عنف وتحرش جنسي، وقائع شهدها احتفال بمدينة ألمانية قالت الشرطة إنها غير مسبوقة. بعض اللاجئين ضمن المشتبه فيهم، وهو ما وفر فرصة لحزب يميني شعبوي بالتحريض ضد اللاجئين عموما، لكن هناك أطراف حذرت من استغلال الواقعة. مؤتمر صحفي بعد أحداث شورندورف يجمع عمدة المدينة ماتياس كلوبفر (يسار الصورة) ورئيس الشرطة رولاند آيزيله. جدل جديد في ألمانيا عقب أعمال عنف وتحرشات جنسية وقعت أثناء أحد الاحتفالات بمدينة شورندورف بولاية بادن فورتمبرغ جنوب ألمانيا، وصفت بأنها "الأولى من نوعها". وسجلت الشرطة وقائع قذف زجاجات على المارة ورجال الشرطة بالإضافة إلى حالات تحرش جنسي بالنساء خلال الاحتفالية الصيفية التي تقام بالمدينة لمدة خمسة أيام. وتشير بيانات الشرطة إلى أن مجموعة تتكون من نحو 100 شخص تعدوا على رجال الأمن. ووفقا لمصادر الشرطة فإن "شورندورف لم تشهد مطلقا مثل هذا العنف". وسجلت الشرطة خلال الاحتفال 53 مخالفة وواقعة اعتداء، وهي ضعف الحالات المسجلة في احتفال عام 2016. وتقدمت تسع نساء ببلاغات لتعرضهن للتحرش الجنسي خلال الاحتفالية. ولم يشهد احتفال العام الماضي أي بلاغات عن وقائع تحرش جنسي. الواقعة أثارت جدلا سياسيا وربطها البعض بأحداث التحرش التي وقعت في مدينة كولونيا ليلة رأس السنة 2015/2016، لاسيما بعد أن أعلنت الشرطة عن تورط لاجئين في حالات تحرش جنسي بالنساء. وتتحرى الشرطة ضد لاجئ عراقي/20 عاما/ وثلاثة لاجئين أفغان تتراوح أعمارهم بين 17 و 18 عاما، في وقائع خاصة بتحرش جنسي في احتفالية مدينة شورندورف. وتعاملت الشرطة مع العديد من وقائع العنف، منها أيضا ما تسبب فيها شبان ألمان وشبان من أصول أجنبية. ففي إحدى الحالات أصاب مراهق ألماني/16 عاما/ شابا سوريا/ 19 عاما/ بزجاجة في رأسه. كما شهد الاحتفال، وفقا لتقرير لوكالة الأنباء الألمانية، مناوشات بين الشرطة وبعض المحتفلين، عندما قاوم شاب ألماني/20 عاما/ رجال الشرطة الذين حاولوا القبض عليه، ثم تضامنت مجموعة من "المنحدرين من خلفيات أجنبية"، مع الشاب وبدأوا بإلقاء الزجاجات على رجال الشرطة. ومع بداية التوترات، عززت الشرطة من تواجدها في الاحتفال حتى نهايته. من جهته حذر توماس شتروبل، وزير داخلية ولاية بادن فورتمبرغ، من انتقاد الشرطة وقال: "الشرطة لا تتحمل الذنب ولكن هؤلاء الذين تحرشوا بالنساء وقاموا بالاعتداءات والمخالفات وألقوا الزجاجات على رجال الشرطة ومارسوا العنف، هم من يتحمل الذنب". في الوقت نفسه ارتفعت الأصوات المطالبة بتعزيز التعاون بين الشرطة وسلطات المدينة ومنظمي الاحتفال. استغلال سياسي وأحكام متسرعة وسارع حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي، المعادي للأجانب، للمطالبة بطرح الموضوع للنقاش في جلسة للبرلمان المحلي للولاية بمدينة شتوتغارت، محملا المهاجرين مسؤولية العنف. كما ربط بين تلك الأحداث وما شهدته مدينة كولونيا قبل أكثر من عام ونصف من حوادث تحرش جنسي بنساء. واتهم يورغ مويتن، رئيس الكتلة البرلمانية لحزب "البديل من أجل ألمانيا"، باقي الكتل البرلمانية، بغض الطرف عن الجرائم التي يرتكبها أجانب مضيفا أن أشخاصا يميلون للعنف "تسللوا إلى بلادنا مع اللاجئين [..] وهم يرون في نسائنا عاهرات متاحات لهم"، وفقا للتصريحات التي نقلتها صحيفة "شتوتغارتر ناخريتشتن". أما الكتل البرلمانية لباقي الأحزاب الممثلة في البرلمان المحلي للولاية، فحذرت من تأليب الرأي العام ضد اللاجئين مؤكدة في الوقت نفسه إدانتها لما حدث في شورندورف. من جهته رأى حزب الخضر أن "البديل من أجل ألمانيا"، يستغل هذه الواقعة من أجل "سجال رخيص" ويضخم الأحداث دون الوقوف على حقيقة المعلومات بدقة. في الوقت نفسه أكد نواب من الحزب المسيحي الديمقراطي أنه لا تهاون مع التحرشات الجنسية والعنف ضد رجال الشرطة بغض النظر عن جنسية الجناة والضحايا. كما حذر وزير داخلية الولاية، توماس شتروبل المنتمي للحزب المسيحي الديمقراطي، من التسرع في الأحكام، مؤكدا أن شورندورف ليست "كولونيا الثانية"، واعدا بتحقيات وافية لكشف كافة ملابسات ما حدث خلال الاحتفال. في الوقت نفسه أرجعت بعض الأصوات السياسية، المشكلة إلى الإفراط في تناول الكحوليات لاسيما من قبل الشباب. ابتسام فوزي/ع.ج.م
مشاركة :