حانة أبو فراس بالموصل تعيد الحياة للمدينة المدمرة

  • 7/21/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

في مدينة قرة قوش التي دمرتها الحرب على تنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية ووسط البيوت المنهوبة والمتاجر المدمرة تظهر لافتة فوق مدخل أحد المباني تقول للزائرين “مرحبا”. في داخل المحل يغطي السجاد الأرض بينما تصاحب الإضاءة الخافتة وصوت أنابيب المياه المحادثات الخافتة بين مجموعات صغيرة من الرجال الذين يحتسون الجعة. هي أول حانة يعاد افتتاحها منذ طرد متشددي التنظيم المسلح من المدينة الواقعة بشمال العراق. ورواد الحانة بالأساس هم من سكان قرة قوش المسيحيين الذين عادوا بشكل مؤقت لمنازلهم بعد ثلاثة أعوام من نزوحهم جماعيا عندما اجتاح المتشددون بلدتهم ووجهوا لهم تحذيرا نهائيا، إما دفع الجزية أو اعتناق الإسلام أو الموت”. لكن بعض رواد الحانة مسلمون يودون أن ينعموا بحرية احتساء الخمر والتدخين التي حرموا منها في عهد ما يسمى بالدولة الإسلامية. ويأتي هؤلاء إلى الحانة بحثا عن متنفس من واقع الصراع المقبض لكن بالنسبة للرواد المسلمين والمسيحيين على حد سواء فإن الأحاديث سرعان ما تتطرق إلى الحرب وتبعاتها. ويأمل أبو فراس مالك الحانة في أن يساهم إعادة افتتاح الحانة في عودة الحياة لبلدته وعودة المسيحيين الذين نزحوا بشكل جماعي. أبوفراس، صاحب الحانة: “ المهم أنني عدت إلى منطقتي ومدينتي، لا يهم العمل ولكن كنت أريد الرجوع إلى الأصل إلى منطقتي إلى بلدي.” أبو فراس غطى آثار الرصاص على الجدران بملصقات تعلن عن الجعة كما غطى فتحة كبيرة شقها المتشددون خلف حوض المطبخ. وقال بنبرة متفائلة “يوما بعد يوم يزداد العمل ازدهارا”. ورغم أنه من المتوقع أن تلجأ الدولة الإسلامية إلى أساليب حرب الشوارع مثل التفجيرات بعد انهيار دولة “الخلافة” فإن هذا لم يفت في عضد أبو فراس الذي قال “لسنا خائفين بالنسبة للمسيحيين الذين ترجع أصولهم في العراق إلى ألفي سنة فقد غلفت الدولة الإسلامية مستقبلهم بالضباب في الشرق الأوسط. ومن ناحية إيجابية فإن وجود مسلمين في الحانة يظهر أن التعايش السلمي مع المسيحيين لا يزال ممكنا. زبون: “نأتي إلى هنا للاسترخاء والراحة بعد يوم شاق من العمل والحمد لله”. وعادت نحو 400 أسرة الآن إلى قرة قوش التي كانت أكبر مدينة مسيحية في العراق حتى سيطر عليها التنظيم. وكان عدد سكانها يتجاوز 50 ألفا. وتفتح الحانة أبوابها للجميع حتى الساعة الثامنة مساء أما بعد ذلك فلا يسمح بدخول سوى المسيحيين. وأعلن العراق النصر في الموصل الأسبوع الماضي لكن سيستغرق الأمر وقتا أطول كي يتعافى الناس من احتلال الدولة الإسلامية.

مشاركة :