محاضرة «نهر أدب الرحلات..على خطى الكتاب العرب»

  • 7/21/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

ليلاس سويدان | أقيمت في «منصة الحوار الإبداعي» محاضرة «نهر أدب الرحلات..على خطى الكتاب العرب»، التي تحدث فيها الروائي والكاتب عبدالوهاب الحمادي عن تجربته مع هذا النوع من الأدب، والتي طورها من أدب مكتوب إلى رحلة ثقافية تفاعلية تخرج من كتب التاريخ  وعالم الروايات وأماكنها وخطى كتابها ومنهم الروائي المصري نجيب محفوظ،  لتتحول من حبر وورق إلى واقع ثلاثي الأبعاد كما وصفه الحمادي. هذه المحاضرة قدمها الروائي وكاتب أدب الرحلات ايضا، ابراهيم فرغلي الذي تحدث عن الآفاق الجديدة التي طرقها الحمادي في أدب الرحلة ووتبع خطى الكتاب في العالم وعن تجربته الروائية بشكل عام.تحدث الحمادي بداية عن كتابه «دروب أندلسية»: في بداية عام ٢٠١١ نشرت كتابي، بعد مشوار استغرق ثلاثة أعوام وثلاث زيارات إلى إقليم الأندلس في اسبانيا. كتبت هذا الكتاب لعدة أسباب، أولها أنني أردت كتابة دليل سياحي تاريخي مصور لمناطق الأندلس المعروفة، لكي يسهل على السياح زيارتها كلما قصدوا شبه الجزيرة الآيبيرية لحضور مباراة لريال مدريد أو برشلونة، إضافة إلى أنه  تكونت لي حصيلة معلومات تاريخية من عدة قراءات صنعت صورة مغايرة عن تلك التي تعودنا عليها كلما حكيت لنا حكاية الأندلس، والسبب الأهم أنني أعشق أدب الرحلات منذ كنت صغيرا، إذ كانت كتبه تذكرتي للسفر كلما أوصدت علي باب الغرفة. أستقل نهر أدب الرحلات فيسافر بي عبر المكان والزمان. رحلات مواقع التواصل الاجتماعي وقارن الحمادي بين الأدب المكتوب عن الرحلات وما يتم تداوله ونشره على مواقع التواصل الاجتماعي من انطباعات وتعليقات حول الرحلات والسفر وإمكانية رسوخه كمرجع في أدب الرحلات فقال: كنت أحاول التخيل، لو عاش ابن بطوطة بيننا الآن هل كان ليكتب كتابه أم سيكتفي بهاتف نقال في يده وما يحويه من وسائل التواصل الاجتماعي مثل: سناب شات وتويتر وأنستغرام وفيس بوك؟! بالطبع لو عاش وهو يدير هذه الحسابات لهوجم كثيرا مثلا: عند مروره في الخليج العربي -قريبا من هنا- وصف الغوص على اللؤلؤ (الذي أسماه جواهر) فقال:إن الغواصين يمكثون تحت البحر لساعة وساعتين!! لو فعلها الآن عبر تويتر مثلا لتمت هشتقته وما إلى ذلك. ثم ذكر أن هنالك قطعة لحم في المحار وعندما يفلق تتعرض للهواء فتتحول إلى جواهر. نرجع إلى السؤال: لو عاش بيننا ابن بطوطة هل سيكتفي بوسائل التواصل الاجتماعي؟ السؤال يرعبني شخصيا، لأنني أظن أن كل جهده وال ١٢٥ ألف كيلومتر التي قطعها في رحلاته،  والأمم التي قابلها ستضيع هباء منثورا، السناب يختفي بعد أربع وعشرين ساعة، بل إن أكبر مدونة عربية مختصة بالسفر، وهي «المسافرون العرب» التي جمعت تجارب ثرية، اختفت في غمضة عين. الكتابة على الورق خير وأبقى. وأدب الرحلات نهر متدفق من الكتابة في المقام الأول. لكن هل هو قابل للتجديد؟. خصائص أدب الرحلات ثم لخص مميزات وخصائص أدب الرحلة بقوله: برأيي هو يكشف لنا ماذا يكمن خلف الأفق، أي المجهول بالنسبة لنا من جغرافيا. الآخر مثلي يعرفنا على المجهول بالنسبة لنا من بشر وعاداتهم وتقاليدهم ومعتقداتهم وأنهم في جوهرهم بشر لا يختلفون عنّا. وهو ايضا  وثيقة تاريخية  للثقافة في الزمن التي كتبت فيه . رحلات تفاعلية بعد صدور كتاب «دروب أندلسية»  بأشهر قليلة، وجدته في محل فيرجن ميغا ستور في بيروت على رف الكتب الأكثر مبيعا، وهذا أمر لم أتصوره يوما، انتشر بين القراء وأتتني ردود فعل مشجعة «لا يزال أدب الرحلات يقرأ». بعد شهور قليلة التمعت فكرة تحويله إلى رحلة. كنت قد ذكرت في الكتاب في فصل قرطبة،  أنني رأيت مجموعات مختلفة من أمم الأرض تذرع طرقات قرطبة تتأمل فيها، وتمنيت لو أن مجموعات عربية تطوف هناك أيضا. بدأت بالتنفيذ وانطلقت الرحلة تبعتها أخرى، تطورت التجربة وتعدت اسبانيا إلى بلدان عدة، إيطاليا، حيث عصر النهضة، والمغرب حيث المخزون الثقافي المبهر والتاريخ الممتد وغيرهما. بدأت مع شريكتي تسنيم المذكور في مشروع تحويل الكتب والروايات والسير إلى رحلات تفاعلية تجديدا تطور مع التجربة ولا يزال. المحاور التي تشكل أهم محاور أدب الرحلات من: تعرف على المجهول الجغرافي والمجهول البشري والتوثيق التاريخي، باتت تفاعلية وعلى أرض الحدث؛ الحبر والورق صارا ثلاثي ورباعي الأبعاد. أدباء وروايات وعن أهم الرحلات التي خرجت من عوالم الأدب والأدباء قال الحمادي: على المستوى المحلي حوّلنا رواية الكويتي سعود السنعوسي «فئران أمي حصة» إلى رحلة في مناطق الكويت. أما عربيا  فنجيب محفوظ أديب عربي عالمي، تحول إلى رمز مكافحة الجهل والتعصب بعد تعرضه لمحاولة اغتيال. ذهبنا إلى مصر وحولنا سيرة حياته لرحلة طفنا بها قاهرة نجيب محفوظ، حيث عاش طفولته وكهولته وجلسنا مع النقاد في المقاهي التي اعتاد الجلوس فيها نتحاور في أعماله وحياته.

مشاركة :