سيمون بغداساروف يتحدث إلى المحرر في صحيفة "أرغومينتي إي فاكتي" فلاديمير كوجيمياكين عن سبب إعلان إدارة ترامب عن وقف المساعدات العسكرية للمعارضة السورية. جاء في المقال: لم يكن قرار ترامب إلغاء برنامج وكالة الاستخبارات المركزية لدعم المعارضة السورية مفاجئا. فحتى مؤيدو البرنامج كانوا قد اعترفوا مرارا في أوقات سابقة بفشله الكامل، وبخاصة منذ عامين بعد تقديم روسيا المساعدة العسكرية للحكومة السورية. وكان برنامج وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية لتدريب وتسليح المسلحين، الذين يقاتلون ضد القوات الحكومية، قد انطلق في عام 2013 بموافقة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما. وكان الهدف منه إطاحة بشار الأسد في نهاية الأمر.إقرأ المزيدالغرب أجمع يسلح الإرهابيين في سوريا بيد أن فعالية هذا البرنامج يصورها ببلاغة مثال مضحك: فقد أنفق البنتاغون، في بضعة أشهر من عام 2015، 384 مليون دولار على تدريب وتسليح 180 عنصرا من المعارضة السورية (أي ما يزيد عن مليوني دولار على كل فرد منهم). لكن هؤلاء المجندين البواسل، كانوا في أول يوم من المواجهات العسكرية الجدية، يقتلون، أو يهربون، أو ينتقلون إلى صفوف تنظيمات المتطرفين الإسلامويين. هذا، وإن صحيفة "واشنطن بوست"، التي أعلنت عن وقف المساعدة للمعارضة السورية، أكدت في الوقت نفسه أن الرئيس ترامب قد اتخذ قراره هذا في شهر يونيو/حزيران الماضي، بعد اجتماعه إلى مدير وكالة الاستخبارات المركزية ومستشاره في الأمن القومي. لكن الصحيفة الأمريكية استدركت أن برنامج البنتاغون حول تدريب المجموعات المسلحة التي تحارب ضد الإرهابيين من تنظيم "داعش" في سوريا، سوف يتواصل. فهل يمكن اعتبار القرار تنازلا من ترامب لبوتين عقب لقاء الرئيسين في هامبورغ؟ وكيف سيؤثر ذلك على ميزان القوى على مسرح العمليات العسكرية في سوريا؟ مدير مركز دراسات الشرق الاوسط وآسيا الوسطى سيمون بغداساروف علق على الوضع للصحيفة؛ مشيرا إلى أن "القرار الأمريكي لا يمثل بالطبع تنازلا أميركيا في سوريا، وكفانا توهمًا بأن "ترامب صديقنا"، وأن "ترامب سوف يساعدنا"... أو الاعتقاد بأنه سيصبح جيدا في المستقبل... أو أنه سوف يتنازل في أوكرانيا أو سوريا. ترامب ليس مجنونا، وروسيا كما في الماضي لا تستطيع التعويل إلا على نفسها". أما "القضية فتتمثل في أن نظام توزيع الدعم العسكري الأمريكي للقوى المناهضة للرئيس الأسد يتكون من عنصرين: الأول هو "وكالة الاستخبارات المركزية"، التي ساعدت "الجيش السوري الحر" وغيره من الجماعات، التي تنضوي تحت مسمى عام هو "المعارضة السورية". أما العنصر الثاني فهو "دائرة الاستخبارات في البنتاغون"، التي تساند "قوات سوريا الديمقراطية"، والتي تتكون أساسا مما يسمى وحدات حماية الشعب الكردية في شمال البلاد. وقد أثبتت التجربة العملية للأمريكيين أن خيار مساعدة الكرد أكثر إثمارا، لأن الجيش السوري الحر والبنى المرتبطة به يقع تحت سيطرة تركيا، وبالتالي ليس من مغزى للأمريكيين في تحمل تكاليفه. وأصبح هذا الشيء مفهوما منذ زمن. أما في ما يتعلق بما يسمى "الجيش السوري الجديد" الموجود في جنوب-غرب البلاد، فانه يتلقى الدعم الحقيقي من قبل الحكومتين الأردنية والسعودية. ويقتصر الأمريكيون على دعمه لوجستيا فقط". وحول مدى تأثير قرار ترامب في الوضع العسكري-السياسي في سوريا، ومدى انعكاسه على القدرات القتالية للقوى المناهضة للرئيس الأسد؟ أكد بغداساروف "ألا تغيير ملحوظا سيحدث في هذا الجانب. وسيستمر "الجيش السوري الحر" والبنى الموالية لتركيا في القتال، وستتواصل الاشتباكات على بقية الجبهات الأخرى كما كان الأمر عليه في السابق". أما بشأن الحديث الذي تزايد في الفترة الأخيرة حول تنازلات الغرب في مسألة بقاء الأسد على راس السلطة، وعن أن مسألة وجود الأسد لم تعد القضية الرئيسة، وأن المهم التوصل إلى بسط السلام في سوريا"، خلص سيمون بغداساروف إلى القول: "ليس هناك من شك في أنه ما إن تسنح أي فرصة، فإن الأمريكيين سينتهزونها لإطاحة الأسد، ولا حاجة إلى العيش في الأوهام. ترجمة وإعداد: ناصر قويدر
مشاركة :