فيينا - عبرت إيران الجمعة عن خيبة أملها ازاء فرض الولايات المتحدة عقوبات جديدة قالت إنها تشكل "انتهاكا" للاتفاق النووي الموقع في العام 2015. وقال المفاوض النووي الايراني الرئيسي عباس عراقجي للصحافيين بعد اجتماع مع أبرز القوى العالمية في فيينا "تحدثنا بالتفصيل عن العقوبات والحالات التي تأخر فيها الأميركيون للوفاء بالتزاماتهم، الحالات التي انتهكوا فيها الاتفاق". وأضاف أن الولايات المتحدة "اظهرت سوء نية عبر محاولتها تخريب الوضع وتهديد أو تخويف الشركات الأجنبية من الاستثمار في إيران". وتابع عراقجي "أوضحنا كل حالة من الحالات التي تصرف فيها الجانب الأميركي خلال عام ونصف من دون نوايا حسنة أو حتى أنه تصرف بنوايا سيئة". ويأتي الاجتماع ربع السنوي، فيما أكدت واشنطن في وقت سابق من هذا الأسبوع التزام إيران تعهداتها حيال الاتفاق الذي وقعته مع الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا. وبحسب الاتفاق المسمى أيضا "خطة العمل المشتركة الشاملة"، تلتزم إيران خفضا كبيرا في انتاج المواد النووية مقابل تخفيض العقوبات المفروضة عليها. لكن الاتفاق لم يؤد إلى تهدئة التوتر بين واشنطن وطهران بسبب الأزمات في سوريا واليمن حيث تنشط مليشيات تدعمها إيران. والرئيس الأميركي دونالد ترامب من أبرز منتقدي الاتفاق النووي الذي وُقع خلال عهد سلفه باراك اوباما، ويصفه بـ"أسوأ اتفاق على الإطلاق". ورغم عدم اتخاذ ترامب أي اجراءات لتنفيذ وعده الانتخابي بإلغاء الاتفاق النووي، أعلنت ادارته الثلاثاء حزمة جديدة من العقوبات تتعلق ببرنامج إيران للصواريخ البالستية. وصدرت العقوبات الجديدة بعد تأكيد البيت الأبيض أن طهران ملتزمة بالاتفاق النووي. وردت ايران متهمة واشنطن بمحاولة "تسميم الأجواء الدولية". وقال عراقجي "لقد أجمع المشاركون كافة على ضرورة الحفاظ على الاتفاق النووي وأن على جميع الأطراف الوفاء بالتزاماتهم". وأوضح أنه عبّر عن مخاوفه في مباحثات ثنائية مع الولايات المتحدة بعد اجتماع الجمعة. وعقد الاجتماع بين دبلوماسيين رفيعي المستوى خلف الأبواب المغلقة في نفس الفندق حيث وقع الاتفاق في 14 يوليو/تموز 2015. وقال مصدران مطلعان إن إيران أحجمت الجمعة للمرة الثانية منذ يناير/كانون الثاني عن رفع شكاوى رسمية بخرق الاتفاق النووي الذي أبرمته مع ست قوى عالمية على الرغم من تصريحاتها العلنية التي اتهمت فيها الولايات المتحدة بانتهاك الاتفاق. وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني يوم الأربعاء إن فرض الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية جديدة على إيران يتعارض مع الاتفاق النووي الموقع في 2015 وتعهد بأن تقاوم طهران تلك العقوبات لكنها ستحترم الاتفاق نفسه في ذات الوقت. ويمكن لإيران استخدام ما يسمى باجتماعات اللجنة المشتركة التي تعقد كل ثلاثة أشهر في فيينا لتفعيل آلية حل النزاعات التي وضعت لتستخدم عندما يشعر طرف بحدوث خرق للاتفاق. ورفض عراقجي الرد على استخدام الاجتماع لتفعيل تلك الآلية، لكنه قال "لسنا راضين عن عدم وفاء أميركا بتعهداتها... وأعلنا أننا غير مقتنعين بأنها نفذت التزاماتها كما ينبغي". وأضاف "إيران تحتفظ بحقها في إبداء أي رد فعل حيال تلك الوعود التي نقضت". وقال مصدر مطلع على الأمر "اشتكى الإيرانيون كثيرا وساندهم الروس لكنهم لم ينصاعوا للعبة واشنطن". وقال هذا المصدر ومصدر مطلع آخر إن إيران لم تستخدم جلسة اللجنة التي تضم مبعوثين من إيران والولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والاتحاد الأوروبي للجوء إلى آلية حل النزاع.
مشاركة :