الرياض وأبوظبي تدفعان ثمناً باهظاً لهجومهما الفاشل على الدوحة

  • 7/22/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

قال الباحث والمحلل السياسي الأميركي دوغ باندو المساعد الخاص للرئيس الأميركي السابق رونالد ريجان، وزميل أقدم في معهد كاتوا للدراسات، إن السعودية والأمارات توقعتا تحقيق انتصار سريع بعد أن فرضتا حصاراً شبه كامل على قطر المجاورة، مشيراً إلى أن أزمات سابقة تم تسويتها بشكل سلمي، ولكن هذه المرة طالب خصوم قطر باستسلامها وتخليها عن سياستها الخارجية المستقلة، معتقدين أن واشنطن تقف وراءهم.وفي مقال بعنوان «السعودية والإمارات تدفعان ثمناً غالياً لهجومهما الفاشل على قطر» نشرته مجلة «فوربس» الأميركية، يضيف الكاتب: «للأسف، الأسابيع الفاصلة لم تكن جيدة للرياض وأبوظبي، إذ أظهر وزير الخارجية ريكس تيلرسون ووزير الدفاع جيم ماتيس دعمهما للدوحة، وأبدى تيلرسون نفاد صبره الواضح تجاه المطالب التي اعتبرها متطرفة ولا تستحق حتى التفاوض، واصفاً موقف قطر بأنه «معقول جداً». وأشار الكاتب إلى أن عدداً ليس بقليل من النقاد يعتبرون الرياض وأبوظبي مذنبتين بشكل أكبر فيما يتعلق بتمويل الإرهاب، لافتاً إلى أن أحد هؤلاء كان رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ بوب كوركر، الذي اشتكى من أن حجم الدعم للإرهاب من إحدى دول الحصار يقزم الاتهامات الموجهة إلى قطر. وأشار الكاتب إلى أن الدوحة استغلت الفرصة للتوقيع على اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن استهداف تمويل الإرهاب، وهو أمر لم تفعله الدول المعادية لقطر، وعلاوة على ذلك، لاحظ أستاذ جامعة جورج واشنطن البروفيسور مارك لينش أن «الخطاب المتطرف والطائفي الذي جلبته القوى الخارجية إلى الثورة السورية، مشكلة تمتد إلى ما هو أبعد من قطر». ولفت الكاتب إلى أن مطلب إغلاق الجزيرة من قبل دول ليس لديها صحافة حرة، بل وجرمت إبداء التعاطف البسيط مع قطر، لاقى استنكاراً عالمياً، وتبعه ظهور تقارير تفيد بأن المخابرات الأميركية خلصت إلى أن دولة الإمارات هي من اخترقت موقع وكالة الأنباء القطرية الرسمية قبل بضعة أشهر، ونشرت تصريحات محرضة نسبت زوراً إلى أمير قطر، وساهمت في إشعال فتيل الأزمة. وأضاف: في المقابل، بدت البحرين ومصر -اللتان انضمتا إلى القافلة المعادية للدوحة- كأنهما مجرد دولتين «مأجورتين» تنفذان أوامر دول تقدم لهما مساعدات مالية وعسكرية. وأوضح الكاتب أن التحالف المناهض لقطر بدأ أعماله العدائية بدون خطة احتياطية، ولا يمكنه الآن التصعيد بسهولة ضد رغبات الولايات المتحدة، كما لا يمكنه التراجع حفظاً لماء الوجه، لكن إبقاء الوضع على ما هو عليه بالطبع يبدو أفضل قليلاً. ومضى الكاتب للقول: لقد تسببت السعودية والإمارات في حشد القطريين وراء الأسرة المالكة، وتدمير مجلس التعاون الخليجي، وتخفيف عزلة إيران، وسحب تركيا مباشرة إلى شؤون الخليج، وتحدي واشنطن. وأسفرت هذه التجربة عن عدة دروس مهمة منها أن الرئيس دونالد ترمب رجل يثرثر ويرهب ويستنكر، لكن ليس له علاقة كبيرة بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة. وعلى الرغم من انتقاده للمملكة العربية السعودية في الماضي، إلا أنه أصبح الآن مثل عضو في اللوبي المناصر للرياض في واشنطن. وتابع الكاتب: لقد أثبتت السعودية أنها «نمر من ورق» أكثر من كونها زعيمة إقليمية، فقد أنفقت بسخاء على الأسلحة، ودعمت دولاً أخرى، وسعت إلى الإطاحة بنظام الأسد في سوريا، وشنت حرباً وحشية ضد اليمن، لكن لم يكن لديها رد عندما رفضت قطر مطالب الرياض. وأشار إلى أن تيلرسون أوقف فعلياً أي تصعيد، ومع انتهاء المهلة السعودية -الإماراتية قبل أسبوعين، خشى بعض المراقبين من أن تفرض السعودية والإمارات عقوبات إضافية، وطرد قطر من مجلس التعاون الخليجي، أو حتى غزو جارتهما المستقلة، لكن كل هذه الخطوات الآن ستكون أكثر صعوبة إن لم تكن مستحيلة عملياً. واستطرد الكاتب: في الواقع الدبلوماسية المكوكية التي قام بها وزير الخارجية الأميركي الأسبوع الماضي لدعم محاولة الوساطة الكويتية أجبرت متهمي قطر على التفاوض بفعالية بشأن ما اعتبروه من قبل أمراً «غير قابل للتفاوض». وقالت وزيرة الدولة لشؤون المجلس الوطني في الإمارات نورة الكعبي: «نحن بحاجة إلى حل دبلوماسي. ولا نبحث عن تصعيد «. وعلق الكاتب بالقول: «لا عجب أن السعوديين، الذين ظنوا من قبل أنهم استمالوا رئيس أميركا، يشكون الآن من أن وزير الخارجية الأميركي يدعم الدوحة». وأضاف: إن الدبلوماسية الخارجية المكلفة كانت ذات قيمة مشكوك فيها، ولم تمنح المملكة سوى القليل من الأصدقاء. لقد نظمت الرياض وأبوظبي تحالفاً غير متكافئ يضم دولتين تابعتين هما البحرين ومصر، وجزر المالديف التي بلا وجود دولي، وإحدى الحكومات المتنافسة في ليبيا الممزقة. ومنذ ذلك الحين، فشلت هذه المجموعة في كسب دعم ملموس من أي دولة أخرى، ذلك لأن القضية الحقيقية لا تتعلق بالإرهاب، بل بمخاوف أنانية، مثل دعم المعارضين السياسيين المحليين. وتابع الكاتب بالقول: لقد انهارت سمعة دول الحصار، وأدى الجدل إلى تسليط الضوء على الانتهاكات في الرياض وأبو ظبي، ولا سيما قمعهما الوحشي لأي معارضة سياسية ودينية في الداخل، ووقوف الإمارات وراء الهجمات الإلكترونية ضد الدوحة. ولفت إلى أن توم ويلسون، من جمعية هنري جاكسون ومقرها لندن، نشر تقريراً يصف عاصمة خليجية بأنها «الممول الأول» للإرهاب في بريطانيا، وبينما كانت قطر معرضة لاتهامات بدعمها لبعض الجماعات الراديكالية، تعرضت الرياض وأبوظبي لانتقادات أميركية أكثر صرامة لنفس السبب.;

مشاركة :