يعكس إنشاء جهاز رئاسة أمن الدولة استشرافًا من جانب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، لحجم التحديات التي تواجه المملكة على صعيد الإرهاب والتطرف، وعمليات التجسس التي تهدد الأمن الوطني.وتنبع أهمية الجهاز الجديد مما تمتلكه الأجهزة المختلفة المنضوية تحته من خبرات ومعلومات، وفي صدارتها جهاز المباحث العامة الذي يعد من أهم الأجهزة التي عملت في مواجهة الإرهاب، فوفقًا لتقرير مبعوث الأمم المتحدة للمملكة مؤخرًا تعرضت الرياض، لأكثر من 1000 مخطط إرهابي على مدى الأربعين عامًا الماضية، 25% منها خطيرة، وأحبطت أجهزة الأمن أكثر من 200 عملية بفضل الضربات الاستباقية.ويتصدى جهاز المباحث العامة لمكافحة العمليات الإرهابية والحركات المتطرفة ذات المبادئ الهدامة، أما قوات الطوارئ فلديها قوة عسكرية ضخمة مؤهلة على أفضل المستويات لمواجهة الإرهاب، وقد حققت نجاحات كبيرة بفضل تحركها السريع، مما جعلها تصنف ضمن أفضل 10 قوات في العالم وفق إعلان منظمة «أس بي أف» لمكافحة الإرهاب والتطوير الأمني السويسري.أما قوات الأمن الخاصة فلها العديد من المهام في حفظ الأمن والنظام، ومنع الإخلال بهما، وحماية القطاعات المختلفة في وقت الكوارث والأزمات، ويملك طيران الأمن قوة متطورة لتوفير النقل الآمن للأفراد، مع المساهمة في مواجهة الإرهاب والقيام بعمليات البحث والإنقاذ والإغاثة ومراقبة الحدود.ولاشك أن جهاز أمن الدولة من شأنه أن يحقق العديد من الفوائد، من أبرزها توحيد الجهود، والتركيز على الاحترافية، ومنع ازدواجية الأداء، بما يسهم في النهاية في ترشيد النفقات مع تحقيق نتائج أفضل، والبناء على ما تحقق من نجاحات في الفترة السابقة.ويواكب هذا التحول خطط الدولة في مواكبة المستجدات الأمنية العالمية والتصدي للإرهاب عابر الحدود، عبر توحيد قنوات التواصل داخليًّا وخارجيًّا تحديات التحول، وبرزت في الآونة الأخيرة العديد من التحديات التي عززت بروز الجهاز سريعًا منها انتشار التنظيمات الإرهابية، وتوغل الميليشيات المرتبطة بإيران في اليمن وسوريا والعراق ولبنان، مما يحتم رفع كفاءة الأداء، لاسيما وأن المملكة في صدارة الدول المستهدفة بالإرهاب والتطرف، لمواقفها الصلبة تجاه محاولات إيران العبث بأمن المنطقة، وفاقم من التحديات كشف عمليات قطر لدعم الإرهاب في العديد من الدول العربية، أما على الصعيد الداخلي فمن شأن هذه الخطوة الاحترافية، أن تخفف العبء عن وزارة الداخلية؛ لتتفرغ للعديد من التحديات التي لا تقل أهمية ومنها الأمن الاقتصادي والجنائي والاجتماعي؛ ليعزز ذلك من منظومة الاستقرار الأمني في المملكة في المرحلة المقبلة. ولا جدال على أن دمج عدة جهات في داخل منظومة واحدة من شأنه أن يرفع من فعالية الجهاز في مواجهة الإرهاب والتطرف، استنادًا إلى نجاحات كبيرة تحققت طوال السنوات الماضية، وكان لها صدى وتقدير عالمي كبير.
مشاركة :