تركة ثقيلة من الدمار خلّفها الانقلاب في محافظات عدّة حرّرتها الشرعية بمساعدة التحالف العربي، ليعود لها الأمن الذي أفتقدته زمناً ساد فيها الاضطراب، لتنجز الحكومة ومن خلفها التحالف بعد ذلك مهمة أخرى لا تقل صعوبة، وهي لجم انتشار الجماعات المسلّحة ونظيرتها الإرهابية وملء الفراغ الأمني وهي المهمة التي أنجزت وعلى أكمل وجه وخلال فترة قصيرة لتنعم المحافظات بالأمن والاستقرار. ولعل أبرز أولويات التحالف العربي والتي أعطاها كل جهده بعد تحرير عدن من قبضة الانقلابيين كان إعادة بناء الأجهزة الأمنية في المحافظات المحررة، بالتزامن مع استكمال تحرير باقي المحافظات. وخلال فترة قصيرة وبدعم وإشراف مباشر من دولة الإمارات، تمّ إعادة تفعيل أقسام الشرطة ومراكز الدفاع المدني واستحداث أجهزة أمنية جديدة لمكافحة الإرهاب والجريمة. وبذلت دولة الإمارات جهوداً مضاعفة لإعادة تأهيل الأجهزة الأمنية من خلال تدريب الكادر البشري، وإعادة ترميم مقار الشرطة، ودعمها بما تحتاج من أثاث وسيارات وأجهزة متخصصة في مكافحة الجريمة. جهود كبيرة لقد أثمرت الجهود الكبيرة التي بذلتها دول التحالف في إعادة تأهيل الأجهزة الأمنية ودعمها، عن تحقيق هذه الأجهزة نجاحات كبيرة، لا سيّما في مجال مكافحة الإرهاب، حيث تمكنت من طرد عناصر القاعدة من عدن ولحج والمكلا وخلال وقت قياسي وبدعم وإسناد كامل من قبل قوات التحالف. ولم تقتصر الإنجازات على مكافحة الإرهاب، بل تطوّر عمل الأجهزة الأمنية لتعود لممارسة نشاطها بشكل كامل وفي مختلف فروع مراكز الشرطة، وهو ما أسهم في الحد من انتشار الجريمة المنظمة وعودة الثقة للمواطن بهذه الأجهزة، إذ شكّل حادث إلقاء القبض على عصابة السطو المسلح التي هاجمت فرع البنك الأهلي في عدن وخلال أقل من 72 ساعة على وقوعها عامل ثقة كبيراً بالأجهزة الأمنية لدى المواطن. كما تراجعت وبشكل كبير وملحوظ العمليات الإرهابية في العاصمة المؤقّتة عدن التي كانت تشهد وبشكل يومي عمليات اغتيالات للكوادر الأمنية والعسكرية وتفجيرات للمعسكرات والمقار الحكومية، وهو ما يعني نجاح جهود التحالف والحكومة الشرعية في تثبيت الأمن والاستقرار في عدن والمحافظات المجاورة لها. انعكاسات إيجابية إنّ التحسن الأمني الكبير والملحوظ في العاصمة المؤقتة عدن، كان له انعكاسات إيجابية على كافة الصعد، حيث بدأت المنظمات الدولية والأجانب في العودة إلى عدن، فضلاً عن عودة النشاط الاقتصادي وافتتاح مشاريع استثمارية مختلفة وفي كافة القطاعات، بالإضافة إلى عودة مطار عدن للعمل، بالتزامن مع عودة الحكومة لتأدية مهامها من داخل العاصمة عدن. شكر وتقدير وأشاد قائد اللواء الأول دعم وإسناد التابع للحزام الأمني منير اليافعي في تصريحات لـ«البيان»، بدور دولة الإمارات في إعادة تأهيل ودعم الأجهزة الأمنية، مشيراً إلى أن الإمارات كان لها الفضل في الجهود التي بذلت في مجال إعادة التأهيل واستحداث أجهزة أمنية جديدة، ومن ثمّ استقرار الأوضاع في المحافظات المحررة والنجاحات الكبيرة في مجال مكافحة الإرهاب التي باتت محل إشادة دولية. وثمّن اليافعي دور دولة الإمارات على كل الجهود التي بذلتها في المحافظات المحررة وفي مختلف القطاعات، لا سيّما الأمنية منها.