإيراني قاسم سليماني قائد "فيلق القدس"

  • 7/2/2014
  • 00:00
  • 22
  • 0
  • 0
news-picture

الجنرال قاسم سليماني، قائد "فيلق القدس" في ايران الذي ينسب اليه الدور الرئيسي في مساعدة القوات العراقية على وقف زحف المقاتلين الاسلاميين المتطرفين، عسكري في الظل يعمل بسرية كبيرة. ومن المواجهات التي خاضها مع القوات الاميركية في العراق الى الادوار التي لعبها في النزاعين السوري والعراقي، اكتسب الجنرال سليماني (57 عاما) الذي نادرا ما يتم التقاط صور له، لقب اقوى مسؤول امني في الشرق الاوسط. وساعد سليماني في الاعوام الثلاثة الاخيرة الرئيس السوري بشار الاسد على قلب المكاسب التي حققها المقاتلون الاسلاميون في سوريا بعدما بدا ان النظام السوري على وشك الانهيار، وذلك لان سوريا تشكل نقطة اساسية في محور طهران بغداد دمشق بيروت، في مواجهة نفوذ القوى الغربية في المنطقة. واليوم تشير عدة تقارير اعلامية الى ان الجنرال سليماني موجود في العراق لدعم رئيس الوزراء نوري المالكي، حيث ينازع الجيش العراقي لصد الهجوم الكاسح الذي يشنه مقاتلون متطرفون منذ اكثر من ثلاثة اسابيع ونجحوا خلاله في احتلال مناطق واسعة. ويقود هؤلاء المقاتلين تنظيم "الدولة الاسلامية" الذي اعلن الاحد الماضي "قيام الخلافة الاسلامية" وبايع زعيمه ابو بكر البغدادي "خلفية للمسلمين". وبحسب التفاصيل النادرة عن سيرته، فان سليماني انضم الى الجيش الايراني في 1980 في بداية الحرب مع العراق التي اوقعت ما بين مليون و1,5 مليون قتيل من الجانبين على مدى ثمانية اعوام، ثم ارسل الى الحدود الافغانية لمكافحة تهريب المخدرات. وفي العام 1998 عين قائدا لفيلق القدس، وحدة النخبة المكلفة عمليات سرية في الخارج والتابعة للحرس الثوري الايراني. واتهمت الولايات المتحدة سليماني في 2008 بتدريب الميليشيات الشيعية لمحاربة قوات التحالف الدولي في العراق. وتقول اسرائيل من جهتها ان فيلق القدس يقف وراء الهجمات ضد اسرائيليين في صيف 2012. والجنرال سليماني الذي يكرس نفسه لحماية الجمهورية الاسلامية الايرانية، وصفه المرشد الاعلى للجمهورية آية الله السيد علي خامنئي في 2005 بانه "شهيد حي". وخلال احدى اطلالاته النادرة جدا، كشف سليماني صاحب اللحية الرمادية الكثة في كانون الثاني/يناير 2012 عن مدى تمدد نفوذه. وقال في خطاب اوردته وسائل اعلام ايرانية "ايران متواجدة في جنوب لبنان والعراق. بالواقع هاتان المنطقتان متأثرتان الى حد ما بعقيدة واعمال الجمهورية الاسلامية"، قبل ان تقر طهران بارسال مستشارين عسكريين لمساعدة النظام السوري في مواجهة مقاتلي المعارضة المسلحة. وفي شباط/فبراير الماضي، اعتبر الجنرال سليماني انه "لا بلد او قوة باستثناء ايران قادر على قيادة العالم الاسلامي اليوم (...) نظرا لدعم ايران للحركات الثورية والاسلامية والمقاتلين، وكذلك دفاعها عن المسلمين من المعتدلين". ويقول مصدر دبلوماسي لوكالة فرانس برس ان الجنرال سليماني "يعرف سوريا وكأنه ولد فيها، ويعرف جيدا العراق ايضا". واضاف "انه يحظى ايضا باحترام شديد من قبل عناصر فيلق القدس بفضل مسيرته وجاذبيته". وعزز العراق وايران العلاقات السياسية والاقتصادية والامنية بعيد سقوط نظام صدام حسين في 2003، وكان سليماني احد ابرز الاطراف التي ساهمت في ذلك. وفي العام 2010 وفيما كان العراق يغرق في الفوضى السياسية بعد الانتخابات التشريعية، اشارت معلومات الى ان الجنرال الايراني نظم اجتماعا في قم المدينة المقدسة الشيعية التي تبعد حوالى 140 كلم جنوب طهران. وفي ذلك الاجتماع وافق الزعيم الشيعي مقتدى الصدر على دعم ترشيح المالكي لرئاسة الحكومة. وبحسب وسائل اعلام فان هذا الاتفاق كرس عمليا تحول السلطة السياسية العراقية من الولايات المتحدة نحو ايران، خصوصا بعد انسحاب القوات الاميركية من العراق نهاية 2011. وكان نائب رئيس الوزراء العراقي لشؤون الخدمات صالح المطلك قال في 2011 حيال سليماني ان "كل الاشخاص المهمين في العراق يذهبون لرؤيته". وفي السنة نفسها، قال مسؤول اميركي كبير ردا على اسئلة صحيفة "الغارديان" البريطانية "لا احد كان يعرف من هو سوزي والامر مشابه بالنسبة له. كان في كل مكان لكن بدون ان يظهر مرة". ويشير المسؤول بذلك الى فيلم بعنوان "ذي يوجوال ساسبكت" يتحدث عن شخصية باسم كيسر سوزي. ونقلت صحيفة "نيويوركر" الاميركية عن مسؤول عراقي العام الماضي قوله ان سليماني وجه رسالة الى القياديين الاميركيين في العراق بعد انتهاء حرب 2006 في لبنان مع اسرائيل وفي فترة تراجعت فيها اعمال العنف في بغداد. وقال سليماني في رسالته "اتمنى ان تكونوا قد نعمتم بالسلام والهدوء في بغداد. لقد كنت مشغولا في بيروت".

مشاركة :