ما تزالُ قطرُ الدولةُ التي احتضنتْ وأرضعتْ جماعةَ الإخوانِ بالمالِ والدعمِ الممنهجِ، تحرّضُ بمنظورٍ فجٍّ وغيرِ مدروسٍ على تأليبِ المشهدِ السياسيِّ بالشرقِ الأوسطِ متمسكةً بهرطقاتٍ وتزييفٍ للحقائقِ بسذاجةٍ لا تقلُّ سخفًا عنْ قناتِها المبرمَجةِ على تخريبِ وتمزيقِ اللحمةِ الخليجيةِ لأهدافٍ توسُّعيةٍ غيرِ مسؤولةٍ, لا سيّما في هذا الوقتِ الحساسِ الذي نحنُ بحاجةٍ فيهِ إلى التعاضدِ كعائلةٍ خليجيةٍ، نتألمُ إذا اشتكى أحدٌ منْ أفرادِ هذهِ العائلةِ، فالسياسةُ القطريةُ على مرِّ السنواتِ الماضيةِ أقلُّ ما يقالُ عنها أنّها تتبعُ سياسةً صبيانيةً متخبطةً، في الوقتِ الذي منَ المفترضِ فيهِ أنْ يكونَ قادتُها ناضجينَ منْ تجاربَ سابقةٍ إلا أنّ المتابعَ يجدُ العكسَ منْ خلالِ التصريحاتِ الهزيلةِ وغيرِ المنطقيةِ، والتي تطالعنا بها الدوحةُ بينَ الحينِ والآخر. قطرُ التي سعتْ لاستمالةِ جماعاتٍ إرهابيةٍ وتبنّي فكرها المتشدِّد منْ خلالِ منصةٍ إعلاميةٍ لم تخلُ منذُ نشأتِها من المساسِ بسيادةِ الدولِ الإستراتيجيةِ والتحريضِ المباشرِ على العنفِ بها من خلالِ استضافةِ معارضين للحكوماتِ العربيةِ، آخرُها حينما كانتْ تستضيفُ أي ضيفٍ من خلالِ برامِجها حتى لو كانَ أميًّا من أرصفةِ الشوارع, فالمهمُ لهذهِ القناة أن يكونَ الضيفُ ضدّ الحكومةِ المصريةِ. الدولُ المقاطعةُ لا تزالُ متمسكةً بطاولةِ الحوارِ لكن بالمقابلِ نجدُ الاستماتةَ القطريةَ تتخذُ قاعدةَ “خالِفْ تُعرفْ”، كدستورٍ تنتهجهُ لحفظِ ماءِ وجهِها القبيحِ بعدَ كشفِ النقابِ عنهُ منذُ بدايةِ المقاطعةِ, فالدولُ المقاطِعةُ كانتْ ولا تزالُ متمسكةً بالشقيقةِ قطر من بابِ أنها دولةٌ جارةٌ, إلا أنّ خناجرَ الدوحةِ اشتدّتْ معَ بدايةِ المقاطعةِ, وهذا ما يدلُّ جليًا على عقوقِ هذه الدولةِ وضربِ جميعِ الاتفاقياتِ وحلولِ الأزمةِ بعرضِ الحائط, وها هي دولةُ الغازِ تغرقُ وتغرقُ ولَم تجدْ من ينقذُها منَ الغرقِ إلا دولةُ الملالي المصدِّرةُ للعنفِ والطائفيةِ, ولأنّ سياسةَ الدوحةِ عُرِفَ عنها التخبّطُ والمراهقةُ على كِبَرٍ، فسوفَ تجدُ أنَّ مصافحةَ العدوِّ الإيرانيِّ أشبهُ بمحاولةِ تقبيلِ رأسِ الأفعى، لكنْ بعدَ فواتِ الأوانِ.