صراع على قيادة المناطق المستعادة يعبّد طريق عودة داعش إلى العراق

  • 7/22/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

صراع على قيادة المناطق المستعادة يعبّد طريق عودة داعش إلى العراق بغداد – تهدّد الأزمات السياسية التي تواجهها المناطق العراقية المستعادة حديثا من تنظيم داعش، النظام الأمني الهش فيها ما يفتح الباب على إمكانية عودة الجماعات المتشددة إليها. وصيف سنة 2014 استغل التنظيم المتشدّد خلافات حادة بين حكومة بغداد بقيادة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي وحكومة نينوى المحلية بقيادة المحافظ السابق أثيل النجيفي ليحتل الموصل مركز المحافظة الأخيرة. وبعد نحو عام واحد فقط من ذلك فرض سيطرته شبه التامة على محافظة الأنبار التي غرق ممثلوها السياسيون في صراعات في ما بينهم ومع المالكي طيلة عامين قبل سقوطها. واليوم لا تزال الخلافات على أشدّها بين من يعتبرون أنفسهم ممثلين لنينوى، والقوى المحسوبة على حكومة بغداد بقيادة الأحزاب الشيعية. وتجسّد الخلاف في أقصى تجلّياته من خلال مواجهات مسلّحة جدّت بالقسم الشرقي من مدينة الموصل في ساعة متأخرة من مساء الخميس الماضي بين مقاتلين شيعة ينتمون للحشد الشعبي الذي تقول الحكومة العراقية إنّه خاضع لإمرتها كجزء من القوات النظامية، وعناصر من حرس نينوى المكوّن من مقاتلين سُنّة بقيادة المحافظ السابق أثيل النجيفي، مخلّفة قتلى وجرحى في صفوف الطرفين. ومثلت اعتصامات 2013 في ستّ محافظات عراقية قمة الغضب السني على حكومة المالكي الثانية، لكنها أثّرت بشكل مباشر على الأداء الأمني، وعرقلت أداء الجيش لمهامه، ما تسبب في تسهيل سيطرة داعش جزئيا أو كليا، على خمس محافظات، هي نينوى وصلاح الدين والأنبار وديالى وكركوك. وشاع في الأوساط السنية حينذاك مصطلح “جيش المالكي”، في إشارة الى استخدام رئيس الوزراء السابق القوات المسلحة في قمع معارضيه. وجاءت الاعتصامات ردا على سلسلة قرارات قضائية ضد الممثلين السياسيين للمحافظات السنية تسببت في إبعاد معظمهم عن بغداد. ومع اقتراب القوات العراقية من استكمال ما بقي من مناطق قليلة في عدد من المحافظات السنّية تحت سيطرة تنظيم داعش، تطل الأزمات السياسية برأسها مجددا في تلك المحافظات ولكن على شكل تنافس داخلي على تمثيلها وقيادة المرحلة الجديدة فيها وما قد تحمله من “غنائم” كبيرة مرتبطة بعملية إعادة الإعمار (المفترضة) التي ستتطلّب عقودا كبيرة بأموال طائلة. ويعوّل رئيس الوزراء حيدر العبادي على التحسّن الكبير الذي طرأ على سمعة القوات العراقية، ونجاحاتها المستمرة منذ مطلع 2015، لمحو صورة الهرب التي ارتبطت بتلك القوّات منذ انهيارها في نينوى وصلاح الدين أمام ما بدا أنهم بضع مئات من عناصر داعش صيف 2014. وشهد الأسبوع الجاري تطورات سياسية متسارعة في ثلاث محافظات مستعادة من التنظيم. إذ نجح تحالف محلي في إقالة صهيب الراوي الذي ينتمي إلى الحزب الإسلامي من منصب محافظ الأنبار، في وقت يتحرك فيه أعضاء في مجلس محافظة نينوى لإقالة المحافظ نوفل العاكوب. بينما تعرض محافظ صلاح الدين، أحمد الجبوري للاعتقال والحبس في بغداد بعد اتهامات وجهها له ساسة من محافظته بالفساد. سراب/12

مشاركة :