أعلن الديبلوماسي في البعثة الفنزويلية لدى الأمم المتحدة في نيويورك إسياس ميدينا، استقالته متهماً حكومة الرئيس نيكولاس مادورو بممارسة اضطهاد منهجي لمدنيين و «إرهاب دولة» وانتهاك الدستور، كما حضّ مادورو على الاستقالة. وميدينا محام دولي كان مستشاراً في البعثة الفنزويلية، وقال لوكالة «أسوشييتد برس» ان الايام المئة الماضية في بلاده، والتي أسفرت عن مقتل اكثر من 100 شخص وجرح 15 ألفاً، «أثّرت فيه كثيراً». واضاف انه قرر الاستقالة «على اساس المبادئ»، وزاد: «سيكون نفاقاً البقاء هنا من دون تمثيل قيم ميثاق الأمم المتحدة». وخاطب مادورو قائلاً: «تخلَّ عن منصبك، لكي تُشكّل حكومة جديدة تؤدي مهمتها». واعتبر أن فنزويلا «دولة فاشلة»، وتابع: «هذه حكومة هاربة وديكتاتورية كاملة. لا يحقّ لمادورو أن يكون في منصبه». ولفت ميدينا الى ان «العنف والقمع العدواني ضد الطلاب» دفعاه الى اتخاذ قراره بالاستقالة، معتبراً أن «لا انسجام» في عضوية فنزويلا في مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة، وانتهاكها حقوق الانسان، ولا في ترؤسها هيئة لنزع الاستعمار في المنظمة الدولية، «فيما لا تسمح حتى بتقرير المصير لشعبها». وشدد على أن «سيادة القانون مهمة جداً، ولذلك علينا استعادتها». وذكر ميدينا انه استقال بعد حصوله على جواز سفر جديد، لئلا يصبح بلا جنسية بعد تخلّيه عن منصبه. واضاف: «لديّ الآن جواز سفر وتأشيرة سياحية (لدخول الولايات المتحدة) لعشر سنين». يأتي ذلك بعدما شلّت المعارضة أجزاء من فنزويلا الخميس، اذ استجاب ملايين من المواطنين دعوتها الى إضراب عام، مُطالبةً مادورو بتنظيم انتخابات رئاسية والتخلّي عن خطة لتشكيل جمعية تأسيسية ترى فيها ترسيخاً للديكتاتورية. وأطلقت قوات الأمن غازاً مسيلاً للدموع، خلال صدامات مع محتجين كانوا يحرسون حواجز طرق. وأعلنت منظمة تدافع عن حقوق الإنسان توقيف أكثر من 80 شخصاً. واتهم مادورو أنصار المعارضة بشنّ هجوم على مقرّ التلفزيون الرسمي وبإحراق مقرّ للبريد، مستدركاً أن عمالاً وجنوداً تمكنوا من ردعهم. وتعهد «اعتقال كل الإرهابيين الفاشيين»، في اشارة الى قادة الإضراب، مصراً على أن الاستجابة للدعوة إليه كانت محدودة.
مشاركة :